**((24))**

7.3K 501 32
                                    

كان رواد ما يزال مستلقياً على السرير دون أن ينام حتى بدأت اولى خيوط الشمس تتسلل من خلال النافذة وهو ممسك بيده تلك القلادة يتأملها...كانت على شكل فتاة ترقص الباليه صممها خصيصاً ليارا وأهداها إليها في عيد ميلادها العاشر ومنذ ذلك الحين وهي لاتخلعها ...

حتى سقطت من حول رقبتها في ذلك اليوم المشؤوم ولكنه لم يستطع منع نفسه من أخذها عندما عاد ليلًا إلى المنزل . فقد كانت بوقتها الذكرى الوحيدة المتبقية من حبيبته حتى ولو كانت خائنة !

نهض رواد من مكانه وقرر أن يأخذ حماماً ساخناً عله يطرد آثار الإرهاق البادية على وجهه.

لم تفارق عقله وقلبه كل تلك السنوات وكان موقن أنها له بالنهاية ، خاصة بعد أن كان يراقبها من بعيد ويطمأن عليها من خلال خالد مدير المعهد الذي كانت تدرس فيه الباليه للصغيرات المبتدئات .. كانت أخبارها تصله يوميا ولكن الآن وهي معه وأمامه مباشرة شعوره أنه سيفقدها يتعاظم بقلبه.

بعد أن أنهى حمامه دخل إلى المطبخ ليتناول شيئاً فقد شعر بجوع شديد وخاصة بعد تلك الليلة الطويلة التي قضاها ساهراً بعد مشاجرته مع لويس...وماان وضع أول لقمة بفمه حتى سمع صرخة عالية انبعثت من شقتها ...انتفض جسده على اثرها وركض مباشرة إليها ، كاد أن يطرق الباب لولا خرجت مسرعة واصتدمت به بشعر مبعثر وثوب منامتها وهي تمسك مكنسة بيدها، نظر لها بادئ اللامر بتفاجئ ،أبعدها قليلا ليطمأن على أنها بخير ثم ضحك بقوة على شكلها ممسكا قلبه .

فهتفت حانقة :

-ايها المعتوه ظهرت أمامي لتضحك بهذا الشكل!!.

تمالك نفسه اخيراًّ وقال بصعوبة :

-لا انتظري انا اسف ... ولكن ...انظري إلى شكلك ماالامر اخفتني !!؟ " وعاود الضحك من جديد.

-كف عن الاستهزاء بي الآن هنالك صرصار كبير

بالشقة ..

ابتسم لها وسحب المكنسة من يدها ودخل قائلًا

سأتولى أمره عزيزتي ..ولكن ذلك البليد ميمو ماعمله إن لم يمسك صرصارا ؟!.

وماإن خطا إلى الداخل نظر حوله فاتحاً فمه ببلاهة عندما رآى ذلك الدمار الذي سببته تلك الفتاة بالشقة

-بحق الجحيم ماالذي جرى هنا أيتها المجنونة!!"

-هل رأيته ....قتلته....رواد؟؟

طوال فترة مكوثه بمنزلها وهي أمام الباب تسأله دون أن تصمت ...وهو يجيب ببساطة( لا )ويتأمل شقتها...على الرغم من أنه من جهز هذه الشقة ويعرف محتوياتها إلا أن وجودها ولمساتها بها هي ما سيطرت على تفكيره ..نسي أمر الصرصار تماماً وهو بصالتها وعلى الطاولة أمامه تموضع عطرها المفضل الذي مازالت تستخدمه منذ سنوات...كانت زجاجة عطر قال لها ذات يوم (( أحببتها )) ومن وقتها أبت ان تغير نوعية العطر ..

الرقصة الأخيرةOù les histoires vivent. Découvrez maintenant