الفصل الخامس والاربعون (الجزء الثاني)

3.9K 324 69
                                    

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

الفصل الخامس والاربعون (45):

؛*************
اشترت الخضروات التي طلبت والدتها أن تحضرها أثناء عودتها من الصالون، فتحت باب منزلها الصغير ووضعت الأكياس وهي تتذمر بضيق من ثقلها .. على مسافة قصيرة لفت نظرها شخص يرتدي قبعة تخفي ملامحه يخرج من المسجد القريب منهم، قطبت جبينها باستغراب وهي تنفي شكها في شخصه، لكن كيف تمنع نفسها من التطفل ؟!

أغلقت ساره باب منزلها مجددًا وتحركت خلف الرجل إلى أن اقتربت من باب مصنع المعلم سالم... أسرعت بخطواتها تدفعه من كتفه بعد أن تأكدت من هويته واردفت بغنج :

شوف انا عيني متخيبش أبدا ولقطتك من الأول

فزع سيف من طريقتها، نظر حوله بخوف من كشف هويته في القرية ستكون ورطة لا يعرف عواقبها .. انتبهت ساره إلى القلق الذي أصابه فقالت بخبث :

مالك مش على بعضك ليه وكأنك عامل عَمله

: ولا عامل ولا منيل، أنا معرفش ايه وقعك قدامي

لاعبة ساره حاجبيها متمتمه بغرور :

من حظك ونصيبك

قبض سيف على معصمها وهمس بتوسل :

أبوس إيدك لو حد منهم عرفني هروح فيها مع عمر

لاحظ عمر وهو يقف حارس على البوابة مع رجلين آخرين أن ساره تترصد إلى سيف، أسرع إليهما وسألها بثبات مزيف :

في ايه يا ساره مش لاقيه حاجه تمسكها فيها غيرنا ؟!

لوكلة العلكة وقالت باستفزاز :

آه ملقتش غيركم قدامي، تيجي نشوف الريس مرتضى والريس سالم هيعملوا ايه لما يعرفوا أني كشفت خطتكم

عكس ما يشعر به رد عليها بلامبالاة :

برحتك، بناقص اليومية الزيادة اللي تذلنا ليكي

والتفت إلى سيف يسأله بضيق طفيف:

كنت فين؟! مش قولتلك خلص الورديه وامشي ؟؟

هز سيف رأسه مردفًا بصدق :

كنت بصلي العصر وقولت أرجع اعمل ورديه كمان

ضيقت ساره عينيها بشك متسائلة ببلاهة :

أنت قولت تصلي ؟؟

تابعت تسأله بجدية :

سمعلي أركان الإسلام الخمسة كده

انكمشت قسمات وجه سيف من سخريتها البالغة، بينما همس عمر برجاء :

ساره وحياة أغلى حاجه عندك إحنا محتاجين اليوميات دي واي فلوس هتساعدنا، أنا لما سمعت الريس مرتضى عايز عمال طلبت من سيف يجي وكله مشغول محدش هياخد باله منه

بنت المعلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن