part 19 هروب

20 2 0
                                    

الجميع مجتمع على طاولة السفرة فصوت الملاعق بالصحون هو ما يسمع فقط لتمضي مدة  معينة منتهيه بإستقامة سيد من مكانه يضع هاتفه بجيبه قائل " أنا ذاهب أتحتجن شئ قبل ذهابي؟ "
لتستقيم والدته تربت على كتفه تنفي مجيبه " لا بني سلمت أنتبه على نفسك فقط  "
إبتسم بخفة " لا تقلقي .. مع السلامة "
ليتخطى والدته ذاهب بإتجاه الباب لكن إستدار بخفة مرسل غمزه لميهي التي إبتسمت بخجل ليهز رأسه يضحك خارجا من البيت ، فقمن بعدها بتنظيف الطاولة و ترتيبها فمرة برهة ليست بطويلة  و هي تجلس بغرفتها لوحدها للحق الوضع ممل فهي تمضي طيلة الوقت بغرفتها تريد الإنفراد بنفسها قليلا  لا....أقصد كثيرا بعض الشئ ، إستقامة متجهة لخارج غرفتها ناظرة للطابق الفارغ فالكل بغرفته فلينا كانت هادئه و تتجنب الحديث معهم  أحست بحزنها لكن ما بيدها شئ فتجهت بخطواتها لغرفة والدة سيد تطرق الباب فدخلت بعد موافقتها لتجدها ترتب الخزائن المتناثرة حولها فلا بد أنها أخرجتها من مكانها فتقدمت ميهي قائلة " ماذا ترتيبن ؟"
رفعت رأسها تناظرها " إنها أوراق و صور و ذكريات أخرى ههه في كل مرة أرتبها لكن أعود و أفسد ترتيبها "
" لأساعدك إذن ؟"
" لا سأنتهي الآن لما الغلبة "
" وما الغلبة أنا أشعر بالملل و الفراغ لأسلي نفسي بترتيبها معك "
إبتسمت والدة سيد لتومئ فتقدمت تجلس بمحاذاتها تمسك بالأوراق و ترتبها فمنها كشوفات و أوراق تسديدات و شهادات لكن هناك ورقه على ما يبدوا شدت إليها فأمسكتها تقرأ ما هو مكتوب خلفها بخط صغير( little  baby boy  ) فأدارت الصورة ليتضح صورة طفل صغير يبلغ من العمر حول ثمانية سنين او تسعة تقريبا زي قبطان يبتسم بلطافة فستدارت ميهي " هل هذا سيد ؟"
مدت الصورة لتراها والدته فأبتسمت لتقول " اوه .. نعم هذا هو طفلي "
فبادلتها ميهي الإبتسامة فشكله جميل و ضحكته بريئه " عندما كان صغير لطالما أراد أن يصبح قبطان فكان كلما رأى زي قبطان أشتراه أو لعبة على شكل سفينة فقد كان يهواها لكن عندما بلغ الرابعة عشر أخذه والده معه للعسكرية فكان عميد آنذاك بالبداية أعترضت كنت خائفة على إبني لازال صغيراُ ولا يعرف شئ لاسيما أن العسكرية ليست بمزحة
و هو كان يخاف من أشياء عدة كالكلاب و الأسلحة و الأصوات العالية حتى.. لكن شدد والده على أخذه قائل بأن الحياة هاوية إن لم يشتد ستأخذه الرماح أراده رجلا بجانبه لا يهاب شئ و فعلا أصبح يأخذه معه بعطلته من المدرسة و أيام إستراحته فمرت ٣ أشهر تقريبا أحسست بتغير شخصيته أصبح منظم أكثر و منضبط و يحكم وقته و بكل مرة أرى إزدياده و تعلقه بوالده أصبح يناديه بسيدي  حتى هههه .. و في يوم فاجئنا برغبته بإلتحاقه للعسكرية كمحقق ، كانت الفرحة تقبع بوجه والده و من يومها أصبح لي فردان للعسكرية لم يكفيني خوفي على والده فأصبح هو لكنني فخورة به ... و جدا"
فأبتسمت ميهي لإبتسامتها لتقول " هل يمكنني السؤال .. لا أعرف إن كان سؤالا خاصاُ ؟"
أومأت لتجيب بتردد " لما ليس لسيد أخوة ؟ ألم تردوا غيره مثلا؟"
