part 20 لم يكن ذنبي

16 2 0
                                    

رأسها يواجه الأرض متدلي و هي غير واعيه على نفسها لتمضي لحظات تتحرك فيها جفنيها على إستعداد لفتحهما ببطئ تحاول تذكر ما حدث لترفع رأسها تناظر المكان الذي تقبع به ، كانت بغرفة كبيرة و فارغة تضيئها لمبة صغيرة متمركزه بالسقف أعلاها المكان فارغ و شبه مظلم لخفوت الإضاءة ، تريد التحرك لكنها مقيدة فهي جالسة على كرسي خشبي و أطرافها مربوطة لا تستطيع تحريك قدميها او يديها لتسحب أكبر قدر من الهواء رافعه رأسها للأعلى لا يمكنها التفكير أو حتى حصر أفكارها و كأن دماغها هاوية ليفتح الباب الحديدي مصدر صوت صرير مزعج لتنكمش ملامحها  ، ظاهر لها الملثم وقف أمامها واضع يديه بجيوبه ينظر لها لدقائق ثم قال " أخيرا قد إستيقظتي .. خلتك ستمضي اليوم نائمة " تنظر له بجفاء قائلة بصوت يملئه القلق " من أنت ؟ "
"السؤال المعتاد ... لا تقلقي فأنتي أكثر شخص يعرفني "
غضبت لتقول بصراخ " هل أنت مجنون ؟ .. أنا لا أعرف حتى تقوم بتوريطي بمشاكل ليس لي علاقة بها ، لما أنا بالتحديد "
تنهد بسخرية " لم أظن أن بدايتنا ستبدأ بالصراخ هكذا لكن لعلمك أكره الصراخ حسنا .. ثم كل شئ له سبب معين عوضا عن ذلك أنت كنتي اساسية بالخطة "
" أي خطة هذه ؟ .. فك قيدي ..هيا !"
إقترب منها لتجعد حاجبيها فإذا هو ينحي ليقابلها و هي تبعد وجهها ليقول
" شششش قلت لا تصرخي .. همم "
إرتعبت قليلا من نبرة صوته المنخفضة تبعث بالنفس اللوم إرتفع عائد لوضعه
" بما أننا سنقضي وقت طويل معا عدا عن إصرارك .. ستعرفي إذا"
عاد للخلف قليلا نازع غطاء وجهه ملقيه على الارض لتتوسع أعين ميهي بغير تصديق قائلة بصوت خافت " لوكس !!!"
هز رأسه مجيب  " اه ..أتدرين إشتقت لهذا الأسم من ثغرك "
تنفي قائلة" لا أصدق أنت ! أنت من ورطتني .. لما لما !!!!"
" لأنكي السبب ميراي .. أنت المعضلة.. أنت من جعلتيني ما أنا عليه الآن " أفكارها متضاربة و رأسها بدأ يؤلمها " ماذا تقول ؟ أنا ماذا فعلت  أنا؟  "
" جعلتيني مجرما ربما "
أحنى رأسه لليمين ليكمل " لكن هذا عاد بنفع أتعلمين هذا .. لقد إنتقمنا "
" إنتقمنا ؟"
رفع إحدى حاجبيه" نعم أنتي وأنا نحن .. كل من أذانا ردت له طاق الضعفين " قالت بهدوء منافي لما يقوله" أنا ليست لي عداوة مع أحد لأنتقم أنت
مخطئ "
قال بسخرية " لانكي جبانه و بلهاء .. دائما ما كنتي هكذا تتخذين من حسن نواياكي درعا لكلامهم دون دفاع عن نفسك تتحججين بجهلهم و سوء أخلاقهم للأذية لكن لم يعد يفرق معي أتعلمين لما لأنكي شخص ضعيف خائف هارب و ستبقي هكذا ميراي "
" توقف !"
