الفصل الخامس والاربعون (الجزء الثاني)

Start from the beginning
                                    

واستكمل باستياء :

بلاش علشانا افتكري زياد ويزيد ولوجينا، مرتبي مقضينا عيش وجبنه بالعافية

نظرت إليه بتفحص وسألته باهتمام :

هو كان بيصلي فعلاً ولا دي اشتغاله ؟!

زجرها سيف بسخط وانفعال بدى على طريقته :

وأنا هشتغلك ليه

تركهما واتجه لداخل المصنع فهتف عمر بتعجب بعض الشيء:

كنت زيك كده أول مرة شوفته ماسك سجادة الصلاة

: ولسا هنشوف العجب

تنهد عمر براحة عندما وجدها تعود في طريق منزلها .. حمل أزيح من على صدره لو علم أحد بوجود سيف، أول شيء سيفكرون به أنهم يخططون لمؤامرة ما، لو ظل يجزم إليهم بحسن نواياهم ...

؛**********

‏"لمَّا تبَدَّتْ مِن الأستارِ قلتُ لها:
سُبحانَ سُبحانَ ربِّي خالقَ الصُّوَرِ
ما كنتُ أحسبُ شمسًا غيرَ واحدةٍ
حتَّى رأيتُ لها أختًا مِنَ البشَرِ
كأنَّها هيَ، إلا أنْ يُفَضِّلُهَا
حُسنُ الدَّلالِ، وطرفٌ فاتِرُ النَّظَرِ."
لقائله

اعتقل لسانها عن الكلام وهي تقف بثبات غير مستوعبة أنه مقابل لها، رمشت بأهدابها بأنفاس غير منتظمة من اضطرابها.. دهشة، ارتباك، توتر، عدم فهم، مشاعر متناقضة تتغلغل بداخلها، وكالعادة تخفي ذلك وراء ملامحها المقتضبة التي تنجح في رسمها .. بكبرياء نظرت في المجلس قائلة بتساؤل : 

بتعمل ايه هنا ؟!!!

رفع يعقوب حاجبيه باستنكار لسرعة تبديل شخصيتها من الخجولة التي لا تقوى على رفع رأسها، والآن قطة مشاكسة تقف بغرور وتسأله بثقة :

كنتي زي الكتكوت المبلول من شوية

عادت تسأله بهدوء متجاهلة سخريته:

هو قريبك ؟! غريبه اومال لما كلمتك علشان أسألك عنه مقولتش ليه !!

خرجت قهقه خافته وهو يتطلع إليها بتفحص، ينتظر أن تفعل كل ما يخطر على بالها وهو مستعد لاستقبال ساذجتها .. على الجهة الأخرى لا تملك حكمة التصرف لصدمة كتلك، لم تتوقع قط أن تقابله الآن :

والسكوت ده زعل إني طلعت العريس ولا لسا مش مصدقه

انتبهت إليه وقالت بجمود :

مش هيفرق في الحالتين

: كذابة

هتف بها بصرامة جعلتها تحدقه بكدر، لم يبالي يعقوب بحنقها وقال بتجهم :

كذابة وكذبك وعنادك اللي وصلنا لكده

ابتسمت باستياء متمته بحنق :

وانت ايه يغصبك تيجي تاني للكذب والعِند

أدام يرمقها لبرهة ثم غمغم بشغف :

بنت المعلمWhere stories live. Discover now