**((32))**

6.1K 455 42
                                    

وسام من أنت!!!.

قالتها بصدمة كبيرة ، وهي تحدق بعينيه عند دخوله من باب الشقة ..مئات الأفكار تضاربت بعقلها وهي تنظر الآن له بارتباك كبير وخوف بعد الذي عرفته منذ برهة ، مسح شعره بتوتر على سؤالها المفاجئ الذي دمر كل مخططاته وقال بتلعثم مغتصباً ابتسامة من ثغره ليزيح الخوف الذي استعمر فؤاده:

-ما الأمر ميرا ؟؟أنا ....أنا لا أفهم قصدك حبيبتي"

لكنها قطعت كلامه وهتفت بحدة :وسام.. سأعيد هذا السؤال للمرة الاخيرة..من أنت "وشددت على اخر كلمتين دامعة العينين ،

كان عقله الآن يعمل بسرعة كبيرة ، هل عرفت كيف عرفت ومن أخبرها؟؟!! وقرر أنه سيواجه سؤالها بجواب مغاير ثم قال مخرجًا جواز السفر وبطاقة الطائرة: لقد حجزت لك لتذهبي إلى باريس كما وعدتك وستسافرين قريباً " فقاطعته مجددا بأن صرخت به ملئ حنجرتها هذه المرة: وسام من أنت ماهو عملك الحقيقي !!!

استدار ناحيتها وصرخ هو أيضًا راميا الأوراق على الأرض: وما الفارق عندك بمن أكون ....هاه....هل سيحدث فرقا إن قلت لك أيتها المغفلة ؟

منعت شهقة أخرى من الخروج ولكن دموعها بللت وجنتيها وصارت تردد: أنت...أنت اخاها ! كنت لعبة غبية بيديك أليس كذلك ايها المخادع، كنت مجرد جسر للإنتقام.

ضربته على صدره بقوة في حين أمسكها من كتفيها و صار يردد: ميرا اهدئي حبيبتي ارجوكِ ليس كما تظنين.

ضحكت باستخفاف وأجابته :ما أدرالك مالذي أعرفه،او مالذي عرفته يا .... يا سيد داني !!!

ثم اردفت ببكاءٍ مرير: انا ....انا كنت مجرد جسر للانتقام من اهلي !كنت غبية وساذجة وظننت انك تحبني ؟ ولكنك دمرتني بكذبة كبيرة جدا .

جلس على الكرسي متنهداً ومسح وجهه بيديه وصار يقول:

- أريدك ان تعرفي شيئاً واحداً..إني أحبك ميرا..كنت خائفاً من حبك والآن أنا وقعت فيه، نار الحقد قتلت قلبي ولكنك أحييته من جديد، نعم كنت أريد الانتقام والفتك بكل من حولي دون أن أرحمهم ولكن لمجرد تواجدي معك اختلف كل شيء....إن اقتصصت من الجميع لن استطيع ايذائك ..احببتك ،بل عشقتك بجنون و ...."

قاطعته قائلة :اخرس أيها الكاذب "

-داني جمال قالتها باستحقار شديد ثم قذفت إليه ببطاقة هويته الحقيقية رآها على الأرض كتابوتٍ يرقد ، ابتلع غصة بحلقه ثم أومئ لها باستسلام :

-وهاقد عرفتي أني داني ..إبن السائق "

اجهشت بالبكاء وهي تصرخ به :أنت شخص حقير....كاذب استغللتني فقط لتنتقم من ابي ..صرت ضحية لعبتكما القذرة أنت.. أنت...

ولم تستطع هكمال كلماتها تلك ولم تعرف كيف لها أن تواجهه بعد أن حطم فؤادها ، بعد أن اكتشفنت أن زواجها لم يكن مبنياً على حب صادق كما رسمت بمخيلتها ، بل على غدرٍ وحقد ، تركته بالصالة وغادرت لولا استوقفها وشد على ساعدها بقوة.

الرقصة الأخيرةWhere stories live. Discover now