تكملة الفصل الرابع (الجزء الثاني)

4.7K 342 86
                                    

قراءة ممتعه 💜

صلوا على النبي 💜

تكملة الفصل الرابع (4) :

تسابقت عقارب الساعة لتقف معلنه عن تمام الثالثة وخمس وعشرون دقيقة بعد منتصف الليل...... ساد الظلام في غرفته، حتي تلك الاضاءة الخافتة من المصباح اليدوي بجوار فراشه، ولكن للقمر رأى آخر في افساد ظلمته،  عندما تسللت خيط رفيع من نافذة الغرفة...

لا يوجد شعور أسوء من تقيدك بالعجز بعد إن كنت حرا طليق، كالعصفور المنطلق من غصن لأخر..... ليس عجز الجسد، بل عجز عقلك عن ايقاف تلك الأفكار التي تحوم بداخله....  وتصبح داخل دوامة الحيرة الي ما لا نهاية


افسح الغطاء عن ساقيه معلق نظره عليهما، رغم كل الضغوطات من حوله، استطاع ان يتخطها بحسه الفكاهي،  ومزاحه المستمر.....  خبأ كل مشاعره المضطربة خلف قناع البشاشة، دائم يصطنع اللامبالاة فيما يحدث منذ صغره، مشاكل لا تنتهي، مشاحنات طيلة اليوم، أسرة ليست بأسرة.... 

مسح وجهه متنهد بخفوت.... لا يعلم ماذا سيكون نهاية قراره حتي الآن، ما ردت فعل والده بسره، لا يعلم ما عليه فعله الآن، سوي بأنه يشعر بالسعادة لوجود الجميع حوله ... الاهتمام الذي لم يراه من قبل، تلك المشاعر الدافئة، الخوف، الحب، الحنان، حرم من كل تلك هذا طيلة حياته، لم يقترف ذلك الخطأ الا لشعوره بالجفاء، لتذوق حياة مختلفة بعيداً عن ذلك السوء ..... بقلم حسناء محمد سويلم

؛**************

إلي مكان ينعش صدرك بلمسات البحر الطليق، ويبهج روحك بأصوات الأمواج المتلاحمة .... إلي عروس البحر الأبيض المتوسط

في إحدى شقق المباني السكنية داخل الأحياء الشعبية

نفذ صبره وهو ينتظر أن يسمع ردها، فقال بحنق :

هو انا بحكيلك عشان تفضلي ساكته وبصالي

مطت شفتيها وقالت متهكمه:

لو أنا متاكده من ردت فعلك علي كلامي كنت قولت

احتدت نبرته مردفا بضيق: 

هاجر أنا  مش ناقص رخمتك دلوقتي

هتفت الأخرة ساخرة:

رخامة ايه يا عامر أنت من وقت ماجيت وأنت مش علي بعضك

واسترسلت باقتضاب: 

كلام الراجل واضح وصريح، مش عايز بنته تتجوز بعيد عنه

ألقى عامر بجسده على الفراش بإهمال مغمغما بشرود:

مفيش داعي تفكريني

:  هو مفيش غيرها

دار عامر برأسه باتجاهها وعلامات الاستغراب تعتلي وجهه .... منذ أن قص عليها ما حدث، ولا يري منها سوي ردود مقتضبة، وأسلوب هجومي في الحديث  ...، استكملت هاجر حديثها قائلة :

أنت أساساً كنت رايح في شغل مش عشان تحب

استند عامر علي مرفقه متسائلاً باستنكار :

مالك يا هاجر ؟! من لما حكتلك وأنتِ وشك مقلوب وكلامك ناشف !!

ابتعدت بنظرها عنه وهي تردد بخفوت :

لو فكرت كويس في كلامك لازم وشي يتقلب يا عامر

قطب جبينه باستفهام، وسألها وهو يتعدل في جلسته :

تقصدي ايه ؟؟

تجمعت العبرات في ملقتيها، وهي تسترجع ذكرياتهم منذ رحليهم من القرية ..... وكم المعاناة التي مرت عليهم حتي تمكنوا علي التكيف هنا، وما أن استقر وضعهم توفي والدهم، ليقعوا في معاناة من شكل آخر بعد أن رحل الحصن المنيع ليصبحوا في مهب الريح ..... ولكن لم يستمر الوضع كثيراً، وتمكن عامر من الوقوف مكان والده في محل الخضروات، بل ظل يسعي حتي أصبح ما هو عليه الآن مع شريكه، ليكون صاحب خمس محلات للخضروات والفواكه المغلفة في مولات مختلفة،

