الفصل الثامن عشر

5.1K 305 54
                                    

( يهمني رايكم + ادعموني علي الفيس وجروبي )
صلوا علي النبي 💖
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته 💖
؛**********

كان يري حلم سهر عليه ليالي ومضي العمر في تحقيقه ليصبح اسمه يصدي في أنحاء الجمهورية، تلتهب النيران كل شيء أمام عينه ويقف مكتوف اليدين، لن يشعر أحد بلهيب صدره من عجزه، عطر لسانه بترديد جملة واحده برضي تام لقضاء الله :

لا حول ولا قوه الا بالله

اجتمع كل من في القرية يحاولوا إطفاء تلك النيران الملتهبة التي وصلت شرارتها الي نهاية مرمي بصرهم،

بدأت مكبرات المساجد بالاستغاثة بأبناء القرية والقري المجاورة لمحاولة السيطرة علي الوضع، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتي تأتي سيارة المطافئ، حالة من الهلع والفزع وصوت صراخ مرتفع، من المأكد ليلة لن تنسي في تاريخ أهالي القرية، ليبدأ من تلك اللحظة فتح باب لن ينتهي إلا بسلسال دماء، من يجرء علي إشعال النيران في مصنع سالم سويلم إلا وكانت حياته قد أصبحت في أيام معدودة،

وقف عبده وجابر يساندوا اخوهم الأكبر بحزن بالغ، وبجانبهم الحاج صبري والمعلم عزيز وبعض من كبراء القرية، بالرغم من محاولة الشباب في السيطرة علي النيران إلا أن الوضع أصبح اسوء،

ساعة، ساعتين، ومازالوا يحاولون إطفاء ألسن ملتهبة باءت بالإخماد حتي تترك الحطام ورماد الحقد والغل أثر لها، وأخيراً صدح صوت إنذار سيارة المطافئ بعد أن أتت من أقرب مكان تلبيه لإغاثتهم، رتب عزيز علي كتفه محاولا مواساته :

ربنا يعوض عليك يا سالم

أمأ إليه في صمت ثم دار يغادر المكان، حاول عبده إيقافه أو اللحاق به ولكن منعه جابر كي يتركوا علي راحته، واعطاءه مساحة كافية، اقتضبت ملامح صبري ما أن رأي  بنات المعلم يقتربن منهم، اقترب من جابر يهمس بجانب أذنه بحده :

روح يا جابر مشي بنات اخوك، ايه جابهم في نص الليالي

لم يروق أسلوب صبري إليه، ليجيبه بضيق :

مش مال ابوهم دا

ثم تركه واتجه إليهن، ما أن اقترب تقدمت هند تسأله بخوف :

فين بابا

أجابها بحنو :

متخفيش هو كويس

تأملهن بحزن أعينهن متورمه من كثرة البكاء وعلامات الكسرة التي اقتسمت ملامحهن، هتف بهدوء :

ارجعوا ملوش لازمه وقفتكم هنا

هتفت مها بصوت محشرج :

لحقوا حاجه

رأف بحالهن فأردف بكذب :

لسا بيحاولوا

ثم أكمل هو يشير إلي سعد :

بنت المعلمWhere stories live. Discover now