الفصل الخامس ( الجزء الثاني)

4.5K 299 66
                                    

قراءه ممتعه 💜
صلوا على النبي 💜
********
(1):


دارت بوجهها الي الجهة الاخرى وهي تهتف بوجوم: 

لكن دا مكنش كلامك في الأول يا طلال

اقتضبت ملامحه وهو يردف بضجر: 

هو مفيش سيرة من وقت ما جيت غير دي

نظرت سوزي إليه باستنكار متسأله بعدم تصديق: 

وأنت مستني مني ايه!!  جاي تقولي مش هينفع تفسخ الخطوبة وهتتجوز واحدة عليا المفروض أكون ازاي؟؟ 

واسترسلت بنبرة باهته: 

طلال أنا في آخر الشهر التالت ولو أنت ناسي لازم نتجوز رسمي

بصعوبة بالغة استطاع المجيء إليها بعيدا أعين المعلم سالم الموجودة في كل مكان، خوفا من إفصاح محمود إليه بمعرفته بجوازه من سوزي..... 

:  أنت مش بترد عليا ليه؟؟ 

سألته بضيق بادي، قابله بهدوء وهو يرد بجمود قائلاً :

مش هينفع نكتب رسمي غير لما اتجوزها الأول لأن كدا ابوها هيعرف

سكون دار حولها لدرجة أنها شعرت بالانفصال داخل قوقعة يصدي فيها جملته فقط .... بلعت غصتها بمرارة الضياع، ثم سألته بعدم استيعاب :

يعني ايه هتتجوزها هي الأول ؟! وأنا !!

نهض من الفراش ودار إليها للجهة الأخرى، جلس أمامها متنهد بصوت مسموع .... امسك كفها بين راحته مرتب برفق وهو يردف بشوق :

أنتِ مراتي وحبيبتي وبنتي وكل حياتي يا سوزي

أخفضت رأسها تهرب من حنين ملقتيه الذي جعلها تغرق في بحر حب رماها بموجه إلى دوامات الضياع .... وضع يده أسفل ذقنها يرفع رأسها ليستطيع النظر في أعينها مباشرة مستكملا حديثه المعسول :

اخترتك من الأول ومستحيل اتخلي عنك

قبضت بقوة علي راحته وهي تسأله برجاء صادق :

طيب ليه تأجل جوزانا ؟! ليه أساساً تكمل معاها ؟!

رد عليها بحده طفيفة :

ابويا حلف لو مكملتش في الجوازة ما انزلش البلد لحد ما يموت وأنا مقدرش علي كدا

واستطرد بإصرار :

وبعدين أنا لسا عند كلامي الشقة دي هتكون باسمك كضمان حق، واساسا شغلي هنا يعني اغلب وقتي هكون معاكي

: بس هي الـ مراتك قدامهم

قالت جملتها وهي تخبئ وجهها بين كفيها تبكي بحرقة ... احتضانها طلال بحنو وهو يردد بخفوت :

وأنتِ مراتي وام ابني

تمتمت من بين شهقاتها :

مش هقدر يا طلال واحده تانيه تشركني فيك

قبل رأسها بشغف وهتف مقتصراً :

كل دا هيعدي مع الوقت صدقيني

ونهض مستكملا بلامبالاة :

أنا هنزل شوية

مسحت وجهها بسرعة وسألته بلهفة :

رايح فين أنت لسا واصل ؟!!

: مشوار سريع تكوني حضرتي العشا

ظهر علي وجهها علامات الامتعاض من تجاهله ... بينما خرج هو غير مكترث إليها، متجه إلي محل وأدوات الحياكة، كي يحصل علي مبتغاه لإرضاء الأخرى ....

؛*************** بقلم حسناء محمد سويلم

وضع الأطباق علي المائدة بحرص ... ألقي نظرة سريعة يتأكد من عدم نسيان شئ، ثم اتجه إلي تلك الغرفة المغلقة ... طرق الباب برفق ودلف قائلاً بمزاح :

ايه يا عم أنت استحليت القعدة لوحدك ولا اي

التفت توفيق إليه وهو يردف بخزي :

زي ما يكون لسا مش مصدق أن بره البدروم

اقترب عمر منه مغمغم بحماس :

خلاص بقا انسي الايام دي وخلينا في بكرا

حرك توفيق رأسه بهدوء فأكمل عمر حديثه بتأكيد :

أنا هخرج ساعة بالكتير، والأكل بره علي السفره لو جوعت

بهتت ملامح توفيق متسائلاً بقلق :

رايح فين وسايبني لوحدي ؟!

