٥٢

973 39 20
                                    


وصل نواف شقته وطلع الدرج وهو ماسك راسه من الصداع وعيونه حمرااء وتحرقه حاس الأرض بثقلها فوقه ولا قادر يخفف عن نفسه ابد ، فتح الباب ودخل رمى نفسه على الكنبه وهو لازال ماسك راسه بدون اي فكرة فقط تركيزه على صداعه وبؤسه وحسرته
بعد ربع ساعه وصلت شهد أتصلت عليه لكن كان مقفل جواله ، جلست بسيارتها لثواني تفكر لكن قررت ترمي كل مخاوفها خلفها وتوقف معاه ماتتركه اخذت كيس الأكل ونزلت من السيارة قفلتها وتوجهت لشقته بعد ماوقفت تتذكر كم قال لها رقم الشقه ، وأول ماشافت الباب مفتوح تأكدت انها شقته طقت الباب ونادته بصوت خافت
نواف وهو باقي على وضعه: ادخلي 
دخلت شهد وأنصدمت من شقته ماتوقعت بتكون كذا كبيره وبفخامة بيت لكن اول ماوصلته عيونها أستغربت كمية باكيتات الدخان الي حوله وريحة المكان مكتووم مع انه مايدخن حسب علمها!
قفلت الباب وراها وحطت اكياس الأكل على الطاولة وجلست جنبه رفعت راسه لحضنها: نوافي حبيبي بتنام؟
هز نواف راسه بنفي: مصدع
مسحت شهد على شعره: طيب تاكل عشان تاخذ دواء وترتاح
نواف بهمس: ماأبي
ماحبت تضغط عليه وكملت تلعب بشعره بهدوء وبعد وقت همست: نمت؟
هز راسه بنفي
شهد: ماتبي تتكلم؟
مارد ولا أعطاها اي رياكشن
شهد: نواف انا معاك دايمًا مابخليك! والله بكون لك الحبيبه والأم والأخت وبسندك واكون جنبك داايمًا
نزلت دموعه وهو باقي مغمض عيونه
رفعت شهد راسه لصدرها وحضنته: والله يعز علي اني أشوفك كذا ولا بيدي شيء اقدمه لك ، كل الي نقدر نسويه اننا ندعي لهم ياحبيبي
بدأت معالم الأنهيار تظهر على نواف وصار يشاهق: مرت سنين ياشهد وانا للحين مفجوع وماني مستوعب الي صار
شدته شهد اكثر ونزلت دموعها معاه
كمل نواف يتكلم وسط انهياره: كل ماأتذكر اني فقدتهم بيوم واحد وانا الوحيد الي ربي مارحمني وتركني اكمل حياتي مقطووع ومكسور ومُهان ارجع انهار من جديد!
تركته شهد يتكلم براحته بدون ماتقاطعه
ارتفع صوت نواف وهو اصلًا رايح: وش ثمن الراحه وانا بشتريها!! انا بايع هذي الدنيا ماأبيها مكتوب لي فيها الشقاء من انخلقت
أستمر نواف يلعن ويشتم في حياته تارة .. والأخرى ينوح ويتحسر على عائلته ويتمنى يلحقهم ومهما حاولت شهد تهديه قد مااتقدر تفشل الى ان تعب وغفى بحضنها وشهد تناظره ودموعها تنزل مو مستوعبه ان هذا الأنهيار والبكاء خرج من نواف!

في المستشفى خرج سعود من الغرفه بيده نتائج فحوصات الجده يقرأها وناظرها بعتب: كيف مخبيه علينا كل هذا؟
تنهدت لولوه: وش تبيني اسوي ياوليدي؟ اشغلكم معاي؟
ناظره رعد: وش فيه سعود عسى ماشر
رعد بنبرة خوف وعتب: حاسه بكل الأعراض تتفاقم ومابلغتنا عشان نسيطر على الموضوع
جلس رعد على ركبه قدامها: يايمه الله يهديك ليه تسوين كذا؟ خلينا نحل المشكلة من بدايتها
سعود: على الاقل نصرف لك ادوية تقلل من خطر الجلطات
دمعت عيون لولوه: والله من اول جلطه وانا عارفه ان الباقي مايبشر بالخير اتركوني اعيش الباقي مرتاحه بعيد عن اذى الادوية والمستشفيات
مسك سعود يدها وباسها: عسى عمرك طويل خاله لاتفكرين هالتفكير كثير من الناس وضعهم اخطر منك وعاشو فوق العشر سنين بدون اي مشاكل بس منتبهين لوصايا الدكتور وهذا الي ودنا انك تسوينه
هزت الجده لولوه راسها: خير ان شاءالله ، الحين خلوني ارجع بيتي ارتاح
وقف سعود فاقد الامل من اقتناع الجده بأي شيء واخذوها بناتها يخففون عنها ويقنعونها تنتظم بمواعيدها
رعد: سعود كم نسبة الخطر؟
سعود: ماأقدر احدد لك نسبة لكن ابسط جلطة ممكن تعرضها لمشاكل اصعب وأكبر مثل ذبحه صدريه وتمزق بعضلة القلب واحنا بغنى عن كل هذا ، بركب لها جهاز الحين ينبهنا لو فيه خطر من اي جلطه لاتشيله ابد لمدة ٢٤ ساعه عشان نشوف القراءه واضحه
رعد بخوف: يعني تدخل عمليه؟
مسك سعود كتف رعد: لا لا بسم الله عليها ان شاءالله ماتحتاج ابد ، بس تلبسه
زفر رعد: تمام ان شاءالله
ناظر سعود ساعته: بكلم امي تجيها تتكلم معها بعد وان شاءالله ينفع
رعد: ياحبيبي سعود والله ماقصرت معنا ابد
ابتسم سعود: قلت لك خالتي لولوه افديها بعيوني ولو
صرف لهم سعود الدواء والجهاز وأستعجل يخلص شغله عشان يتفرغ نهاية يومه لأصيل زي العاده وفعلًا على مشارف نهاية الشِفت راح لغرفتها وهو يدعي انها تكون صاحيه وقف اخذ نفس وطق الباب بشويش ودخل بهدوء وشافها ماسكه كتاب تقرأ وأبتسم: ماتوقعت تصحين بهذي السرعه
قفلت أصيل الكتاب وابتسمت له: انام فجأه واصحى فجأه بشكل مزعج! البنج ماسوا فيني خير
جلس سعود على الكرسي وحط رجل على رجل: ايه انا شايف ان تأثيره قوي عليك بس ماعليه ارجع اقول القوي دايم صواديفه قويه
تأففت اصيل: وش يعني كيف اصير رخمه اجل!
ضحك سعود بقوه: افاا! وانا اقول ان خلف كثرة الدموع والأنهيارات امرأة قوية يقدر الأنسان يشد عزومه فيها
ضحكت اصيل: لاترفع سقف توقعاتك
ناظر سعود الكتاب الي بين يدينها: وش تقرأين
رفعت له اصيل الكتاب توريه: اللّيالي البيضاء
رفع سعود حواجبه بأنبهار: تقرأين لديستوفسكي
اصيل: ايه احب اقرأ كثير وأكيد لكتبه نصيب بمكتبتي يعني
ابتسم سعود ومن داخله متحمس يسمع لها مره: طيب وش تقييمك للرواية الى الان؟
ناظرت اصيل الكتاب وهي تتكلم: لعبت بمشاعري مره ماصرت أدري هل ارحم ناستينكا او ابغضها يعني هي غبيه بشكل يسمح لك تلومها على هذا الغباء
توسعت ابتسامته: لكن لقائهم كان شاعري جدًا
قفلت اصيل نص عيونها وهي تتذكر: قابلها وهي واقفه تبكي صح؟ بعدين راح يساعدها لما سمع صو... "سكتت اصيل بصدمة"
ضحك سعود وتبعته صوت ضحكة اصيل: انا تو قلت عنها غبيه فجأه أستوعبت اني كنت في نفس موقفها!
سعود بمراوغه مستحيييل تمشي على اصيل: بس هي دائمًا تبكي على رجل ممكن اسباب بكاها تخليها تختلف عنك
أبتسمت اصيل وهي عارفه انه يراوغ عشان تقول له ليه كانت تبكي: أسباب البكاء كثير لما نهل الدمعه يكون خلفها مليون سبب وواحد منهم نستخدمه عذر
رفع سعود حاحبه بضحكة على تهربها من الأجابه: وش كان عذرك يوم الحفلة
غمضت اصيل عيونها تتذكر وقالت بتهكم: امم يمكن اول لقاء مع مجيد في ليلة شتاء كان شيء شاعري مره وانا شخص حساس دمعته بطرف عينه امام المواقف الشاعريّه
ضحك سعود من تهكمها وتهربها وقال بتصنع غرور: اذا لقاء مجيد في ليلة شتاء بكّاك ، وش بيسوي فيك لقاء سعود؟
عززت له اصيل على طول وسط ضحكهم: اوف! يمكن يغمى علي وترجع تنقذني من جديد .. بس ارجوك بدون غرفة عمليات
سعود: بسم الله علييك ، حتى لقاء سعود وأصيل في غرفة العمليات كان شيء شاعري على فكره!
ناظرته اصيل بأستغراب: كيف؟
أبتسم سعود وقال بمحاولة لأحراج اصيل: شفت مفاتن ماكنت بقدر اشوفها حتى في أفضل صدفه بيننا
شهقت اصيل واختفت ابتسامتها: سعود والله لو ترجع تذكر هالشيء ماعاد بنتكلم ابدًا
ضحك سعود: خلاص اسف
ارخت اصيل نفسها على السرير وهي تحرك فتحة رقبة لبسها من الحر والاحراج
أبتسم سعود: تنامين؟
اصيل: لا .. ابي اطلع
عقد سعود حواجبه وضحك: استهدي بالله يابنت الحلال
اصيل: خلاص مافيني شيء ليه باقي جالسه صدق؟
وفعلًا كانت صحتها مستقره لكن خافو من المضاعفات بعد اخر نوبه جتها
سكت سعود شوي: بشوف بكره الصباح
اصيل: لا ابي اطلع الحين
ناظرها بأستغراب: وش فيك فجأه
ضحكت: مافيني شيء انا كذا طبيعيه
ضحك سعود: متقلبه
اصيل: خليني اروح بيتنا عشان ماتطلع تقلباتي عندكم
حط رجل على رجل وابتسم: اقنعيني اطلعك طيب
سكتت اصيل شوي تفكر: اشتقت لبابا
سعود: يجيك
اصيل: اشتقت لغرفتي
سعود: مابتطير كلها يومين وراجعه لها
اصيل: ماعرف انام الا فيها!
سعود: اعطيك منوم
تنهدت اصيل وسكتت ثواني تفكر: أدين لك بقهوة طيب؟
ابتسم سعود برضا: قهوة ولقاء او بس قهوة؟
بدت اصيل تتغلى: اناني! ماتكفيك القهوة
سعود: نتفاوض وش فيك! لقاء والقهوة علي
أبتسمت اصيل: متفقين ، ولاتقول لهم بفاجأهم
سعود: شرط اخير!
غمضت اصيل عيونها بيأس منه: ايش
ضحك منها: بما انها مفاجأه مابتروحين لحالك انا اوصلك
اصيل بأحراج واضح بعيونها: لا لا والله عادي اكلم صاحبتي تجي تاخذني
سعود بأبتسامه: هذا شرط ياأصيل ماهو طلب!
ناظرته اصيل بحقد وأبتسامه: ماتفوتك فرصه؟
ضحك سعود: لأ
حركت اصيل اكتافها: امري لله .. متفقين
أستمر سعود بضحكه وقام: ماقد فشلتي ولا مره بأنك تضحكيني ، ارتاحي باقي ساعتين ويخلص دوامي بخلص شغلي وأوراق خروجك ونطلع ، تمام
ابتسمت اصيل وهزت راسها بموافقة

امطري ياخيبة كبار الهقاوي .. وارعديّDove le storie prendono vita. Scoprilo ora