**((10))**

6K 397 24
                                    

الفصل العاشر

طرقات متواصلة على بابه أفزعته وجعلته يهب واقفاً عن السرير ،تطلع إلى الساعة التي لم تتجاوز الثامنة صباحًا و لعن بسره من قطع عليه نومه المريح الذي قلما يهنئ بمثله بعد سلسلة كوابيس لا مثيل لها، بشعره المبعثر وتثاؤب لخبط ملامح وجهه فتح الباب.

ليفاجئ بعماد يقف أمام الباب وبيده كيساً بلاستيكيًا أبيض اللون .

-أمازلت نائما يا ..... غوريلا ". وأطلق ضحكةً عالية على هيئته، قالها هذا الشاب الطويل ذو النظرة الثاقبة قبل أن يبعده ويدلف إلى الصالة واضعا الكيس على الطاولة ويجلس على الأريكة بأريحية ويقول بكل هدوء:

-قهوتي سكر زيادة كالعادة .

-ماذا تريد بهذا الصباح الباكر ...سحقاً لك أتمنى أن أهنئ يوما بعيدا عنك "

قالها داني ضاحكاً من صديقة الضابط عماد.

-لن تهنئ يا صديقي ، صدقني منذ قرارك بأن الاوان قد حان لتنتقم من عاصم وطلبت معونتي.. وقعت على اتفاقية عدم الراحة .... فذق ما جنته يداك .

-لو وقعت عقداً مع الشيطان لكان اهون لي من العمل معك .

-الشيطان بذاته ليس بدهائي صدقني.

قالها ضاحكاً ثم أردف :أحضرت لك بعض الفطائر .

سأذهب إلى الحمام لاشطف وجهي إغلي القهوة أنت وضع الفطائر بأطباق ريثما أخرج ولا تحرق القهوة كالعادة هل فهمت.

نظر عماد بامتعاض لصديقه وقام من مكانه متجهًا إلى المطبخ وهو يتذمر بصوت عال :

-انا بمنزلي لا أطيق الدخول إلى المطبخ...ياإلهي ماهذه المصيبة التي ورطت نفسي بها .

ضحك داني على صديقه وتعمد أن يطيل انشغاله بتصفيف شعره وهندمة ثيابه حتى تجهز القهوة ثم عاد إليه باسماً ....

-اوه رائحتها تدغدغ القلب.

طبعاً ألست من أعدّها بالمناسبة لقد انسكبت القهوة على الغاز امسحه .

-كاد ان يخنق عماد بيديه فتمتم

-فاشل "

وجلسا يرتشفان القهوة و فجأة اكتست ملامح صديقه الجدية وسأله:هل من جديد.

-بصراحة نعم لقد أبعدني مرة أخرى عن الشركة.... سأسافر اليوم فقد وكلني بمهمة خارج المدينة بفرع شركته الأخرى وأشعر أن من ورائها سر خفي كالعادة وسأحاول هذه المرة أن أكتشفه..

هز عماد قدمه بعصبية وقال:

-في كل مرة تقول هذا الكلام...ولا نحصل على شيء ذا قيمة.

-المشكلة انه ماكر وعلى الرغم من علاقتي الوطيدة به الا انه لن يستأمنني بسهولة.

-ولكن كل تلك المدة أيعقل انك لم تشعر بشيء غير طبيعي بالشركة؟

الرقصة الأخيرةWo Geschichten leben. Entdecke jetzt