تعجب عمر من قلقه الزائد، فرد عليه بهدوء :

متقلقش مش هتأخر، لازم ادور علي امي وولاد أختي

: خودني معاك

كطفل صغير يتوسل إلي ووالدته بأن تصحبه معها ولا تتركه وحيداً .... صمت دقيقة ربما يبحث عن رد مناسب يقنعه أن المكوث هنا أفضل إليه، أخذ نفس عميق وهتف بتعلثم :

مش هينفع اخدك معايا عشان أنا مش عارف هما فين أصلا، واكيد مش هتقدر تلف معايا

سرعان ما ترقرقت العبرات في عينيه وهو يهمس بصوت مرتعش :

هيجي ويحبسني تاني

ابتسم عمر بخفة وأردف بتعجب : 

منصور مسجون وعز هربان حتي أختك اختفت مين هيجي بقا

واسترسل بتفكير :

وعشان تطمن كمان هجيب خديجة تقعد معاك لحد ما ارجع

حرك رأسه برفق محاولا حفظ كلمات عمر، وأن من قام بحبسه الآن هو من حُبس .... خرج عمر من الغرفة وهو يتذكر عنوان منزل خديجة، الذي أعطاه المعلم سالم إليهم منذ مجيئهم لبلدته.... تنهد بضيق عندما شعر بالحيرة في مكان والدته، وأين اخذت الصغار ؟؟ رواده شكوك في تخطيط خفي تشترك فيه أمه مع ذلك الماكر عز خاصة بعد هروبه حتي وقتهم هذا ...

أخذ الأواني الفارغة الخاصة بالطعام التي أتت به خديجة منذ ليلة أمس، واتجه إلي منزلها يفكر في أسلوب مهذب ولبق يطرح به مساعدتها إليه ..


؛*************

: للأسف منصور اتحول من ساعة لمستشفي الأمراض النفسية والعصبية

أبتسم بسخرية علي حسه الذي بث إليه تلك الخطة... تبدلت ملامحه باقتضاب وهو يقول بحنق :

من الأول وواضح خطته

واستكمل بريبه :

طول ما عز بره منصور مطمن

رد عليه الشرطي مستنكراً ما يحدث :

في أوامر بتجي بطريقة غريبة خاصة بمنصور، ودا دليل أنهم مسنودين من فوق

سأله المعلم سالم مستفسرا :

ممدوح ابن عباس راح فين ؟؟

: خرج هو وسيف من بعد التحقيقات وملوش اثر، حتي جثمان أبوه مجاش استلمه وقرايبه هما الدفنوه

وها هو ثعبان آخر يحوم حوله في خفاء ... ربما المصيدة ستكون ضخمة لتكفي صيدهم مرة أخرى.. كانت فرصة إليه رحم سيل أفكاره عندما قال الشرطي :

أنا لازم اقفل دلوقتي يا معلم وهيكون في إتصال تاني بينا

رد عليه بشرود :

أكيد

أغلق الهاتف ثم وضعه أمامه على الطاولة ... عاد يستند بظهره علي المقعد، محدقاً في الفراغ أمامه، متأكد أن عز اختفائه لن يعود هباءً، أما هادية لن تردع بسهولة لتختفي فجأة هي الأخرى مقتبسة دور الجدة الحنونة ... لم يكتفي الأمر ليكون ممدوح شخص آخر يضاف للقائمة،

أفسد خلوته دلوف نجاة وهي تحمل كوب النعناع، علق نظره عليها حتي وضعت الكوب أمامه مردده بلطف :

لقيتك اتأخرت والنعناع هيبرد بره

ببساطة قرأ تعبير وجهها التي أصبحت كتاب مفتوح أمامه بمرور العُمر ... أشار إلي المعقد المجاور له وهو يردف :

اقعدي وقولي عايزه ايه

رفعت نجاة حاجبيها بدهشة وجلست وهي تقول بذهول :

هتفضل طول عمرك كاشفني كدا

التقط الكوب يرتشف منه بهدوء تارك المجال إليها .... حمحمت نجاة باضطراب ثم تمتمت بتعلثم :

هو إحنا هنرجع البلد أمته

التفت إليها متسائلاً باستنكار :

كل الحمحمه دي عشان تعرفي هننزل البلد أمته ؟؟

: بصراحة لا

وضع الكوب جانباً ونظر إليها صاغي بتركيز، تنهدت نجاة بخفوت وقالت ببسالة مصطنعة :

عايزه أعرف حسناء ويعقوب ايه مصيرهم

اقتضبت ملامحه وهو يهتف بحده طفيفة :

والله لو جبتي في وقت تاني كنت عرفت مصيرهم ايه

أخفضت نجاة نظرها مغمغمه بتوضيح :

أنا قصدي أن الفترة العدت ...

قطع حديثها وهو يقف قائلاً بصرامة :

مش وقته يا نجاة

تغاضت عن أسلوبه الجاف بصعوبة، ووقفت هي الأخرى مردفه باستئذان :

الوقت الـ تشوفه يا معلم، عن اذنك

رفع حاجبيه بتعجب وهو يردف بسخرية :

غريبة اول مره اسمع منك معلم مش سالم

: لان الأنا شيفاه المعلم سالم مش سالم

حدق بها لبرهه بقدر استطاعته يتحكم فما تبقي من أعصابه ... لوي فمه مردد بحنق وهو يوليها ظهره :

كل واحده فيكم عايزه تلاقي المسيسة والحنيه والطلبات المجابه سواء انتو أو بناتكم، والمفروض أكون الراسي الهادي الوديع في 24 ساعة عشان أعجب سيادتكم

صمت يأخذ نفس عميق واسترسل بضيق :

بحاول ابعدكم عن أي مشاكل بتدور حولينا وأنتو كل همكم أن سالم متغير معاكم، إنما سالم في ايه يولع

ربما كان حديث غير مرتب، ولكن ساعده علي إبداء ضيقه من تصرفاتهن الهوجاء في ظل ظروفه ... التفت إليها عندما شعر ببكائها، لن تكن المقصودة ولكن كان حظها أن يخرج بعض ما في جوفه في وجهها، زفر بخفوت وهو يقول :

اطلعي يا نجاة ومحدش يدخلي غير لما اطلب

أمأت إليه بهدوء وخطت للخارج بعجلة دون أن تضيف، فقد اكتفت من عتابه التي لطالما كانت ملجئه في كل وقت .... ومن ثمّ جلس المعلم سالم علي مقعد مكتبه، وأخرج ورقه مدون بها عنوان اتي به صديقه، بناءً علي طلبه في البحث عنها معتقد أن تكون اتجهت لتلك القرية، ولم يكذب حسه ليأتي إليه العنوان بالتفصيل ليلة أمس ...

شرد وهو يجوب بنظره علي العنوان المدون أمامه، كان حل اقترحته عليه منذ فترة لتقف كل هذه الحرب ... لم يفكر يوماً أن تدخل بيته من الأساس، لتصبح زوجته في يوما من الأيام !!! ....

؛**************

في القرية داخل منزل جابر

اتجهت خلود إلي الغرفة حاملة صينية الضيافة .. كادت أن تطرق الباب حتي وقع علي سمعها ما يدور في الداخل :

ايوا بس أنت شوفت خلود فين عشان تطلب أيدها !! يعني علي حسب علمي أنك عايش طول عمرك بره مصر

ابتسم أكرم بخفة وقال بلباقة :

سمعتكم ليها شنه ورنه في البلد يا عمي

" شنه ورنه " رددها جابر مذهولا من حديث هذا الشاب منذ بداية جلستهم :

أنت متأكد يا بني أنك كنت بره مصر

ثم استكمل مستفسرا :

وبعدين أنا بنتي مطلقة تعرف كدا ولا متعرفش

حرك أكرم رأسه بسلاسة وأردف بحنكة تدرب عليها طيلة الليل :

كان مكتوب كتابها ومحصلش نصيب

: وأهلك هيوافقو ؟؟؟

قطب أكرم جبهته وسأله بعدم فهم :

وليه يرفضوا ؟؟

شعر جابر بسعادة غامرة فهذا أول شاب يتقدم إلي خلود بعد طلاقها .... بالإضافة إلي هيئته الجذابة، وعمله في دولة أخرى، ربما سيفتح باب جديد لتلك المسكينة ...