: روحتي فين يا بنتي ؟؟

عادت الي أرض الواقع متمته بصوت مختنق :

عامر أنا وماما ملناش غيرك وأنا مش مستعدة أعيش من غيرك زي بابا

مسكها من معصمها، وسحبها داخل أحضانه عندما رأي دموعها تنهمر علي وجنتيها ..... ظل خمس دقائق تقريباً يعانقها في سكون تام، ثم رفع رأسها متسائلاً بحنو :

مين قالك أن أنا أقدر أعيش من غيرك أنتِ وأمي ؟!

ابتعدت عنه تمسح وجهها، بينما استكمل هو قائلاً :

ليه بتقولي كدا ؟!!

تنهدت بخفوت فضحك غامزا :

اوعي تكوني بتغيري، دا مكنوش 5 سنين بيني وبينك

ابتسمت مردده بهمس :

4 سنين و8 شهور

ثم نظرت إليه مسترسلة بصوت محشرج :

خايفه توافق تتجوزك وتعيش معاها هناك وتنسانا 

لم تخطئ أخته في التفكير، كان يشغل باله هذا الاقتراح هو أيضاً، ماذا أن وافقت خيريه بشرط أن يعشيا معا في القرية ؟! ... ابتسم بخفة مقرر تغيير مجرى الحديث وهتف يمازحها :

سيبك من الكلام الفارغ دا وتعالي نشوف ثريا عمللنا أكل ايه انهارده

رسمت بسمة علي شفتيها بصعوبة، عدم رده أكد لها صحة تفكيرها .... نهضت خلفه وهي تقول بمزاح مصطنع :

أكيد عملالك أكله بتحبها، ما أنت قلب ثريا بقا

عاد عامر إليها يحاوط كتفها بذراعه وهو يردف بمراوغة :

وأنتِ قلبي يا احلي جوجو

انشغل قليلا من التفكير داخل أجواء أسرته الصغيرة، ولكن لم ينشغل قلبه عن التفكير في بسمتها،

؛*************

عودة للقرية

قبضت علي الحقيبة البلاستيكية بتوتر، ثم أخرجت زفير عميق محاولة فاشلة في تخفيف اضطرابها .... رفعت يدها تطرق الباب الخشبي برفق، ذاد توترها عندما لم تجد رد، طرقت مرة ثانية مقررة الذهاب علي الفور أن لم تجد رد تلك المرة ....

علي الجهة الأخرى فتح الباب ظنا منه أن الطارق أحد رجال المعلم سالم، الذي يأتي دائماً كي يلبي طلباتهم، كي لا يترك توفيق وحيداً فمازال المرض متمكن منه ....

: خديجة ؟!!

رمشت بأهدابها بتوتر وأردفت متعلثمه :

كنت بحسبك نسيتني

واسترسلت وهي تقدم إليه الحقيبة :

اتفضل

امسك الحقيبة متسائلاً بتعجب :

اي دا ؟؟

ردت عليه بحرج متمكن منها :

دا اكل يكفي يومين وان شاء الله كل يومين هعدي عليكم لو محتاجين حاجه

ابتسم عمر مردد بامتنان :

شكراً مش عايز اتعبك

رفعت عينيها تنظر إليه وهو تردف بحزن :

دا أقل حاجه ممكن أقدمها ليك بعد ما ساعدتني أنت وابله اماني الله يرحمها

بلع عمر غصته غير مستوعب أن أخته بالفعل فارقة الحياة، ثم تمتم بنبرة باهته :

كانت بتخاف عليكي من عز اكتر بتخاف منه

اخفضت رأسها لأسفل حتي لا تبكي أمامه، ثم سألته بقلق :

لسا مش عارف طريق ولادها ؟

حرك رأسه بالرفض مغمغما بشرود :

حاولت ادور عليهم في اكتر من مكان

واستطرد ساخراً :

لكن تقريباً الجدة الحنونه ليها رأي تاني عشان تختفي بيهم

: أن شاء الله هتلاقيهم ولو احتاجت حاجه أنت عارف بيتنا الجديد فين

أمأ عمر إليها مردد :

