part 10 ! لحظة

34 1 0
                                    

رن الهاتف مجيب ليصله " سيد ؟ أين أنت؟ لما لا تجيب منذ أيام وأنا أحاول الوصول إليك "
رد سيد قائل" كنت مشغول كثيرا... بالعمل "
" أي عمل هذا يجعلك تختفي عن الوجود ، ذهبت لمنزلك ثلاثه مرات لعلي أجدك و مع ذلك كذبت على أمك بأنك بخير و مشغول قليلا بالعمل وانا لا أراك حتى " رجع سيد ظهره يسند رأسه قائل متنهد " قلت لك مشغول جين ... ماذا تريد الان"
قال جين يضفي على صوته الانزعاج " أين أنت الآن؟"
" أنا ببيت الرحلات "
" أبقى مكانك فهمت أنا أتي"
" لن أهرب جين حسنا " أقفل جين الخط بوجهه ليزفر سيد يمسح وجهه قائل
" المشكلة الحقيقية تكمن الان بمعرفته "
خرج من الغرفة بإتجاه غرفة المعيشة مارا بجانب المطبخ ليعود للخلف يناظر ميهي وهي تقوم بتحضير شراب ساخن بالأعشاب دلف لعندها واقترب منها ليفصل بين صدره و ظهرها إنشات قليلة " ميهي "
إنفزعت واضعه يدها على جهة قلبها إستدارت لتقابل سيد بإرتباك لشدة قربه منها تحاول الرجوع للوراء لكن لا يوجد حتما انها النهاية فهي بالكاد ملتصقة بالطاولة " ماذا تفعلين؟ "
لم يهمه إرتباكها منه بل يريد أن تجيبه هي ، أجابت تحاول التركيز بوضع عينيها بعيدة عنه قائلة " أحضر شراب ساخن بألاعشاب ؟"
رفع إحدى حاجبيه ليرد" لماذا أهناك شيء يئلمك ؟"
توترت لتقول " لا شئ مجرد ألم خفيف بمعدتي يبدوا أنني بردت بعد استحمامي .... أتريد شئ؟ "
رجع للخلف قليلا لتتنهد ميهي براحة " يجب أن تدخلي لغرفتك ولا تخرجي منها إلا بإذني هناك شخص سيأتي لا أريده أن يراكي "
قالت مسرعة " حسنا .. أنا ذاهبة " خطت بجانبه ليمسكها من زندها ينظر بتركيز لعينيها قائل " أكمل ما كنت تفعلينه أولا "
رمشت نافية " لا توجد مشكلة أكمله لاحقا "
لكنه أصر على أن تكمله " أكمليه ميهي لن تهدم الدنيا "
حرك رأسه بإتجاه الابريق لتهمم ذاهبه بإتجاهه ، استدار خارج من المطبخ ليسمع صوت طرق الباب ذهب بإتجاهه ففتحه ليقابله وجهه جين الغاضب نظر سيد له بهدوء للحظات دخل جين متخطي سيد ليجلس بغرفة المعيشة واضع قدمه فوق قدم، جلس سيد بمحاذاته متعجب منه ليقول جين بهدوء" ماذا .. همم ؟"
رد سيد بإستغراب " ماذا بماذا؟ "
" ماذا تفعل لتختفي هكذا .. ما هي مصيبتك همم"
" مصيبتي ؟ ... لا يوجد شئ أنا فقط مشغول بالقضية التي إستلمتها فهي معقدة نوعا ما "
همم جين على وضعه قائل" على الرغم أننا كلنا مشغولون بهذه القضية .... المهم أسمعت عن هروب المتهمة ؟ "
دقق جين النظر لسيد ليردف" نعم سمعت ولم أكن من المؤيدين بنقلها و ما حدث بسببهم"
" أين ستذهب بفكرك أو بمعنى أصح كيف هربت رغم الحراسة المشددة أو هل يعقل أن احد من العسكرية تهاون معها او إتفاق مسبق "
نفى سيد " لا أدري؟ ... فنحن الان نحاول إيجادها "
" من أنتم ؟"
" الشرطة من جهة و العسكرية من جهة أخرى ، يتم تفتيش كل ركن ... ما هذا السؤال جين ؟"
"سيد "
همم سيد لنظرات جين التي من بعدها سوف تفجر كل ما يقبع أمامه
" أنت .. قمت بتهريبها"
وسعت عيني سيد " ماذا ... ماذا تقول "