: أنا مقدرش أرد عليك غير لما سالم أخويا يرجع من سفره وهو يرد عليك

ابتسم أكرم مردد بتفهم :

أكيد طبعاً

في الخارج ارتعشت أوصالها حتي كادت أن تسقط الصينية أرضاً ... تمالكت نفسها حتي وضعت الصينية أمام الباب، ثم طرقته برفق وركضت للداخل بفزع، لم تستجيب لنداء والدتها ودلفت لغرفتها مغلقة الباب بحرص...غير مستوعبه أن هناك شخص يطلب الزواج منها، أو بالأصح لا تدرك كيف ستبدأ علاقة جديدة بعد أن دمرت حياتها بفسخ عقد قرانها قبل زوجها بأيام ....

؛******
في المنزل المجاور

داخل غرفة سعد، جلست سمر بعد أن فتحت النافذة كي تدلف أشعة الشمس لتلك الغرفة المظلمة،... بينما ما أن دلف سالم تمدد بجسده بجانب سعد الذي قال متهكما :

يا عم هو انا ناقص

التفت سالم إليه وهتف باقتضاب :

هو أنا قاعد فوق راسك يا بني

وضعت سمر يدها علي رأسها مردده بضجر :

خلصنا من خناقات محمود وسعد ندخل في سالم وسعد

رد عليها سعد بحنق وكان مقصده ذلك الراقد مغلق العينين :

لا يا حبيبتي لولا أن ندي مدياله الطرشه محدش كان شاف وشه

فتح سالم عينيه مزمجر بحده:

ايه مدياله الطرشه دي، ما تحترم نفسك يالا

اضافة سمر هي الآخري قائلة بسخرية :

ما الـ عملته مش شويا برده يا ابو العيال

نظر إليها بضيق وكاد أن يرد عليها ولكن كان سعد أسرع عندما أضاف باستهجان :

أنا مش فاهم هي قعدالك ازاي بعد عملتك دي

نهض سالم من جانبه بعد أن نفذ صبره، وصاح بصرامة :

ما تهدي يا بوتاجاز منك ليها

ألتزم الثنائي الهدوء فأكمل سالم بحنق :

دا انتو بشتغتلوا بذمة اكتر من ابليس

في نفس الوقت دلفت ندي كي تطمأن علي أحوال سعد وما إن كان يحتاج لشيء ... ابتسمت سمر بخبث عندما رأت إشارة سالم بالتزام الصمت أثناء وجودها، وعلي الجهة الأخرى هتف سعد بمكر :

مرات أخويا الغاليه

لعب حاجبيه الي سالم دون أن تراه ندي واستكمل بترجي :

فنجان قهوة مظبوط من ايدك يا غاليه

ابتسمت ندي إليه وقالت وهي تخرج مسرعة كي تلبي طلبه :

من عنيا يا سوعد

خطت من أمام سالم وكأنه غير موجود، هواء شفاف مرت من أمامه ... تجاهلها ذاد عن حده ليكون انذار بنفاذ صبره من طريقتها الجديدة، والتي لن يتحملها كثيراً ...

ما أن خرجت انقض سالم علي سعد يكيل إليه صفعات عشوائية يمازحه رفقا بحالته رغم غيظه الشديد ... اندفعت سمر كي تساعد سعد في صد تلك الصفعات ليكون من نصيبها هي الأخرى بعض منها ...

؛**
في الخارج ابتسم عبده بخفة وهو يستمع إلي صوت ضحكات سعد المشاركة لأخوته، كلما رأي حالته الصحية التي عجز الأطباء في إيجاد سبب لها، شعر أن العجز تمكن منه ليس ابنه فقط....

: اضحك يا خويا وأنت همك حاجه

لم يكترث إليها واصطنع مشاهدة التلفاز .... لوت رحاب فمها وهي تتمتم بحنق :

يا خويا ما تعملش فيها اطرش بدل ربنا ما يطرشك علي طول

رمقها بجمود قائلاً بتحذير :

وقسما بالله يا رحاب لو ما قصرتي معايا لتباتي في بيت اخوكي من الليلة دي

شهقت رحاب باستنكار وأردفت بصوت مرتفع :

ليه أن شاء الله مش قاعدة في بيتي ولا أكون مش قاعدة في بيتي

: مبقاش بيتك لوحدك

قالها بابتسامة صفراء جعلتها تستشيط غضبا، قبل أن تفتح فمها هتف هو بسخرية :

افضلي كلي في نفسك كدا لحد ما تختفي ونرتاح منك

ثم نهض صاعدا لطابقه الثاني الخاص بسحر ... اتبعته رحاب الي الدرج كي يستمع إلى حديثها جيداً، وصاحت بغضب :

قعدالك يا عبده لحد ما اجيب أجلك أنت والحرباية الـ معاك

رد عليها بهمس لم يسمعه غيره :

حرباية تخلصني منك يا بعيده

لم يخرج أحد إليهم تاركين المجال إلي فض المشاحنة بطريقتهم، أعتاد الجميع علي تلك الجلسة الهادئة كل يوم التي لطالما ظهرت أصواتهم إلي المنزل بأكمله .... لن يتغير عبده في رده، ولن تتغير رحاب في أسلوبها،

والديين كونوا بؤرة سوداء داخل أولادهم منذ الصغر، غرسوا علاقة فاشلة داخل عقولهم، لتنبت فكرة أن الزواج ما هو إلا مشاحنات وعراك كل يوم .... منهم من استطاع فهم الحياة بشكلها الصحيح، ومنهم من اتبع أسلوبهم لتنتهي حياته قبل أن تبتدئ من الأساس، ومنهم من دخل قوقعة الخوف من تلك التجربة .......

؛************

قبل أذان المغرب

فتحت هادية باب شقتها لتجد ظرف مغلق ملقي أمامه ... مالت تأخذ الظرف وهي تتأمله بتعجب، ثم خطت خطوات للخارج تبحث عن ذلك المجهول الذي وضعه،

أغلقت الباب عندما لم تجد أحد، وفتحت الظرف بفضول طاغي .... توقف بها الزمن في تلك اللحظة وهي تري المدون داخل الورقة أمامها، أغمضت عينيها عدة مرات متتالية، وقرأت مره ثانية لعلها تتوهم، اتجهت للمعقد تجلس عليه بعد أن فقدت قدميها القدرة علي الوقوف ....

قرأت المكتوب بعدم تصديق وهي تهمس بصدمه :

سالم عايز يتجوزني أنا

واسترسلت بضحك كأنها فقدت عقلها :

سالم سويلم عايز يتجوزك يا هادية

كان ظرف به عقد زواج فارغ وخلفه رسالة صريحة كتبت بخط المعلم سالم " يوم عز ما يكون في قفصه يوم ما يكون اسمي جنب أسمك في العقد دا "

انشقت بسمة خبيثة علي ثغرها متمتمه بمكر دفين:

فكرني هبلة يا سالم

استكملت بشراسة :

بس ومالو هتجوزك ونهايتكم كلكم علي ايدي وأولهم انت يا عز

التفت تحدق بأحفادها بشرود ... احتقن وجهها بشرارة الانتقام التي كففتها عن جميع الطرق، ولم تري سوي ( الموت ) قصاص لما حدث معها ولابنتها ...

؛******************

في نفس الوقت داخل احدي شقق المعلم سالم

شخصت اعينها غير مستوعبة ما وقع علي اذنها .... نظرت إليه لعلها تري ابتسامته من مزحته السخيفة، ولكن ثباته أثبت لها جدية حديثه....  تجمدت ملامحها وهي تنهض  من جلستها ببطيء مردده بعدم تصديق: 

أنت بتقول ايه يا سالم

واستطردت باستهجان: 

عمك بنفسه هو القال هيتجوز هاديه

اقترب سالم منها قائلا بحنو: 

عمتي صباح لازم تتقبلي الموضوع عشان تسهليه علي الباقي

ثم استرسل بهدوء: 

وصدقيني دا الصالح لينا

احتدت نبرتها وهي تصيح بغـضب شديد: 

صالح لينا ايه من جواز العقـربة دي

مسح سالم وجهه بعـنف وهتف بقلة حيلة: 

اكيد عمي عارف الصالح في دا

خطت صباح للخارج وهي تردف بضيق: 

بلا صالح بلا زفت علي اخر الزمن يتجوز هاديه بعد العمر دا كله، والله ما اقعدله فيها ولا انا ولا بناتي

اتبعها سالم وهو يغمغم بنفاذ صبر: 

دا انتو حريم تجيب وجـع الدماغ

؛************ بقلم حسناء محمد سويلم

جففت يدها بمنشفة المطبخ وهي تصيح بملل :

حاضر جايه هو أنا هطير

فتحت الباب تنظر للطارق، أخفضت نظرها تتأمل ذلك الطفل متسائلة بترقب :

عايز مين يا حبيبي ؟؟

رفع الطفل نظره وقال بتلجلج :

في واحدة تحت قالتلي أنها عايزه خديجة تنزل تكلمها

عقدت خديجه حاجبيه بتعجب، وأشارت علي نفسها مردده بدهشة :

أنا !!!

حرك الصغير رأسه وركض يعود إلي أصدقائه بعد أن أوصل رسالته .... ظلت خديجة تنظر حولها بعدم فهم، تلك المنطقة لا تعرف فيها أحد سوي عمر الذي جاء وطلب منها الحضور لتجلس مع خاله حتي عودته ...

تقدمت من فرقة توفيق تتأكد من خلوده في نوم عميق بعد أن أكل وجبته، ثم خرجت تاركه باب الشقة مفتوح حتي لا توقظه من غفلته ..... دون أن تدرك ذلك المتربص كثعلب ماكر، يلثم وجهه بوشاح أسود حتي لا تعرف ملامحه، كان ينتظر خروج عمر بفارغ الصبر، وكانت فرصة ذهبية أن يستغل خروجه ويهبط من سطح البناية التي دلفها خلسة ليلا ...

خطي بهدوء داخل الشقة يبحث عنه، ثم أخرج سلاحه الأبيض ... لمع نصل المادية ( المطوه) بوضح وهو يجول بنظره، حتي وقعت عينيه إلي تلك الغرفة المغلقة، فتح الباب برفق ليجده ينغمس في عالم آخر .... عالم لا يوجد فيه اشباهه ... تقدم من الفراش وهو يضع الماديه في جيب سرواله مرة أخري

: ملاك نايم يا عمي

ظن أنه مجرد كابوس مزعج يلاحقه، فتح عينيه بتثاقل بعد أن أفسد غفلته صوت خبيث يكره حد الثمالة ... ولكن لم يكن كابوس ووجوده حقيقي، لم يكذب حسه عندما أخبره أنه سيعود ليأخذ، ولكن تلك المرة للأبد....

لم يشعر توفيق بشيء بعد أن وضعت الوسادة علي وجهه تكتم أنفاسه، ظل يحارب بكل قوته محاولا التمسك بآخر فرصة إليه في هذه الدنيا .... رغم استماتته لم يتحمل كثيراً، وارتخت أعصابه دليلاً عن مغادرته لحياة لم يري فيها سوي أبشع أيامه،

علي الجهة الأخرى لم يأخذ وقت كثيراً أمام بنيان جسده، وتمكنه في فصل الهواء عنه بواسطة الوسادة ... تأكد من مفارقته للحياة عندما وضع سبابته أسفل أنفه، ثم أعاد الوسادة مكانها مبتسماً إليه، همس بفحيح وهو يضع يده بجانبه كي يظهر الشكل طبيعي :

يوم اخترت تطلع اخترت الطريقة الغلط، عشان كدا كان لازم تعرف غلطك

ألقي نظرة سريعة علي الغرفة وخرج مسرعاً يعود إلي سطح البناية لحين حلول الليل ليستطيع الخروج من المنطقة ... علي صعيد آخر صعدت خديجة بعد خمس دقائق تقريباً وهي تمتم بضيق :

عيال قليلة الأدب نزلوني علي الفاضي

أغلقت باب الشقة واتجهت تلقي نظرة عليه مرة أخري، تنهدت براحه عندما رأته يخلد في نومه العميق كما تركته ... واتجهت تكمل جلي الأطباق دون ملاحظة شيء غريب حولها

؛****************

يتبع

#حسناء_محمد_سويلم

لينك الإنستا والفيس في البايو فوق 💜

تفاعل بقا 💜 

بنت المعلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن