الرقصة الأخيرة

**((33))**

اطمأن عماد على أنها صعدت على متن الطائرة ثم عاد أدراجه إلى منزل داني الذي يدور كأسد جريح حبيس زنزانته بعد أن استيقظ وما إن فتح عماد قفل باب الشقة ودلف حتى صاح داني :

-أيها الغبي كيف تفعل هذا بي ... كيف استطعت أن تعطيني منوما وتحتجزني هنا لأفوت فرصة مصالحتها قبل أن تسافر " أمسك بتلابيبه حانقا غاضبا فجابه صراخه بقوة وضبط نفس...
-وما كنت تريدني أن أفعل ؟أن أرى انهيارك وضعفك أمامي بسبب امرأة كن عاقلا يا داني وبلا هذه التصرفات الصبيانيه الطائشة .
ففلته وضحك بعصبيه شديدة .
..
-أفعال صبيانية؟؟؟ بربك عماد الحب أصبح بنظرك أفعالا صبيانية ؟ولكن مهلا هل تعلم أنت اساسا ماهو الحب، وانت اصلا لم تجربه سابقا، أنت مجرد إنسان بليد المشاعر خال من اي عاطفة تذكر.

كلامه أصاب عماد في الصميم ارتجفت شفتاه مختنقا بكلماته قبل أن بمسك بداني ويلكمه بوجهه بوحشية ويصرخ بعد أن فقد السيطرة على أعصابه تماما....

-أعرف الحب اللعين ...أعرفه ونهايته ،لذلك قلت لك اهدأ وفكر بعقلانية سحقا لحب غبي ساذج يدمرنا ويسحقنا دون رحمة .

جلس أرضا يلهث بقوة غاضبا حانقا على آلام ماضية كان يريد نسيانها ولكن داني أعادها اليه وبقوة .
اتسعت عينا داني ذهولا على صديقه ،تناسى مشكلته وانشغل بانهيار عماد أمامه ولاول مرة منذ سنوات يراه على هذه الحال
الرجل القوي المتزن الذي يبيع الدنيا كلها ولا يهمه بها شي منهار الان أمامه بسبب الحب !!
- أي حب تورطت فيه يا صديقي : قالها داني منحنيا ليربت على كتف عماد الذي رفع نظره تجاهه وبقي صامتا ..

-أعذرني أقسم أني لم أقصد أن أؤذيك بقولي؟
بادله عماد ابتسامة منهكة وقال متهكما :
والآن عرفت سري الخطير يافتى ، تخيل أن صديقك كان له فيما مضى قلب ينبض وعرف ماهو الحب.
تلكأ قليلا قبل أن يمد له يده و يساعده على الوقوف قائلا:جميعنا لدينا قلوب تنبض عزيزي ولولا القلب لما بقت الرحمة متواجدة الى الآن

-الرحمة !!! ماأصعبها من كلمة ..صدقني داني الحب والرحمة، العشق والشوق كلها مفردات ساذجة قد نسيتها منذ زمن طويل جدا ...مذ أن احببت فتاة بكل ماأملك من جوارح وخانتني ، طعنت قلبي دون رحمة ومن حينها إلى الآن لا أصدق حالة اسمها الحب .
فاجأه داني بسؤال: وأنا ماهي علاقتي بميرا اليست حبا .
رفع نظره تجاه صديقه وبقي صامتا ثم اعقبه بسؤال آخر : ورواد كل شيء قد فعله ل يارا وعندما أخذها إلى باريس ليستكمل دراستها هناك أليس حبا كذلك؟!.

-لا أعلم أنتما قد تكونان استثناءا او...
-إسمعني جيدا ...مادام هنالك هواء نتنفسه فالحب موجود إن كنت قد مررت بتجربة فاشلة هذا لايعني أن تلغي وجوده "
أخذ نفسا عميقا مديرا ظهره لداني كي يستجمع شجاعته ويقول بهدوء:

-أرجوك داني كفى كلاما بهذا الموضوع والنتفرغ لعملنا الآن فغدا ستحين ساعة الصفر وسيجزى كل منهم على مااقترفت يداه .