part 13 أتمنى لها السعادة

29 1 0
                                    

جالسة تكتب ما مضي منها من محاضرتها لغيابها الذي إستمر تقريبا شهر ، أرسل لها عدة إنذارات لعدم ردها ،فأرسلت برقية من العسكرية لمدير الجامعة عن سبب تغيبها وهو يتضمن إجراءات أمنية و عسكرية لا يستطيع قول ما لا يجب أن يخرج من نطاقهم فبهذه المدة لقد إعتادة على حالها لكن بالإكراه و لو فتح لها المجال لهربت لكنها فعليا محاصرة بجميع الأتجاهات دون مجال لتنفس
" إريكا .. هيا إبنتي الفطور جاهز "
صدع صوت والدتها تناديها لتتوقف يديها عن الكتابة تنظر لحبر ما خلف قلمها على الورقة شارده إستقامت بعد لحظات ذاهبة للمطبخ " هيا .. ابنتي إجلسي " جلست اريكا أمام والدتها دون نطق كلمة أخذت خبزه و بدأت تقضم منها بهدوء وهي تناظر الأطباق ، إمتد صحن الجبنة" لما لا تأكلي .."
لم تتلقى والدتها إجابة فقالت متنهدة " كيف حال دراستك أيتم إرسال كل شئ لكي من قبل صديقتك "
ما زال الصمت عام إلا أن كسرته إريكا بقولها دون أن تناظرها" وهل يفرق معكي بشئ؟"
رفعت والدتها إحدى حاجبيها" بتأكيد يهمني أمرك ابنتي .. ماذا تقولين ؟ "
رفعت رأسها قائلة " وما المهم ؟ .. لا شئ لا شئ مهم "
" ماذا يعني هذا ؟"
" يعني أنني مملت من كل شئ من حياتي نفسي محيطي من كل شئ أمي لا يوجد أحد داعم أو حتة مواسي الكل دون استثناء يحاصر... حتى أنتي أمي "
" أنا وماذا فعلت فأنا مثلك محجوزة بنفس مستنقع الهموم الذي يحاصرك"
" أمي أنتي لا تعطين أي مبالاة للموضوع هما أول يومين فقط تكدرتي وانتهى... أراكي هادئة لا حزينة على حالنا و خصوصا أختي !"
إنزعجت والدتها من كلامها ناطقة" ماذا..  أتريدين مني البكاء و العويل و أن أنوح و أترجى العساكر ليتنحوا أم ماذا ؟ ... ثم تعالي إلى هنا ما فكرتك عني اه هل ترينني و تحسبين عدد جلساتك معي بدقائق لتري حزني و بؤسي على حالنا أترينني دون قلب إريكا؟"
بدأ صدرها يعلو و يهبط بإنفعال " هل أصبحت الان الام الشريرة التي تتخلى عن إبنتها لأجل كلام الناس و شتمهم لنا و استحقارهم لنا و خوفهم أيضا منا ببساطة لأننا بنظرهم كنا نحتظن قاتلة متسلسة..نحن عائلتها و نحن الوقر الاول لها بالنسبة لهم ... أنا لم أهتم بكل ما سبق و بكل ما نتلقاه بقدر ما هو قاسي و صعب أن نخوضه و لم ولن أكن لأتخيل أن يحدث و بإبنتي أنا.. قلبي ليس قاسي إريكا قلبي مكسور مجروح كاهلي ينزف لأنني لم أستطع المحافظة عليكما كما وعدت والدكما كنتما و لازلتما أمانتاه و لم أقدر على تحمله فرطت به لا يهون علي ما يحدث ...أنا يوميا يوميا أجلس بغرفتي مناظرة الأخبار لأتلقى أي شئ عنها و لو كانت صورة لارى كيف سيكون مدى إختلاف مظهرها.. ( تتساقط قطرات من مدمعها قائلة بقلة حيلة ) ..إريكا إبنتي متهمة و مسجونه و مفقوده و لا أدري إن كان لي الحق بقول أو فعل شئ فخافقي مكلوم فأنا أم و لن يستطع أحد إلقاء أي تهمه لي لأنه ولو تم جلب لي دليل قاطع بأنني أنجبت قاتلة لدنيا لما صدقت فإبنتي بريئه وأنا أعلم و لم أرد أن أراها إلا وهي تنظر بعيون الجميع دون إستثناء ناطقة لهم بأنها بريئه لتكسر كل عين ناظرتها بسوء "
مسحت خدها بخشونة تناظر إبنتها التي تشهق إستقامت تضمها لصدرها" ما هان علي يا إبنتي فقدانها و لا يهون أن أرى البشر تنهش بها بل إنني على يقين أن العدالة و ربي لن ينسياني بإنصاف حق إبنتي و إرجاعها لي ... أحاول قدر المستطاع بشد عزيمة نفسي لكي لا أرى تحطمك أنتي الاخرى لأنها حتما ستكون نهايتي بفراقكما عني "
أدخلت إريكا رأسها بصدر والدتها تشد على حضنها شاكيه لها حرق نبضات قلبها و انسداد دافورة سعادة ما مضى من حنين .

The only survivorWhere stories live. Discover now