" بلا .. كنت حاملا عندما كان عمره ٦ سنوات لكن تم إجهاظه فقد شكل خطرا علي فجسدي لم يحتمل..  فحملي بسيد لم يكن سهلا لقد عانيت مليا و فقدت الكثير من وزني و مع ذلك أردت له خليل لكن لم يرد الرب فعوضني بلينا إبنة أختي كانت معظم الوقت عندنا فملئت فراغ البيت و جعلتنا مجتمعين حول بعضنا.. فأحبها سيد و تعلق بها كانت دائما تنام بين يديه وهو يغني لها و لا عندما تبكي لا تصمت إلا إذا أتى.. حتى بعمله كان يغيب و يجلب لها الحلوى "
قالت ميهي " هل بيوم أردتي لينا لسيد ؟"
عقفت حواجبها قائلة تنفي " ماذا ! ..لا لا أراهما هكذا فهما كالإخوان ههه لا أتخيل حتى هما لن يقبلا" فهممت ميهي براحة  فكان سؤالها لهدف معرفة بوجود نيه إجتماع أو زواج لينا و سيد عند والدته لكن من جهة لينا كانت تريد  فطرق الباب ليليه دخول لينا نظرت ميهي لها لكن تجنبت الواقفة النظر لها فتوقفت أمام خالتها قائلة " خالتي أريدك بشئ "
ردت عليها و هي مشغولة بالذي يكمن بيني يدها " قولي لينا ليس هناك أحد غريب "
تنهدت لينا بإنزعاج عالمه أن المدعوه بليا ستعرف عاجلا ام آجلا بالآمر لتقول
" أريد الرجوع عند أ_"
ليقطع حديثها رنين هاتف خالتها لتلتقطه مجيبه " أهلا بني ... ما يحدث ؟ من ميهي ؟"
لتصفر ميهي بصدمه ، ماذا يقول لها ؟ هل فقد عقله؟ " تقصد ليا حسنا "
مدت الهاتف لميهي لتأخذه ثم وضعته على أذنها ليلها صوته السريع  الذي يتخلله الصراخ و الغضب ربما ! " ميهي  أهربي !!.. أخرجي من البيت بسرعة " إنتفضت واقفة " ماذا حدث ؟ "
" كما قلت لكي بسرعة العسكرية متوجه للبيت أهربي قبل وصولهم و لا تذ_" ليطرق الباب بعنف فازع أهل البيت ليقع الهاتف من يدها على الأرض  " من هذا سيكسر الباب ؟ "
قالت لينا لتذهب خالتها بإتجاهه وهي معها ذهبت ميهي بسرعة  بإتجاه المرآه القابعة بنفس الغرفة و فتحت الصندوق لتأخذ أول ما قابلها لتهم بالنزول بسرعة قبل فتح الباب متجهه للحديقة الخلفية فذهبت خلف المرجوحة لتفتح الباب و تهرب ، تركض دون توقف دون النظر للخلف خائفة و تائه لكن لابد من النجاة فتوقفت فور وصولها لأبعد نقطة من البيت تلهث بشدة تشد على ركبتيها لتضع يديها على موضع خفقاتها فكانت تسابق نقرات طبولها لشدة الوقع ، وقفت سيارة الأجرة بمكانها لتتقدم ميهي جالسه بالخلف قائلة " أريد الذهاب coba night لكنني لا أملك المال "
ينظر لها من المرأه الأمامية رافعأ حاجبيه " و كيف ستذهبين إذا ؟ أنا لا أوصل بالمجان سيدتي لذلك إنزلي أرجوكي"
" لدي هذه الساعة ... أنظر إنها من ماركة رولكس العالمية يعني إذا بعتها ستجلب الكثير من المال " نظر لها بشك لتومئ له ليصدقها أخذها من يديها ليتفحصها فإذا هي أصليه ليوافق على طلبها متجهه نحو وجهتهم لتعود للخلف تريح ظهرها واضعه رأسها على النافذه لاتعلم حتى هل ما تفعله صحيح أم لا ؟ هل يمكن أن تتوه ولا يجدوها ؟ أو يتم القبض عليها ؟ فهي بملامحها لا تقرب لصورة المتهمة المذاعة لناس فقصر شعرها و لون عدساتها و نحفها للفترة الأخيرة قد غيرها فهيا هي الآن منتظره دون علم لها عن ما قد يستقبلها.

The only survivorWhere stories live. Discover now