" سيد ... أنت أم ماذا " تنهد سيد يضرب لسانه بجوف خده بملل لمسافة و طول الطريق التي لن تؤدي بخير لجهة جين ،حك مقدمة رأسه قائل" نعم " إستقام جين مصدوم من ما سمعه قائل بصوت عالي " لا ... لا تقول لي الآن أنك حقا هربت مجرمة من السجن و أمام جميع العسكرية و بكل دم بارد جالس أمامي بملل أيضا أانت بوعيك حتى ؟ "
" نعم ماذا تراني مجنون ؟"
" لا أراك مخبول ... سيد هل تقول الحقيقية ام ماذا أنت تمزح صحيح "
وقف سيد امام جين بإنزعاج قائل" لا ليست مزحة وما أقوله هو الحقيقة نعم انا قمت بتهريبها و بتخبئتها لأن القضية تحت مسوؤليتي و لم انتهي منها ليصدروا قرار بنقلها دون علمي أنا ، ليتخلصوا منها مغلقين أفواه الناس "
" وما علاقتك أنت .. أنت مجرد محقق كنت مسوؤل عن هذه القضية لكن المسوؤلية الكاملة تقبع بيد الحكومة العسكرية فهي تفعل ما تشاء ضمن قوانين كيف لك أن تفعل هذا ألا ترى ما يحدث خارجا أم أنك غافل عن ما فعلته من أجل إرضاء ذاتك العادلة"
عقد سيد حاجبيه ليرد بغضب " ما أفعله يقع ضمن عملي فأنا لن أنجزه بالطريقة التي ستؤول لحلها تحت رحمتهم .. ثم ما لك غاضب هكذا أنت المسؤول عن ما فعلت أم أنا لما منفعل هكذا ؟"
قال جين يرفع سبابته بوجهه " سيد لا تجعلني أنفجر الان لقد غبت أسبوع لإنجاز اعمالي المتراكمة لأعود بمفاجئتك الجميلة هذه .. ماذا تصنف نفسك الان اه قل لي هل أنت راضي عن نفسك هكذا ؟"
" كل شئ أفعله يكون بإرادتي و تحت طوعي وأنا متأكد بأنني سأحلها "
فتح الباب ليدخل كل من جيمس، جاك ،مارك ينظرون لكتل النار التي تواجههم إبتسم جين بخفة يناظرهم قائل " لا تقولوا لي بأنكم معه ... صحيح همم"
نظر لهم ليتنهد جاك قائل" بلا نحن معه "
زفر جين مغلقا عينيه جلس على الاريكة واضع يديه على ركبتيه يسند ذقته و بعد لحظات نظر لجالسين امامه قائل" حصل كل هذا وانا غافل عنكم... عندما كنت ألمح أحدا فيكم كنت أشك فيه لانه يحاول أن يتفاداني سواء بقول او حتى بمقاطعة طرقنا و كأنكم تدربتم على طريقة تعاملكم معي بحذر "
قال جاك يحاول شرح ما يحدث لجين بينما سيد فقط يشاهد قاطبا حاجبيه
" جين نحن في البداية كنا معارضين لكن عندما جلسنا نحاول مناقشه الموضوع تبين أن هناك ألاعييب... ثم إن قال سيد شئ فلا بد أن هناك خطب أنت تعرفه فهو في عمله جاد و خصوصا هذه القضية غريبة في حالتها"
اردف جين بغضب" ذلك لا يعني أن يقحم نفسه بالمشاكل و يقحمكم معه انتم لا تعملون بسوق للخضار أنت تعملون في العسكرية اي جهة خطرة و حساسة للدولة و ما فعلتموه إن إنكشف لن تروا ضوء النهار "
أجاب سيد " لا أحد يتحمل المسؤولية عن ما حدث غيري .. فأنا من خططت لها وأنا من سينهيها لذلك لا يوجد أي مشكلة ستقع لهم "
تنهد جين " سيد أنت تعلم أنني أخاف عليك فأنت أخي الصغير إنني فعلا أخاف عليكم جميعا فأنا أبدوا لكم كوالدكم راعيكم أن تفعل هذا الشيء دون القول لي يعتبر عمل خيانة سواء بحق الصداقة او الأخوة او حتى العشرة التي بيننا انا يهمني أمركم وانا على يقين أنك لم تخبرني لعلمك أن ما تفعله ليس سليم "
