part 23 أتسمع

15 2 0
                                    

ينتظر خروج المسوؤل عن حالتها فلا يريدها أن تفارق ، فحياتها مهمة لكلا الأطراف و كأنها تمسهم بإبره ، مضتت اللحظات بخروج الطبيب نازع الكمامه قائلاً بتنهد " تم حقنها بمادة مسممة طويلة الأمد أي إنتشارها بطئ لكن فاعليتها خطيرة فهي الأن في العناية المركزة على أمل أن نحاول تنقية دمها بإستمرار من ما تلوث منه ناهيك عن الرضات و إنهاك جسدها الخارجي فتحتاج إلى العناية الحثيثة لحين إستقرارها"
أوما له سيد ، ليذهب الطبيب تاركاً من يقبع بمكانه يمسح على وجهه بنفس مشوشَ و أفكار محتمه، فتحرك بالغ  مخرجا  بإتجاه مكان سيارته ليدير محركها نحو المقر .

_

عيناها معلقة على الباب تنتظره بفارغ الصبر ليفتح ، تتنفس بروية بمحاولة تكرار ما قامت بتجميعه من أفكار لتهم بفعلها فلا تريد أن تنسى أو تتناسى تخاف أن تسهو عن ما حدث لها من قاع حضيض الجوف لحالها ، لحظات ليبعث النور جاعلاً منه منتشر نتيجة فتح الباب فأغمضت عينيها لتعتاد على النظر ، صوت خطواته بات على تقارب كامل منها ففتحت كلا جفنيها بروي لترتفع برأسها تناظر الواقف أمامها بعزم ليبتسم بخفة قائل " صباح الخير .. ميراي "
لم تجبه إنما نظرات الحقد تنبعث من عينيها و لو كانتا طلقة لأخترقت جسده منذ زمن ، رفع إحدى حاجبيه لينخفض على قدميه يوازيها " ماذا ... ألم تشتاقي لي ؟ ظننت أن القصة أثرت فيكي؟ ... ههه على كل حال سأظهر نفسي بأنني الجيد لذلك سأخذك للخارج "
أتسعت عينيها خوفا مما يخالجها ، ليضحك بقوة أثر معالم الفزع التي أنتشرت بوجهها ليقول " ههههه .. ما بال رداء محياكي تَخاطف هكذا .. لن نغادر الآن "  فأقترب منها ليدنو بإتجاه إذنها هامس " لكن قريبا سوف نجدو معا .. أصبري قليلا فقط "
دقائق لتختفي إبتسامته بإرتجاج جسده إثر إختراق شئ صلب بخصره فتأوه بخفة ليبتعد عنها ببطئ مناظر أسفله فإذا بيدها تغرز تلك الحديده الصَدِأ بجانبه التي تَتابع بتقاطر الدم على الأرضية ، لينظر لها بغضب يحاول السيطره على ألمه " أهذا جزائي لأخرجكي من هنا لِتجوال قليلا ؟ "
رغم وجود الخوف و الارتباك مما أقدمت على فعله بباطنها إلا أنها عزمت لإصال صورة له أنها تعني ما فعلته و أنها أبسط طريقة لإذائه لتقول له بهدوء أزعج الآخر " بل جزاء بخيس بحق ما فعلته لي و الباقي قادم ... أعدك أنك لن تفلت منها ، أتسمعني "
شد شعرها بعنف لينكمش وجهها بسبب الألم " لست أنا من يهدد .. و سنرى "
أفلتها بضربها على الارض لتصرخ بصمت فأستقام ليحضر لاصقا مغلقا به فمها
بقوة قائل" لأنني إذا سمعت صوتك فلا أستبعد أن فكرت موتك ستغدوا بعيدة" 
و عند إنتهائه إستقام ذاهباً مع ضغطه على الجرح الذي بجانبه مغلقا الباب على تلك التي تتألم من جرح جبينها المدمي جاهدة تناسي الألم الذي حدث قبل قليل .

_

" إلى نحن أين ذاهبون ؟ "
صعدت لجانبه بالمقعد الذي يوازي السائق ليقول مارك " المحقق سيد أراد رؤيتك .. يبدوا أن هناك شيئا مهم "
فألتفتت تناظر النافذة التي بجانبها لتقول  بإرهاق  " و ما الذي سيبلغني به وفاة المنية لوالدتي أم لأختي.. أيهما قد يكون أسوء "
تنهد ليوقف السيارة أمام إشارة المرور الحمراء " ما الذي تقولينه إريكا .. بكلما مرة تزيدين الأمور سوءا من تلقاء نفسك نتيجة لأفكارك ، أنا أعرف أنه يحاول بكل جهد و أنا أعنيها ثم إن الأمور صعبة عليه بمقدار يفوقك لذلك أرجوكي حاولي تهدئت الأمور و أنا موقن أن النهاية ستكون راضية للجميع ليكن لديكي أمل فقط "
ظلت تناظر ما خارج النافذة تفكر بكلامه لعل ما بعد هذه الأزمة فرج من أقحوان الظلام  هذا ، تتابع بوصولهما ليخرج من السيارة و هي تليه ، طرق الباب ليدخل بعد الإذن قائل " أيها المحقق .. لقد أتيت و هي معي كما طلبت "
هز الجالس رأسه ليؤشر لهم بالجلوس " كيف حالك أنسة إريكا؟ "
أجابته بجفاء " بخير كما تظنون "
ليناظرها مارك بلوم متخطي إجابة سيد " المهم ..أنسة إريكا عند خروجك سبق و قلت لي أنه كان فور إحلال العساكر من أمام منزلكم و لم تقل لكي والدتك أين ستذهب ؟ "
نفت مصرة لتقول" لا ، لأنها لم تخرج و أنا متأكدة ..ثم إلى أين ستذهب؟ "
" هم حسنا .. على العموم أشك أيضا أنه تم أختطافها و هي بالبيت أو لتقريب تم إستدراجها "
نظرت له بحزن ليتابع " لكن لم أطلب من مارك جلبك لهنا من أجل هذا الكلام " خافت قائلة "  ولما إذا ؟ "
"  وجدنا والدتك .."
سارعت لقطع كلامه بإندهاش " حقا !!!! .. كيف وجدتموها ؟ هل هي بخير ؟ قل لي هل ما_"
ليمسك مارك يدها قائل " اهدئي إريكا قليلا .. دعيه يكمل "
أعادت النظر للمحقق " ستغدوا بخير فهي متعبة و تحتاج لراحة ، سأجعل مارك يوصلك لها "
شكرته على عجله ليأمر مارك بإصالها ، ليغدو زافراً متكئ على كرسيه مقابل الباب الذي فتح بظهور جاك قائل " سيد .. وجدت شخصا و على ما أظن أنه مهم لقضيتنا كما قلت لي "
أستقام سيد قائل" إذا هيا بنا .. أين سنقابله "
" عند مقهى قريب من الشركة التي يعمل بها "
أوما ذاهب ليلحق به جاك الذي قاد به السيارة و هو قبع بجانبه ليقف بعد خطو الطريق بإصطفاف السيارة أمام المقهى ليغادر سيد السيارة و خلفه جاك ، دلفا كلا منهما ليهاتف جاك المدعو ، لحظات ليقول " أنه يقبع هناك .. هيا "
سارا حتى وقفا أمام طاولة يجلس عليها رجل يحتسي قهوته و فور إلتفاته لهما إستقام ليلقي التحية فبادلاه  ، لِيليه جلوسهما ،  فتقدم سيد بالقول " أنا هو المحقق سيد من الدائرة العسكرية التابع  لدولة .."
رد الجالس أمامه " غني عن التعريف أيها المحقق أنا إدوارد أعمل بنفس شركة الآليات التي يعمل بها ماركوس و يمكنني القول على حد ما أننا زملاء عمل "
همم سيد قائل " وماذا تعرف عنه ؟ "
"بالبداية أنا كنت معه بنفس الجامعة و ذات التخصص لم أحاول بمرة الإختلاط به أو معرفته حتى لكنه كان شخص منعزل عن الأخرين لا يحب الاختلاط ، يأتي فقط لحضور المحاضرات و سرعان ما يذهب و بعدها لم أره إلا عند جمعنا القدر بأن نكون تحت سقف  مسمى الشركة  ، عُينت على قسم المعلومات الخاصة بالموظفين وهو بقسم المعاملات و المحاسبة و كان ولازال على ذاك الطبع لا يحب التعارف رغم دعوتي له لمرتين للخروج معا بهدف الغداء بفترة الإستراحة لكنه رفض بحجة إنشغاله ...و بعد فترة  وجيزة قد طُلب مني معلومات و بيانات تخصه للمدير فقيل لي أنه لشخص تابع للعسكرية آنذاك "
همم سيد مستذكراً ذاك اليوم ليكمل إدوارد" و عند تحضيري له تفاجأت بأن ماركوس من عائلة ثرية و من وسط معروف فوالده رجل أعمال و كذلك والدته لكنهما منفصلين و لذلك يدرج تحت أسمه مبالغ مالية كبيرة عدى عن الثروات الباقية كإمتلاكه مخازن في الميناء و اراض_"
ليقاطع سيد حديثه بتركيز " أعد ما قلته .. يمتلك مخازن في الميناء نعم تابع إحكي لي عن الميناء "
" نعم يملك مخازن ورثها عن والده التي و هي مرقمه ب 4 و عددها ٣ إثنين منها مشغولة و واحدة مهجورة "
عكف حاجبه " و لماذا؟ .. ما السبب "
تبع ذلك نفي إدوارد ليقول " لا أدري للأسف فمعلوماته هذه كانت مشفرة في قسم الإتلاف لكنه كان فضول مني و عند علمي بالقضية و إرادتك بمعرفته قَصدتك لأنها و لابد أن تكون مهمة "
أوما سيد قائل " ألم تلاحظ عليه شيئآ مشبوه ؟ ... كفعل غريب أو غيابه عن العمل أو إهمال ؟"
" بالعكس لم أرى أي تسيب بحقه ، كان كالساعة فهو تحت مسمى الموظف المُجد... إتباعاً لمديرنا "
أنزعج سيد ليستقيم ماد يده مصافحاً إدوارد " شكرا لمساعدتك .. و لهذه المعلومات  أيضا"
ليتبع ذلك شكر جاك ليقول إدوارد " لا شكر على واجب .. المهم أن تكون مساهمة نحو حل القضية "
ليبتسم سيد بخفة مستديراً بهدف الخروج وما أن وصل لسيارة إلتفت نحو جاك ليقول  " أريد أن تجمع معلومات عن تلك المخازن المتواجدة بالميناء خصوصا المهجورة ... و بأسرع وقت ! "
أوما جاك  ، ليغادرا ذاك البقاع بذهن مشغول ..القضية بكل مرة تزداد غبطة و غربلة لحلها قد تحتاج أول محاولة و مسائلة و هدف للمتابعة ، قد قيل على الرغم من العزم تأتي العزائم و بالنسبة لسيد كلما طالت المدة زاد إختناقه و طوق تنفسه بات يزيد إغضابه إبتعاده عنها طول المدة دون معرفة و على جهل جعل من مشاعره متولدة و متلبدة على شفى حفرة فهو متَتوق لرؤيتها أو للمحها لكن خطة تحريرها باقية وهو على الطريق باقي فالعقدة ستحل ما هي إلا بضع محاولات لتفلت .





مرحبا🖐🏻
كيفكم يا حلوين
إجيت ببارت جديد و لصراحة قصير و خجلانه منه لكن مضطرة بكفي أني بحاول بس السبب منطقي هالمرة ، نجحت بالثانوية🥺 و الناس بتباركلي و بتيجي عالبيت و مو فاضي بالمرة .
على العموم بتتعوض عادي 🤞🏻.

و لأني مش نايمة عشان البارت بس بتمونوا 🤍🤍

📎١٢٢٣ كلمة



بس عندي سؤال و حاب أعرف الإجابة شو رأيكم بالرواية شو فكرتكم عنها أو تعليقاتكم ؟





لا تنسو الدعاء لأهلنا بفلسطين 🇵🇸
يا رب خفف و يسر على عبادك 🤲🏻

The only survivorحيث تعيش القصص. اكتشف الآن