part 12 ما مضى

25 1 0
                                    

جالسة على المقعد قرب زملائها بالمجموعة بإنتظار دورهم للكشف و التدقيق على مشروعهم ، تحرك رأسها يسارا يمينا لمشاهدة الاستاذة تلقي نظرات على مشروع إحدى المجموعات
" ما بالك لقد حولتيني هكذا؟" قالت ليندا صديقة لينا المقربة ، جلست لينا على الكرسي بتأفف لتقول متذمره
" متوترة ... لقد تعبنا بالمشروع تخيلي لو لم يعجبها "
لوحت ليندا بيدها قائلة  " ولما لن يعجبها؟ انه جميل و بذلنا كل جهدنا بما فيهم جميع أعضاء المجموعة  أنتي فقط لا توتريني و تتوتري "
اخرجت تنهيده واضعه يدها على الطاولة تناظر المجموعات الاخرى و بعد مدة تثاوبت بملل لتقع عينها على الاستاذة القادمة بإتجاههم إلتفتت بسرعة لصديقتها  تهز يديها " انها آتيه "
أشارت لها بالهدوء و الاسترخاء تقدمت الاستاذة تحييهم بإبتسامة خفيفة تنظر لمشروعهم بتدقيق  و تأمل فكان عبارة عن مجسم لانسان منحوت و مغطى بالكامل من الازهار ذات اللون الذهبي " ماذا يمثل هذا المجسم؟ "
سألت المجموعة لتقول لينا" أنه يجسد شخص يعاني من ضياعه في متاهه لجهل هويته من قبل الناس يعني بإختصار هو شارد لعالم موازي يختلي بنفسه الصماء عن أخداث تحوله"
ظهرت علامات الإعجاب على وجه الاستاذة فهممت ذاهبة لمكانها أمام جميع الفرق قائلة " في البداية  شكرا لكم على هذه المشاريع فيبدوا على كل وواحدة منهم مقدار التعب و الارهاق في نجاحها لكن هناك مشروع لفت نظري و هو مشروع الفرقة السادسة "
إتسعت عيني لينا لتنصت " كان فيها فكر مختلف ممزوج بغير إعتيادية بالنسبة للتصميم و الغرض المصمم له ... أشكركم على هذه الجهود "
انتهت المحاضرة ليفترق الجميع لوقت الاستراحة ابتسمت لينا بفرح لتضم صديقتها " أعجبتها لم أصدق "
استدارت لباقي المجموعة قائلة " شكرا يا رفاق لبذلنا المجهود " ليبتسموا لها خرجت هي و ليندا بإتجاه الاستراحة ليجلسوا على طاولة فارغة بجانب النافذة الكبيرة قالت ليندا " أنا جائعة لم أفطر .. ماذا تريدين أن تأكلي ؟" نظرت لها تفكر  " إجلبي لي فطيرة شكولا صغيرة فقط"
هممت ليندا مستقيمة ، فتحت الجالسة هاتفها تتفقد اخر المنشورات ليأتيها اتصال ردت" اهلا امي "
" اهلا بنيتي هاه  قولي لي كيف كان المشروع أعجبها؟"
نطقت لينا بحماس" نعم أمي أعجبها حتى وأنها أثنت عليه أمام جميع  المحاضرين "
" جيد يا ابنتي فقد تعبتي فيه لشهر كامل لم يضع تعبك هدرا"
هممت لينا لتقول بتردد " أمي ألم يتصل سيد "
" لا لم يتصل أنه مشغول هذه الفترة "
انزعجت لينا قائلة" أمي في كل مرة مشغول  ؟"
" ما بالك لينا أنه بعمله ثم إن أتصل سيتصل بأمه أنتي ركزي بجامعتك حسنا ولا تتاخري عودي للبيت باكرا "
" حسنا أمي وداعا"
أغلقت الخط بمزاج معكر لتجلس ليندا  قائلة" خذي ها هي  الفطيرة "
أخذتها لينا عاقدة الحاجبين" لينا ما بالك منزعجة "
" لا شئ "
" كيف لا شئ كنت سعيدة منذ لحظات ماذا جرى؟"
زفرت لينا " له تقريبا شهر لم يعد للبيت و اتصالاته معدودة حين أتت الفرصة لاراه أصبحنا نقيم بمنزلهم لكن لحظي تولى هذه القضية الحمقاء و أصبح جلى وقته بها "
قالت ليندا لها وهي تمضغ طعامها" من ؟ لا تقولي لي المحقق "
هممت لينا بملل وضعت رأسها على الطاولة " لكنه مشغول لينا ماذا سيفعل و لأقول الحقيقة انتي بلهاء "
رفعت البائسه رأسها بسرعة ناطقة " أنا ؟ و لما ؟"
قالت بإعتيادية" لانك ببساطة تحبين شخصا يكبرك  بإثنى عشره سنة غير ذلك فهو محقق معروف أي مشغول غير متاح لكي يلحظ أنكي معجبه به حتى أنكي قلتي لي لم تريه منذ أن كان عمرك ١٥ اي منذ ٨ سنوات "
تجهمت لينا لتقول " ماذا يعني هذا؟ "
" يعني أنه لا يفكر فيكي مثلما تفعلين أراكي تشتعلين لرؤيته و هو حتى لا يتذكر أن  يتفقد هاتفه على ما يبدوا ..فأنتي تجرحين نفسك بنفسك لينا ( أمسكت ليندا بيد لينا )  أقول لك ذلك لكي تفوقي انتي تحبين شخصا من طرف واحد هو لا يعلم ماذا تكنين له فهو يعتبرك أخته الصغرى سوف تتعذبين لوحدك "
دمعت عيني لينا" لكنني أحبه ليندا منذ أن فتحتي عيني لهذه الحياة كان هو أمامي يلعب معي يرسم معي يتكلم معي حتى أنه يجلب الحلوى و الهدايا لي مخصوصا بعد أن يغيب فتره عني دون زياره  بسبب عمله فهو كان بالنسبة لي شخص قريب مجرد اخ لكنني لم أعد أشعر بمشاعر الأخوة أنا أحبه قلبي يميل لحبه أريده أن يلتفت لي ينظر لي يعجب بي أنتظر أتصال واحد منه لكي أسمع صوته فأحسس بأنه يحيني ولو بعد حين "
" لينا لا تبكي لم يحدث شئ بعد أصلحي قلبك حاولي الرجوع قبل الهلاك فأنا أخاف على إنكسارك ...فأنا أعرف من تكون صديقتي الحمقاء هي و قلبها الأبله " ضحكت  ليندا نهاية حديثها لتشاركها لينا و هي تمسح دموعها ، رغم إبتسامتها فيوجد مرار بقعر خفقاتها لإنتشاء قلبها على من لا يشعر بقيده و إشتعاله فحبها له كان طفولي و زاد ليتجسد بحب دنيوي تملك إعجاب لا رجوع منه فمحطات سابقه لا لاحقه له .

The only survivorWhere stories live. Discover now