شكراً يا خديجة

ابتسمت إليه ودارت تعود حيث أتت... كانت تشعر بالقلق من تلك المقابلة، التي ودت أن تفعلها منذ معرفتها بمكوثهم بعيداً عن قرية آل عزب، ما فعلته أماني لأجلها لن تستطيع رد معروفها مهما فعلت، الآن علي الأقل تساعد عمر في محنته شكر وامتنان إليه هو الآخر،

؛**********

أغلق باب الشقة، ثم اتجه إلي مفتاح الكهرباء يشعل الإضاءة .... دار بخضة عندما صدح صوت صراخ اتي من خلفه، لم يتركوا الصغار فرصة وركضوا باتجاه وهم يصرخوا بسعادة :

مفاجأة

حاوطهم ربيع بلهفة قائلاً بحب :

احلي مفاجأة كدا تخضوني

ثم سألهم باستغراب :

انتو جيتوا أمته ؟؟

أجابه أكبرهم بحماس :

جينا الصبح

ركع علي ركبته وأخذ كل واحد تلو الآخر في عناق وقبلات حارة .... لم ينتهي ليجد من يحبي باتجاهه وهو يتمتم بقدر استطاعته، حمله ربيع ونهض قائلاً بشوق :

وحشتني يا قرد يا صغير

اجفل علي تلك الواقفة في آخر الطرقة تتأملهم بشغف، تعجب ربيع من وجودها حتي الآن، اعتقد أنها سوف تعود بأطفاله وتأخذ أعراضها راحلة كما كان اتفاقهم .... انزل الصغير بجانب إخوته، وخطي باتجاهها متسائلاً باستنكار :

أنتِ لسا هنا ؟؟!

تغيرت ملامح مي وهتفت بجمود :

ايه لسا هنا دي، المفروض أكون فين يعني

رفع ربيع حاجبيه مغمغم باقتضاب :

اوعي تكوني نسيتي شرطك

عقدت مي زراعيها مردفه بتعلثم :

لا منستش بس مش هقدر افاتح بابا دلوقتي في الموضوع دا

همهم ربيع وهتف ببرود :

آه إذا كان كدا ماشي

واستكمل وهو يتجه الي غرفته :

أصل العروسة الجديدة مستنيه هي كمان

تنفست بعنف حتي كادت أن تخرج نيران من أنفها .... ثم لحقته إلي الغرفة، وفتحت الباب علي مصراعيه وهي تهدر بغضب :

عروسة جديدة طيب اصبر لحد ما طلقني ولا أنت مش بتضيع وقت

لم يلتفت إليها وأخذ المنشفة متجه إلي المرحاض قائلاً بلامبالاة :

عندك حق أنا مش بيضع وقت

قطعت طريقة مردده بشراسة :

دي غلطتي أن فكرت ادي نفسي فرصة مع بني آدم زيك مش بيفهم غير في البهايم

أمسك ربيع معصمها بعنف وهو يهتف بحنق :

أنا ماسك نفسي عنك بالعافيه متخلنيش اقلب عليكي يا بنت الناس احسن ليكي

دفعها مستكملا بتهكم :

وبعدين تدي نفسك فرصة مع واحد شيفاه مش راجل ليه

ربما غفلت عن حديثها إليه أثناء سفره، ولكنه لم ينسي بعد أن يعرفها حجم كلماتها التي جرحت كبريائه كرجل لا يقبل أن يهان، وما قدرها إذا كانت من زوجته ؟!!

تحركت من أمامه دون أن تضيف، فما حدث كان كافياً علي اول مقابلة لهما منذ عودته من سفره ..... ومن ثمّ اتجه الآخر إلي المرحاض، وهو يفكر في تصريحها بأنها تريد أن تعطي لنفسها فرصة أخري للعيش معه، منذ متي وهي تتقبل وجودها معه من الأساس !! ...

؛*****************

في القاهرة

سارت بجانب والدها الي داخل ذلك المركز الطبي الضخم، لفت نظرها تنظيم الصرح بشكل لائق، بداية مبشرة أن هناك أمل في ذلك المكان لشفائها لو بنسبة بسيطة .... اتبعت والدها الي أن وقف أمام رجل مجهول الهوية بالنسبة إليها، ولكن صوته مألوف جدا لاذنها ....

علي الجهة الأخرى ظهرت ابتسامة عريضة علي شفتيه عندما رآها تقف خلف والدها، تماسك بصعوبة حتي لا يكشف أمره ورد علي المعلم سالم قائلاً :

الدكتور فيصل في مكتبه مستني علي معدنا

أردف المعلم سالم ممتن :

مكنش في داعي تتعب نفسك وتيجي

أجابه موسي بترحاب :

اتمني اتعب نفسي في ظروف أحسن من كدا

ثم أشار إليه يضيف :

اتفضلوا اعرفكم علي الدكتور

خطت هند بجانبهم وهي تتذكر أين استعمت إلي ذلك الصوت، لا تعرف شخصه ولكن من المؤكد أن صوته تعرفه جيداً .... دلف موسي أولا مقدما المعلم سالم الي الطبيب، الذي عثر عليه بعد بحثاً شاق للعثور علي طبيب ممتاز مثله، رحب الطبيب بالمعلم سالم وهند فقد اتي موسي قبلهم كي يخبره بأن يصطنع المعرفة بينهم حتى لا تتدهور ثقته أمام المعلم سالم...

بعد تقديمهم استأذن بالخروج، كي يبدأ الطبيب فحص هند ... بعد ربع ساعة من الفحص المصاحب  الأسئلة المختلفة، والنظر في التحليل الطبية، عاد إلي مقعده قائلاً بهدوء :

أمر بسيط لكن محتاج صبر

نهض المعلم سالم إلي فراش الفحص يساعد هند علي ارتداء عباءتها، واصطحابها لتجلس أمامه علي المعقد المقابل له .... نظر إلي الطبيب يسأله بقلق :

لكن الأنا شايفه مش بسيط يا دكتور

كان مغذي حديثه الإصابة البالغة اللاحقة بذراع هند ... رد عليه الطبيب مردفاً بآليه :

مع الوقت والمواظبة علي العلاج والكريمات كل دا هيخف

: هيخف بس مش هيروح أثره ؟؟

كان سؤال ميؤوس منه بالنسبة إليها، ولكن كان أمل الطبيب وحماسه له رأي آخر عندما رد عليها قائلاً :

الكريمات التجميلية قادرة أنها تخفيه لكن دا عايز مجهود وصبر

استرسل بجدية :

في ضمادة طبية هكتبلك عليها تقدري تلبسيها لكن دي عند الخروج فقط يعني مينفعش تفضلي لبسها علي طول لانها هتعود بضرر في نتيجة التحسن واحنا مش عايزين حاجه تعطلنا

أمأت إليه بهدوء، ليبدأ الطبيب في كتابة الأدوية والكريمات اللازمة لبدء رحلت علاجها .....

أخذ المعلم سالم الروشتة ونهض يصافحه بوقار .... نظر الطبيب إليه متمتم :

لو سمحت دقيقة من وقتك قبل أن تخرج

قابلت نظرة والدها بالموافقة وخرجت تنتظره أمام الغرفة ..... انفردت بنفسها لدقيقة ربما تفكر لماذا يريد الطبيب والدها، وخطي موسي إليها عندما رآها تخرج من آخر الطرقة، انشقت بسمة طفيفة علي شفتيه وهو يقول بلطف :

اتمني الدكتور يكون طمنك

ردت عليه وهي تنظر الجهة الأخرى مردفه بخفوت :

الحمدلله

لفت نظره الحروق التي مليئة يدها فسألها بفضول:

هي الحروق في دراعك كله ؟؟

دون قصده ذاد من توترها بسؤاله ، حاولت هند أن تخبئ يدها من نظره وهو تردف بتلجلج :

لا في ايدي بس

واسترسلت بتوتر :

هو ممكن تقولي فين كافيتريا هنا

أشار إلي الجهة الأخرى قائلاً :

آخر الطرقة دي لو محتاجه حاجه خاليكي وأنا اجبلك

حركت رأسها بالرفض متمتم :

شكراً بس بابا لو خرج ممكن تعرفه لحد ما ارجع

: من عنيا

وقفت محلها بثبات، ثم دارت إليه مرة أخري ترمقه بحيرة ..... تمعنت في ملامحه لثوان وهي تسأله بترقب :

هو أنا قبلتك قبل كدا ؟؟

للمرة الثانية يري بنيتها بوضوح بعد يوم الحادثة، لا يعلم كيف استطاع ذلك المعتوه أن يفكر أن يشوه هذا الجمال يوماً .... رد عليها بنبرة خافته من بين شروده :

أنا الـ نقلتك المستشفى يوم الحادثة

" يوم الحادثة " كانت ذكري مؤلمة دائماً ترافقها، إلا تلك المرة تذكرت فقط ما وقع علي سمعها من ذلك الأرعن، احقتن وجهها وقالت بضيق :

لا قول المتحرش قليل الأدب الـ نقلتك المستشفى

رفع موسي حاجبيه باستنكار مردد بعدم تصديق :

متحرش !!

لوت جانب شفتيها مردفه بسخرية :

دي لفتت نظرك إنما قليل الادب عادي

واستكملت بحنق :

شكلك متعود

اقترب موسي منها بخطاه متسائلاً بجمود :

وأنتِ كنتي تعرفيني عشان تحكمي متعود ولا لا

عادت هي للخلف وهي تغمغم متهكمه :

إنسان بيساعد واحده بين الحيا والموت وبدل ما يشوف طريقه يعقد يتغزل فيها يكون اسمه ايه دا

: اسمه بيقدر نعمة ربنا

التفت إليه بعدم تصديق .... حدقت به بغضب واتجهت أمام باب الغرفة تنتظر خروج والدها متمتم بضيق :

إنسان بارد

وضع موسي يده في جيب سرواله الأسود مردد بزهو وكأنها تمدح في شخصه :

تشكر يا ذوق

واسترسل بهمس بجانب أذنيها :

مدح الجمال ما كان ليه عندي وصف، غير لما قلبي داب وغرقت أنا في حُسنك

كست حمرة الخجل وجنتيها وهي تتبعد، ثم طرقت باب الغرفة بتوتر ملحوظ .... ابتسم موسي بخفة ودار بوجهه للجهة الأخرى عندما رأي المعلم سالم يخرج...... ألقي نظرة سريعة عليها قبل أن تختفي خلف والدها، ومن ثمّ عاد إلي شخصيته، أصر علي توصيلهم إلي السيارة وهو يتطمأن علي تقرير الطبيب،

صعدت هند بجانب المعلم متجاهلة وجوده تمام، حتي تقابلت الأعين لثوان قبل أن يتحرك ابن عمها بالمقود ..... هبطت بنظرها عندما رأته يبستم بعبث غامزا، ثم تمتمت لنفسها بحنق :

غتت

علي الجهة الأخرى صعد هو الآخر إلي سيارته وهو يهتف بمراوغة :

ومالو كل قصص الحب بدأت بغتاته

واسترسل وهو يرمق سيارتهم :

يا مهلبيه

؛******* بقلم حسناء محمد سويلم

علي صعيد آخر داخل السيارة

جاء صوت محمود متسائلاً بلهفة :

الدكتور قال ايه ؟!

أجابه عمه مقتصراً :

مسألة وقت وصبر

واستكمل وهو ينظر إلي هند قائلا :

صحيح يا هند متعرفيش مروه عايزه مكينه خياطه نوعها ايه

عقدت هند حاجبيها مردد بتفكير :

لا مش عارفه وهي برده كانت لسا بتسأل لأنها مش فاهمه فيهم

حرك رأسه بهدوء مردف بتذكر :

شوفيلي أنتِ الموضوع دا لأن طلال مستني

قطبت هند جبينها باستغراب وسألته بعدم فهم :

طلال !! مستني ايه ؟

: كلمني امبارح وعايز يجيب مكينه خياطه هديه لمروه لما عرف أنها بتحب التفصيل

هتفت هند ببلاهة :

طلال خطيب مروه أختي

التفت سالم إليها مردف بتهكم :

دا سؤال ولا أجابه

أخفت استغرابها وهو تقول بجدية :

هشوف نوع كويس وأبلغ حضرتك

كان تركيزه معهم منذ أن استمع الي اسمها.... ضغط علي مقبض الوقود بقوة، لا يعلم سر تمسكها به حتي الآن، كتم غيظه وهو يضغط على فكه .... يريد أن يفاجئها بما تحب وهو متزوج من امرأة غيرها، نفض تلك الأفكار من رأسه واعاد تركيزه في الطريق ... مقرر أن يتركها تجتاز طريق اختارته بنفسها،

؛**************

ملامح رجولية، وسيم، جسد ممشوق، شخصية هادئة الي أبعد الحدود، ملتزم بصلاته، حنون ويعرف معني الحب، يقدس العلاقة الزوجية السعيدة، كل هذا يجتمع في زوجها التي لطالما كان آخر اهتمامها ...

حوقل بصوت مرتفع وقال بضيق :

أنا نفسي اشوفك لو مره بتهتمي بامورنا زي ما أنتِ مهمته بحياة كل الناس

لوت مايسه شفتيها مردفه بسخرية :

دول مش ناس دول اخواتي

مسح شريف وجهه دائما من الصعب أن يتملك منه شعور الغضب إلا معها :

مايسه اخواتك من صغيرين عشان أنتِ تنظمي حياتهم

زفرت بضيق وهي تلقي جهاز التحكم الخاص بالتلفاز أرضاً، ثم غمغمت بضجر :

ملكش دعوة يا شريف خاليك فحالك أحسن ونقطني بسكاتك

حرك رأسه بيأس وهتف بصرامة :

امبارح مرات اخوكي حطتله كوباية الشاي من غير ما تقوله اتفضل قومتي أنتِ وادتيها درس في الأخلاق وازاي تعامل جوزها

استرسل بوجوم :

أنا من رأي تتعلمي أنتِ الأول وبعدين تعلمي الناس

: هو أنت في بيتي وهتغلط فيا

ابتسم شريف بسخرية مردد بحنق :

شكلك نسيتي أن دافع تمن الشقة بالـ فيها لعمي عزيز عشان اوافق اعيش هنا

واستطرد بحده :

عشان عارف أن هيجي يوم واسمع كلام زي دا منك

قبل أن يكمل حديثه، نهضت تقترب منه متمته بأسف :

يوه يا شريف أنت دايما تعصبني كدا

استكملت بدلال وهي تحاوط رقبته بزراعيها :

معلش حبيبي ما أنت عرفيني لما اتعصب

امسك شريف زراعيه يبعدها عنه وهي يهتف بمكر :

بلاش الشوية دول عشان كل مره هقول هنمشي من هنا ونرجع بيتنا بتعمليهم

اختفت بسمتها وبهتت ملامحها عندما استكمل ببرود طاغي :

وعلي فكره والله يا مايسه ما حد مساعد يعقوب يتجوز حسناء غيري علشان خاطرك

وتركها تستشيط غضبا وهي تصيح بغيظ :

ماشي يا شريف هشوف أنا ولا أنت

ثم عادت تجلس متمته بحديث غير مفهوم متوعدة إليه ..

؛*********

: ازيك يا سوسو

انتفضت من الفراش متمتمه بقلق :

مين ؟؟

جاء رد ماكر من ذلك الذئب وهو يقول :

لا كدا ازعل معقول المعلم سالم نساكي حبايبك

هبطت من الفراش متجها الي الشرفة وهي ترمق ذلك الرقم المجهول الذي يعتلي شاشة هاتفها :

هتقول أنت مين ولا اقفل 

: حتي لو قفلتي هجيبك يا روحي

بلعت سارة لعابها الجاف، وهتفت بنبرة باهته :

عز

ضحك الآخر وهو يردف بكبر :

طلبك علي قيد الحياة

استرسل سيف حديثة بشر يبعثه إليها :

حبيت أبلغك أن أولكم توفيق وهتتقفل صفحته انهارده قبل بكرا والدور عليك يا جميل

أغلقت الهاتف ووضعت يدها علي قلبها بخوف، رمشت بأهدابها وهي تلتف حولها بعدم تصديق ... سيتخلص منهم واحد تلو الآخر، دائما كان حسها يخبرها بأن تبتعد عن تلك اللعبة بدلا من تقع مثل الآن في جحيم لا تعلم نهايته، التي ستنتهي بنهايتها. ...

؛****

يتبع

#حسناء_محمد_سويلم

( كدا الفصل الرابع اكتمل، أنا آخرته يوم عشان فصل يوم الخميس مش هينزل وهنأجلوا للاسبوع الجاي، لان أن شاء الله فرح اخويا يوم الجمعة وكلكم عارفين ضغط الايام دي، والعاقبة لكم في المسرات ❤️)

كل كومنتاتكم بشوفها بس الوقت مش معايا عشان ارد عليكم، بحبكم جدا ورأيكم بيفرق معايا )

بنت المعلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن