الرقصة الأخيرة

**((28))**

أتعلم عزيزي الحب يجعل كل الموجودات من حولنا أروع.ويجعل من تلك الليلة السوداء المعتمة نهارا ساطعا تنير شمسه ماحولها وتضيء قلوبنا.

قالتها لقطها ميمو وصارت تقهقه بسعادة وهي تأكل من حبات الشوكولاه الشهية .

-أقسم أني مجنونة...أكلم قطاً عن الحب!!!

ثم ابتسمت وهي تحمله : ولما لا ...وأنت أيضا لابد وأن تعرف الحب يوماً أيها القط الكسول ..بل أنت تحب...تحب معدتك أيها الشره .

تركته وتجهزت لتذهب إلى التدريبات اليومية وكان رواد كعادته بنتظرها ليذهبا سوياً ما إن رآها حتى تبسم وهو يخرج القلادة من جيب بنطاله ويعقدها حول عنقها .

-رواد ، أكانت معك !ا

-لم تفارقني لحظة واحدة على أمل أن ألبسك إياها من جديد....هيا سنتأخر .

كان ذهولها كبيراً ولكنه لم يعطها مجالا للجدال بهذا الموضوع اكثر فما إن ألبسها إياها حتى احتضن كفها بين أصابعه وكأنه يخشى من أن تضيع ثانية ثم نزل درجات السلم .

حب أعادهما من جديد إلى ماكانا عليه منذ سنوات..

ولكن هذا العشق الكبير كان بالنسبة لأحدهم نارًا تتقد بقلبه ، هاقد حضرا سوية اليوم والضحكة لم تفارق وجهها الأبيض، حتى تدريباتها كانت متقنة أكثر من أي يوم مضى ...كان لويس متجهم الوجه يصرخ على أي راقص يخطئ بحركاته حتى يارا لم تسلم من توبيخه وبدا اضطرابه واضحًا بين الطلاب ف استسلم اخيرا وترك التدريبات واكتفى بالجلوس على إحدى مقاعد الصالة الكبيرة يتابعها بعينيه ... رواد شعر بما يعانيه فانسل هو الآخر لحين انتهاء فقرة الفتيات واقترب منه ،جلس بجواره عله يهدئ من انفعال لويس قليلا

فنفخ الآخر متأففا :

-مالذي تريده مني الآن...الشماتة! ؟

قالها باحتقار له وهو يود لو يدق عنقه بهذه اللحظة .

صمت رواد مطولا ثم نظر إليها واسترسل بالكلام ..

-أتعلم ..... هي حبيبتي مذ كانت طفلة صغيرة..علمتها الرقص و أحبته من خلالي ...كبرنا معا واجمل سنوات عمري قضيتها معها ، حتى صارت مشكلة دمرت قلبها الصغير ودمرت حياتي معها ...عشت أبشع الكوابيس منذ ابتعادها عني .سنوات طوال قضيتها على أمل أن تعود إلي مرة أخرى

أخذ نفسا عميقا ثم حدق بلويس مستطردا :

وقضتها هي تحترق على الكارثة التي حلت بها لتجد نفسها وحيدة بهذا العالم ...إفترقنا ولم يجمعنا مرة أخرى سوى الباليه ، فمن خلاله استطعت أن أعيدها إلي ..أن أعيد روحي التي فارقت جسدي ،صدقني لويس إن يارا بالنسبة لي أكثر من مجرد امرأة احببت جمالها أو شخصيتها...هي صديقة الطفولة ..هي عمر قضيته وسنوات عشتها معها ولها .