**((42))**

5.8K 400 89
                                    

الجلسة الآن للنطق بالحكم....

ضرب القاضي بخفة على طاولته ليبتدأ الجلسة وكأنه زاد ضربات قلب عماد المتسارعة ضربة ، و صمت الجميع برهبة انتظاراً لبدء المحاكمة .

كان جالساً و لا يزيح نظره عن الرجال المكبلين وراء القضبان الحديدية بقاعة المحكمة وهو يرى تعابير وجوههم المنكسرة المهزمة، عاصم، ممدوح ، حسام وغيرهم أكبر وجوه اقتصادية في البلاد الآن أضحوا في انتظار كلمة موتهم المحتوم ..

هل هو سعيد الآن أو هل ارتاح ؟ لا يعلم صدقاً.

فصديقه مازال ملقى على السرير في المستشفى والله وحده يعلم متى سيستيقظ هذا إن فعل !!! حتى ميرا إلى الآن لم تجب على رسائله ولا يعلم لها رقم هاتف في باريس لذلك قرر يعد أن يغادر قاعة المحكمة أن يحادث شقيقها رواد بعد أن حصل على رقم هاتفه فمن المؤكد أنها التقت به بعد هذه المدة .

******

نعود إلى باريس حيث إرتدت فستان الباليه الأبيض الذي صمم خصيصاً لهذا العرض. كان صدره يتزين بحبات من اللؤلؤ الألماسي والكريستال البراق ومن فوق خصره تتدلى طبقات الشيفون الأبيض الناعم وتاج رقيق أييق لامع فوق شعرها الذي عقدته بطريقة بسيطة لتصبح ملاكاً أبيضاً مشعا بهذا اليوم المتميز بالنسبة للجميع . وقفت خلف الستار الأحمر المخملي مع فرقتها وهي تلمح كل أولئك الحاضرين يجلسون منتظرين أن يبدأ العرض ، وتنتظر هي أن تبدأ حياتها. كان رواد قد تأخر وهذا ماجعلها تقلق على الرغم من أن فقرته هي الثانية أي بعد حوالي ساعة من الآن ولكنها قد قلقت على أن تكون ميرا ليست على يرام ...وهي كذلك كانت تريد نظرة من عينيه مع ابتسامة عذبة تنسيها التوتر لكي تتحلى بالشجاعة والقوة ،

كانت تنقل بصرها بين الوجوه علها تلمحه قبل أن تدخل ...في حين أن الراقصين بدؤوا بالخروج واحدًا تلو الآخر ، عازف الكمان الشاب بدأ بلحنه العذب لافتتاح العرض مع كل راقصة تدخل لتؤدي حركات بسيطة ثم تقف في مكانها المحدد كنوع من التعريف بالشخصيات المشاركة ... وجاء دورها أخذت نفساً عميقاً جدًا تحاول تهدئة أعصابها المشدودة وكادت أن تدلف إى الداخل ..

نظرت نظرة أخيرة يائسة...في حين تبدد هذا اليأس فجأة حين رأته يركض نحوها طبع قبلة خاطفة على راحة يدها وابتسم لها مشجعاً قبل أن يدفعها على القاعة بخفة .

وعلى هذا المسرح ذو الأرضية الخشبية الذي تنبثق من جوانبه أضواء زرقاء خافتة أدت حركات الإفتتاحية برشاقة ودقة ثم أخذت موقعها بين زميلاتها نظمت تنفسها وهي تسمع صوت أمها يتردد بين ثنايا عقلها

((حبيبتي عندما ترقصين...إرفعي وجهك وثقي بنفسك وبقدرتك العظيمة ، فأنت موهوبة يا حورية البحر المتوحشة.. ))

ورفعت رأسها بكل شموخ لتواجه الحضور كما واجهت المدربة الشابة ذات الأربع وعشرون ربيعا لأول مرة حينما كانت طفلة صغيرة عمرها لا يتجاوز الست سنوات بفستان الباليه الأبيض البسيط ...ولكنه كان بالنسبة لها أروع فستان قد ارتدته على الإطلاق '

الرقصة الأخيرةWhere stories live. Discover now