**((23))**

7.4K 493 40
                                    

الفصل الثالث والعشرون

عودة إلى الحاضر

بعد آخر لقاءٍ بين يارا ورواد لم يعد يساعدها بالتدرب واكتفت هي بدراستها المقررة بصفها وتعمدت كذلك تجاهله بالمعهد ماإن تراه وكان ذلك من حسن حظ لويس الذي تقرب منها بعد هذه الحادثة كثيرا ،وخاصة بعد أن أصبح لديه فضول على استكشاف هذه الفتاة العربيۃ الغريبة التي تخفي حزن وغموض كبيرين بعينيها.

اختص بتدريبها الرقص لتتقنه دون غيرها واهتم بها اثناء التدريب بطريقة جعلت الكل ينادونها بجميلته المدللة.وسط احتراق قلب رواد الواضح،

خرج لويس معها مساء ليلة هادئة ليوصلها إلى شقتها بعد يوم تدريب وكان يثرثر كعادته ..برفقتها يشعر براحة كبيرة وكأنه يعرفها منذ زمن ....إنه عاشق متيم بها لن يستطيع أن يخفي هذا الأمر عن أحد.

عرجا على الحديقة القريبة من المبنى الذي تقطن فيه وجلسا بها سوياً ...كانت السماء صافية ونسيم الربيع يعبث بخصلاتها الكستنائية .الحديقة صغيرة لسكان الحي ولكنها جميلة وهادئة تبعث الراحة بالنفوس وخاصة بتلك الزهور المتموزرعة بالأرجاء والأشجار التي تحتضن المقاعد الخشبية وكأنها روح واحدة .

جلس بجانبها يأبى أن يشيح ببصره عن هذا الجمال الأخاذ الذي سرق قلبه وعقله .. أنيقة بملبسها رغم بساطته ،كلماتها هادئة ذات أفكار جميلة ونفسها نظيفة ..هذه هي الأنثى التي سيمضي عمره معها ولا شك ...كان يريد التغيير وها هوذا التغيير أمامه على طبقٍ من ذهب...جرب كل أصناف النساء ولكنها فريدة من نوعها ..هي زهرة بديعة وسط أصناف الزهور التي اعتاد على رؤيتها ،لا بل هي الآن بنظره زهرة نادرة لن يحظى بمثلها أبدا ، ظل ينظر إليها ويفكر بالمستقبل ..لأول مرة يفكر بأمر المستقبل بهذه الجدية بل ويفكر بتكوين عائلة!

وبالمقابل هي كانت تنظر إلى كل شيء عداه ..تتحاشى نظراته التي أربكتها وزادت من احمرار وجنتيها مما زادها جمالا وتألقا هذا المساء ...،سمح لنفسه ان يمد يده إلى وجهها ويديره تجاهه وهو يهمس :

-انظري إلي يارا ..أتمنى صدقاً أن أرى نفسي من خلال عينيكِ .

رفعت نظرها تجاهه وحاولت أن ترسم ابتسامة لتزيح هذا القلق والتوتر الذي اجتاحها حينها وهي قريبة منه إلى هذه الدرجة، ولكنه أردف بهدوء :

-أتعلمين....أنت مختلفة عن أي فتاة عرفتها .

ثم أخذ نفساً عميقا قبل أن يستطرد : أظن أنني ...

أو لا...لا اظن أنا متأكد من ذلك ، أنا أحبك .

كان يحدثها بصدق ، عاصفة اعترافات تجتاح أجواء تفكيره فتعيثه دماراً ، تناول راحة يدها واحتضنها بين أصابعه ، شعرت بارتعاشة خفيفة وهي تدير بصرها بين كفها التي يقبض عليها وعيناه اللتين تنطقان أكثر من شفاهه.

الرقصة الأخيرةTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang