part 22 أحتاجك

21 4 3
                                    

يمشي بخطوات معدودة و يعيد سيرها " إسمعني جيدا ! ... بعد غد سيكون القارب جاهزا أتفهم ؟.. أو كأنك تعرف كيفية تعاملي في أوقات كهذه سيكون سهلا و سريعا و مصحوباً بقليل من الألم ممم .."
" حسنا سأحاول بكل جهدي "
أقفل الخط بوجهه ليقذف الهاتف على الأريكة قائل " ستتم الخطة حسب المرسوم لها لن يوقفني أحد و لو كانت نفسي حين إذن "
زفر  بخشونه يناظر ما يجول خارج النافذة من مياه الميناء ، بينما تلك المسجونة بتلك الغرفة المظلمة تحاول بكل مرة السيطرة على نفسها و تفكيرها ، قيود يديها أصبحت تدمي بشرتها بخطوط حمراء جراء محاولاتها للإفلات  ، فهي لم تعد تشعر بالألم فقط تريد الهروب من هذا المكان لم تعد تطيق الهواء الذي يحاوطها ، لكن بنهاية المطاف عاودت إسناد رأسها على الحائط لتلتفت دون إذ جهة اليمين لامحه قطعة الحديد الامعه ذو الرأس المدبب كيف لم تلاحظها منذ البداية ؟ فقد مضى ثلاثة أيام ، لكن إزدحام أفكارها جعل منها متناسية النظر لما يقبع حولها فمدت يدها بكل مستطاع لتصل إليها ماره بتلك الحظات و كأنها طوق إمتطاق بين الدقائق و الساعات مصحوبة بأسنانها التي تنهش شفتيها لتمسكها بعد مجهود طال بالنجاح،  فتتنفس بتعب وكأنها بعراك أثوار هائجة ليجول بكيانها ما تريد فعله لكل خاطره دانيه تملكها .

_

جالس و غمام فواهت سيجارته تحوم حوله يضع باقيها بالمطفأ قدمه اليمنى تجول بمكانها بسرعة و كأنها عداد سرعة تتهاوى بضراوه و خواطره تجول بحفاوه ما سبق لا يعود كما حدث يعيد نسج ما قضى ليوجه أصابع الاتهام لنفسه ، سارح ومختلي بأريكته الجلدية ذلت اللون البني المركونه بذات الغرفة الذي أصبح حبيس لها لا يجد أي منفذ لحل منقذ  لما هو واقع به ، ليقطع خلوته المدامه صوت طرق باب غرفته ليليها دخول لينا التي تنظر له و هو لا يعطيها أي مبالاة على حاله ، فتقدمت تجلس بهدوء أمامه على السرير لتتفحص ملامحه الذابلة لتقول بتردد " سيد .."
لم تتلقى حتى إنتباهه لتتنهد متابعه القول " ما سأقوله هو ما صارعت به نفسي لتحدث به ... لم تكن هكذا من قبل دوما ما كان هناك نقطة تبعدك عن أعمالك و تفصلك عن حياتك لم أرك منهمكا أو متعبا أو حتى كئيباً لهذا الحد لكن أظن .. لا أنا متأكدة أن إعجابك بها قد تخطى عتبة القول أنت تحبها بل تهواها أيضا ، متعلق بها و تضع اللوم لنفسك بحسرة ،  أيقنت أنها قد غَيرت حالك من ذاك المحقق الذي لا يأبه بشئ إلى ذلك العشيق البائس منفطر القلب"
تنهدت محاولة تجميع فوارق حروفها لتكملة باقي ما يحرق قلبها متابعه بقولها" لن أقول أن بالبداية أسلطفتها بل كرهتها من أول لحظة... فقط لانها كانت برفقتك ، سؤالها الدائم و تقربها منك و حتى إهتمامك بها كان يؤلمني لأنني فعلا أردتك حاولت جاهدة أن أبعدها لكنها كانت تتقبل إهاناتي بصمتها و أنا عالمة أنها لا تريد أن تتمادى لكي لا تبتعد ..نَظرت الأمن و الأمان كانت تراها بك و كأنك ملاكها الحارس ، و عندما علمت عن كونها القاتلة صدمت بكيف لك أن تأتي بها لهنا ألا تخاف على أهل بيتك فقلت لا بد أنها أغرته و كان مجرد إحتمال لكن عند علمي بإعجابكَ بها تراجعت لانني فعلا رأيت لمعة الحب بعينيك و هي تبادلك ، فلم أتلقى منها أي أذى فبأي وجه سأبلغى عنها ، بصفتها سارقة قلب الشخص الذي أحببته ... أردت الذهاب ، المغادرة فرؤيتك معها باتت تخنقني إلى حين مجئ الشرطة ، لم أرها هربت كان الخوف يحوم حولنا و هي أبلغُنا ... أتعرف قبلها كانت تقوم بترتيب ألبوم الصور التي كنت بها صغيرا ... أنا أسفة سيد على هذا "
تعطل دموعها بكل كلمة قالتها بغير مبرر فكل عبارة كانت تحمل شعور مختلف عن ما يليها أما هو كان صامت يعض على شفته بدموع خاويه و صامته لشعور الألم الذي يجتاحه " قم و أذهب و أبحث عنها لا تكن ذلك الطرف المتخلي في هذه القصة أنا متأكدة الآن أنها تناجيك أنت على حد سواء فجلوسك هكذا لن ينفع الندم بشئ ... فإن فقدتها  أقسم أنك ستندم لباقي عمرك و الدهر طويل أيها المحقق "
قالت أخر كلماتها محذره إياه لتخرج ماسحه دموعها تاركه خلفها من تتناوش أفكاره في جَلد الوقت المنهدر عبئاً عليه زفر بتعب بعد لحظات نافض دموع عينيه العالقة بجفونه ليناظر نفسه بالمرآه معاتباً المحقق الذي تناسى عمله في ظل تفكيره بقلبه المكنوز .

The only survivorWhere stories live. Discover now