" ماذا أزعجتك بكلامي .. لم أقل شئ بعد الكلام محشور و مدسوس سيخرج لكن عندها ماذا سيحدث لك لن تتحملي مثلا ؟"
ليكمل " ألم تربطي أن جميع من قتلوا أمامك زملائك من المدرسة همم .. أكثر ما يجعلني أشمئز حقا كلامك المنمق عندما تترجيني بعدم إطلاق النار بإستخدامك ، كم بدوتي شائبه دون هدف غير متداركه لم أجد الكلمات لوصفك أتدركين ؟
... أنتي لا تصدقي بعد ما حدث و بعد المعاناه ما زلتي ذات الفتاة الحمقاء اللطيفة المحبة... نحن لسنا بعالم وردي نحن بغابة وحوش إن لم تدافع عن نفسك بأكلهم سينقضوا عليك إنها نهاية كل خاسر هذه كلعبة "
صرخ نهاية حديثة لتفزع تتنفس بعلو تحرك يديها بغرض تحريرها لكن هذا لا يزيدها إلا ألماً ، زفر بخشونة لاستعادة هدوئه قائل " حسنا .. سنعيد السيناريو من البداية و ستسمعين بإنصات ، ذلك الفتى الذي إنتقل إلى مدرسة عادية بذات الحي على أمل أن يبدأ بتكون صداقات جديدة لكن ما حدث عكس المتوقع تم التنمر عليه و لما؟ لأنه من عائلة غنية فهمتي ؟ كيف لعائلته أن تجلبه لمدرسة كهذه معهم ههه سخرية القدر...لتمر فترة مصاحبه معها فتاه تصغره بعامين تمد يدها له قائلة بأن ينساهم و لا يفكر بهم عارضه له الصداقة بالبداية لم يعتاد على طريقة كلامها و عفويتها و حتى لأدق تفاصيلها فأصبحت ضمن يومه المعتاد الذي لا يخلو منها ليكتشف بمحض الصدفة أنها تتعرض لذات ما يتعرض له لكن خارج إطار المدرسة واجهها بقوله أن يبلغوا عنهم و يشتكوا لكنها رفضت ! أتعلمين تعجب هو لانه لم يملك الشجاعة ذاتها  ليقول لنفسه ما قاله لها هانت عليه نفسه و نفسها لم تهن عليه أراد مواجهتم لمعرفة هدفهم لكن ما أتت به الأمور هو ضربه و لم يستطع فعل شئ لأنه محاصر سواء من أهله ومن تابعين والده كانت هي ملجئه يشكي لها و يحكي تفاصيل يومه السيئه و السعيدة إن وجدت طبعا .. تعلق بها و كأنها طوق نجاة بالنسبة له يتحرر بها عندما تضيق الدنيا به ، وجدها الشخص الوحيد الذي قد يسأل عن أحواله و عن نفسه لكن أتدرين ماذا حدث ؟ ... غابت في يوم ليشك .. لم يجدها وقت الإستراحة أو بالساحة حتى ذهب لبيتها خصيصا
طرق الباب لكن لا رد و عاد اليوم التالي و الثالث لا رد ليمر إحدى جيرانها قائلين أنهم إنتقلوا .. صدقا لن تريدي معرفة ما حصل "
تنظر له بحزن لكن ما يكمن داخلها مشاعر مختلطة غير داريه ما موقفها يكمل
" تركتيني و غادرتي "
" لم يكن بإرادتي .. ذهبت قصرا،  توفي والدي و أخذتنا أمي بعيدا دون قرار وجيه لم أستطع يومها التفكير بأحد سوى ... والدي "
قهقه بسخرية ليقول" همم صحيح معكي حق .. لكن لم تعاني ما عنيته كان بإمكانك إخباري فقط فعل أي شئ لإيصال تلك الرسالة السخيفة التي تعني برحيلك على الأقل كنتي جعلتي معاناتي خفيفة.. ما رأيك ؟ " 
أصبح يتمشى ذهابا و إيابا أمامها يشد على يديه قائل بنبرة سخط " أنا عانيت بسببك أنتي ... نعم أنتي !  لا تنظري لي هكذا نظرات البراءة هذه لن تفرق معي لانني لم أعد أشعر لم أعد أحسب عدد خطواتي أصبحت عشوائية و إنفعالية لكنها أتت بنتيجة مَرضية بالنسبة لي بالنهاية فقد تخلصت من جميع الذي أذوني بالنهاية فالبداية كنت مجرد غير مسوؤل لإحراق والدي وهما بالمنزل و من ثم سحب الباقي كمثل سحب الطعم للفريسة بنفس الطريقة أجعلهم يتوسلون للبقاء لكنهم لا يستحقون ، قد تم تلوث العالم بما يكفي لا يوجد مكان فارغ لهم بالإضافة إلى صديقاتك المزيفات اللواتي عملن أنفسهن ذات قدر عالي ذهبن أمام عينيكي و نظرة العطف تقبع بوجهك لم تعجبني لذلك .._"
تخطت صدمتها ما قاله من كلام يجلب الذعر لسامعيه قائلة " لذلك أتى دوري " ضحك بخفة ينفي " لست نذلاً ميراي .. أنتي مختلفة ، سأقوم بتأتيب ضميرك فقط و نحلق عاليا بعد ثلاثة أيام "
رفع ثلاثة أصابع يعاين الأيام المعدوده " ماذا تعني بذلك ؟ "
رفع حاجبه قائل بعد ما أقترب منها " لن نبقى هنا .. سنغادر إلى المجهول لمكان يسعني فقط أنا و أنتي كميراي و ماركس و ليس كميهي و ماركوس .. همم عزيزتي  "
خافقها بدء يؤلمها خائفة من قوله " ماركس أسمعني لنعقد إتفاق حررني و لن أقول شئ عنك لن أعترف لهم و نبدأ حياة جديدة "
عبس بخفة " تؤ تؤ تؤ .. لم يعجبني عرضك للحقيقة عرضي لازال أجمل ثم لا تحاول تضيع وقتك "
ليتقدم هامسآ عند أذنها " لان هناك مفاجأة بإنتظارك ... و ستكون محببة لقلبك " لتنتفض تتحرك بعشوائية تحرك يديها بقوة محاولة فك قيدها ليهز رأسه بضحكة مختلة ساحبها معه بعد ما حررها من الكرسي رابط يديها خلفها خارج بها من الغرفة نحو الباب الرئيسي فكان كبير ذو واجهة عالية باللون الكحلي ليفتحه موضحاً لها أصوات الأمواج المهتاجة فهي بالميناء !! كيف وصل بها الحال لهنا ليتوقف بها يناظرها قائل " ألن تودي والدتك "
لتعكف حاجبيها بغير فهم ما علاقة والدتها بكل هذا ، ليترك كتفها غائب لثواني ساحب حقيبة سفر سوداء تنظر له ليبتسم بشر جاعل منها تتوسع عينيها تنفي تخيلها التي يتم نسجها  لترتجف شفتاها" ما هذا ؟ .. "
" ما تفكري به .. قولي وداعا "
إستدار ناحية البحر لتتفس بألم صارخة بقوة " توقفففففف !!!... أمي لا أمي  أرجوك لا لا أرجوك  أمي .. أمي أرجوك "
إندفعت تركض ناحية لكنها وقعت بسبب ربطه لقدميها  إنهارت تصرخ تترجاه بكل ألم أن يتوقف لكنه رمى الحقيبة نافض يده و كأنه لم بفعل شئ ، دموعها تتسابق شاهقه بقوة قلبها لم يتحمل واضعه رأسها على الأرضية تصارع بكائها الدامي صارخه و معيده الكره فهذه تنبع عن ألم و تحطم و إصدار إصرار قلبها المعاتب و كأن الحياة تعتمت و أغلقت جميع أبوابها .

The only survivorحيث تعيش القصص. اكتشف الآن