CH : 1

40.4K 1.8K 927
                                    


مُقيدة اليَدين والرجلَين فِي غُرفة أَسدل الظَّلام عَلَيْهَا لَونِه الأَسود، تُحاول الصُراخ بِصوتها الضَعيف وَلَكِنْ هُنالِكَ ما يَربط لِسانها، فَأصبح كُل ما يُسمع فِي تِلْك الغُرفة هُو صَوْت شَهقاتها المُستمرة، والَّتي تُحاول طَلب النَجاة!

كُل ما كَانت تُفكر بِه هُو كيف وَصلت إِلى هُنَا؟ لِمَ أُعذب؟
هِي حَتَّى لا تَعْلَم مَن الَّذي يَقُوم بِتعذيبها دُون سَبب

وَلَكِنْ ماهِي إلا بِضعُ ثوانٍ حَتَّى سَمِعت صَوْت الْبَاب الحَديدي يُفتح بِبُطئ، فَيدخُل القَليلُ مِن الضَوء لِيُنير المَكان الَّذي حُبست بِه

أَغمضت عَينِيها الممتلئتين بِالدُموع، وَفتحتُها مُجدداً كَي تَرَى الشَخص الَّذي أَمامها جَيّداً، فَعُتمة الظَّلام أَعمت عَينِيها لدقائق معدودة

بِالرُغم مِن رُؤيتها الضَبابية إِلا إِنَّهَا أَستطاعت رُؤيةَ خَيَال جَسد ما يِتقدمُ نَحوها بِخُطى هادئة، وما إن إِستقر ذَلِك الجَسد أَمامها حَتَّى أَستطاعت رُؤيةَ مَلامح وَجهَهُ جيدً، استطاعت رُؤيةَ وَجه يَعجزُ اللِسان عَن وَصفِه، وَيعجز الخَيال عَن نَسجه فَعيناهُ وَحدها كانت كافية لِتُرسم عَلَى لَوحة فَنية دون أي اضافات.

إِبتسمت شِفتِيه بِتَكلف، وَحَدقت عَينيه بِعينيها الواسِعتين، رَفَع يَدِه وَوضعها عَلَى أحد وجنتيها لِيمسح الدُموع المُستقرة عَلَيْهَا، ثُمَّ أَنزَل يَدِه لِيُمسك بِذِقنها، وَيقترب مِن وَجهِها، ثُمَ نَطق بِهدوء :

" تؤتؤتؤ .. لِمَ هَذَا الوَجْه الملائكي يَبكي؟ "
إِبتلعت رِيقها بِصُعوبة، وَأشاحت بوَجهِها عَنّهُ لِتقطع إِتصال الأَعين الَّذي يَدُور بَينِهم بِصمت ..

كانت تُرِيد أَن تَتحدث، وَلَكِنْ هُنالِكَ ما يَمنعها بِشتى الطُرق، وَلْا تعلم لِم؟ ولِوهلة شَعرت بِالخوف مِمَن أَمامِها، وَلْا تعلم السبب من ذلك كذلك.

تَحولت إِبتسامتهُ الهادئة، إلى ساخرة فِي لَمَّح البَصر، ثُم إِقتَربَ مِن إِذنها، وهَمس بِحده، وَغَضِب قائلًا :

" سَأُحرر يَدَيْك وَرجليكِ، وَلَكِنْ لا تُـفكري بِالهرب حَتَّى لا تُقتلين "
ثُم ضَغط أحدَ الأَزرار الَّتي على الحائط لِتَتحرر يَدَيْها، وَقدميها، وَتسقط أرضاً لعُلُوًّا المَكان الَّذي قيدت فيه

أَمسكت بِمعصم يَدِها اليُمنى بِألم، ثُمَّ نَظرت إِليِها لِتجدها تَنزف دماً بِسَبَب إحتكَاكها القَوي بِالحائط أَثْنَاء سُقوطها

لا ينتهي ولا يبدأحيث تعيش القصص. اكتشف الآن