" جين أن_" قاطع كلامه دخول ميهي و قولها " أسفة.... لم يكن عليه فعل ذلك لكن هو فعليا أملي الوحيد لتبرئتي " ليستدير الجميع ليرؤيتها بينما سيد يعطيها نظرات حارقة في حين أن جين نظر لها عاقد الحاجبين " هذه ه_"
" نعم انها أنا المتهمة بالقتل .. و لن أقول صدقني لست أنا لأنك لن تصدق يكفي أن يصدق هو فقط "
ضحك جين بسخرية قائل " نصدق ماذا أنكي كنتي تلعبين بمكان خطأ تهتي ! ضعتي! "
هز رأسه بمعنى ماذا في حين ذلك لم تجد ما تقوله كان التوتر ينهش خافقها من مخالفة كلام سيد و من نظراته الحادة لها ، استقام جين و رفع سبابته تجاهها قائل " إسمعيني جيدا انا لن و لن أسمح بأن تعرضيهم للخطر فأنتي لا تطلبين أن يبحثوا لكي عن دمية فبنهاية أنتي مجرمة بعيون الجميع و حتى لو ظهرت هناك حقيقة لن يصدق أحد لذلك فكري بالجميع قبل نفسك "
ظهرت عليها علامات الانزعاج لتقول" لمتى ... لمتى أبقى أفكر بالجميع في حين أنهم غارقون بنفسهم لا أحد يدعي الاهتمام لي و لو كان على سبيل المجاملة إن لم أحاول سوف أضيع.. أنا وحيدة بلا شئ و الفرصة التي أتتني ستعوضني عن جميع خسائري لذلك لن أرفض مساعدة أحد لنجاتي "
صرخ جين " أنتي أي_"
قاطعه سيد بصوت عالي مستقيم أمامه " جين.. أنه عملي وأنا مدرك ما أفعله الذي تقوم به الان لا يعطي نتيجة و لن نعود للماضي للتغير أنا سأستمر على هذه القضية "
" و هل أنت واثق منها واثق بظهور الحقيقة و اثق بها ( يشير لميهي) يمكن أن تخدعك من أين لك أن تعرفها لتثق"
أستقام جاك يفصل بينهم قائل" يكفي تبدوان كأطفال صغار هكذا.. ثم لم نعتاد على هذا الأسلوب في الحوار في حياتنا "
قال سيد " لاني أعرفه أنه لن يرضى و لن يقدم المساعدة و سيكون اول المعترضين و سيفعل أي شئ لتفشل الخطة "
قال جين" لانها خطأ ،خطر، جريمة ( ينقر بسبابته على صدر سيد) يا محقق يا باحث عن العدالة ثم لا تحاول أن تجعلني الشخص المدمر الذي لا يعرف شئ سوى ان يفسد... أنا لا أفعل شئ كهذا ألا إن كان فيه أذى لكم "
قال مارك " جين أنه ليس فعل سيد لوحده و نحن أيضا معه ثم لم يحدث شئ للان و لن يلاحظ أحد شئ فهو مستبعد لهم فعل شئ كهذا "
استدار جين يناظر مارك" سيكشف مارك سواء الان او غدا سيكشف لا مهرب لكن تذكروا في لحظتها أنني حذرتكم منهاو مددت لكم يد المساعدة و رفضتم "
هم جين بالمغادرة ليلحقه جاك قائل" جين أسمع لا تفعل هكذا "
جلس سيد على الاريكة واضع كفيه على رأسه كانت ميهي تذرف دموعها بصمت تنظر لما آلت لها الاحداث ضدها في طريق سيد ، تقدم مارك و وضع يده على كتفه قائل " ماذا إستسلمت" رفع رأسه ليبصره" مستحيل وإن كان الوزير نفسه أمامي لأتنحى ما أنا بمتنحي ... ( تنهد )سيعود لكنه سيحتاج للوقت "
دلفت ميهي لغرفتها تستند على الباب بدموع ماطرة " اه كل ما يدور حولي يقلب ضدي ... هل أذيه هكذا ؟ صحيح طلبت المساعده منه لكن ليس لدرجة أن يؤدي بنفسه للخطر ؟ لكن اه اه لا أعرف .. رأسي يؤلمني "
وضعت يدها على رأسها و أستلقت على السرير تدمع بغصة .

The only survivorWhere stories live. Discover now