عاجل - ١٧ نيسان ٢٠٢٣

13 0 0
                                    

لم يعد بوسعي الإنتظار. حان وقت إخباري (نقش) بمشاعري تجاهها. كنت انتظر مرور الساعات وانطفاء الأنوار حتى اتسلل إلى طابق الفتيات، ومن ثم آخذها من غرفتها، ونذهب إلى سطح البناء. لقد قالت لي كم تحب النجوم في عدة مناسبات، ولربما هذا كان المكان الأفضل كي أخبرها بمشاعري. ولكن عندما عدت إلى غرفتي، وجدت الساعة قد توقفت عن العمل، لذا وقفت في الخارج استنشق دخان لفافة تبغ وحيدة بقيت معي في انتظار أن يأتي أحد المسؤولين كي أخبره بأمر الساعة، ولكن أخي (حثيث) خرج من غرفته وبدأ يتحدث عن فكرة تأثير مشاعرنا كجماعة على مرور الوقت في هذا المكان الذي نسيته الملائكة. الملل يساوي توقف الوقت. كانت فكرة مخيفة، ولكن الجميع تعامل معها وكأنه شيء عادي. نعم، لقد أصبح لدينا الكثير من اللامبالاة منذ توقيعنا العقد. بعد دخول الجميع ليناموا، انتظرنا أنا و(حثيث) إنطفاء الأنوار، هو كان سيدخل لينام، وأنا كنت سأخالف كل القوانين لأخبر الفتاة التي أحبها بمشاعري. بالطبع، لم أخبر (حثيث) بمخططي، فقد أنقذني من أكثر موقف خطير في حياتي عندما أحضرني إلى (توليسا)، لذا لم أرده أن يقلق بشأني.
بعد إنطفاء الأنوار، تظاهرت وكأني سأدخل إلى غرفتي كي يطمئن أخي، ومن ثم تسللت من طابقنا ال١٤ إلى طابق الفتيات الذي كان رقمه ١٥. مررت عبر الغرف إلى أن وصلت إلى غرفة (نقش)، وطرقت على بابها بهدوء. فتحت (نقش) الباب، وبدت وكأنها كانت تتوقع قدومي، فقد كانت لا تزال بملابس العمل، لا يزال شعرها الطويل مرتباً، ولا يزال وجهها يحمل القليل من مساحيق التجميل الذي كان (رعاع) يسمح باستخدامها. مع أن (نقش) كانت جميلة بدون مساحيق، إلا أنني كنت أتمنى لو أستطيع رؤيتها وهي تضع الكثير من المساحيق وترتدي فستاناً أنيقاً. لقد حرمنا (رعاع) من كل تلك اللحظات الجميلة التي لربما كنا قضيناها سوياً في مطاعم ومقاهي (توليسا). بعد لحظات متعددة، لاحظت أنني قد وقفت صامتاً لمدة طويلة، لذا مسكت بيد (نقش)، وأخذتها عبر السلالم، ومن ثم حملتها، وبدأت المشي السريع كي نصل إلى سطح البناء بسرعة.
مع أن القوة الخارقة التي أخذتها كانت توصلنا إلى قمة البناء خلال دقيقة، ولكنها كانت ترهقني، لذا أخذت القليل من الوقت كي أتنفس بعمق بعد وصولنا إلى سطح البناء، ووقفت (نقش) بهدوء بجانبي، تنظر إلى النجوم وتبتسم.
أمسكت يديها، فنظرت إلي. كنت أعشق النظرة البريئة التي تنظرها لي وحدي. أردت أن أتكلم وأعترف لها بكل شيء، ولكن الكلام علق في حلقي.
- (عاجل) ليش أيديك عم يرجفو؟
سألتني هذا السؤال وكأنها كانت تعلم إجابتي مسبقاً. يداي ترجفان لأني قد أخفيت مشاعري، وقد بدأت هذه المشاعر بالغليان قرب سطح جلدي، مما جعلهما يرتجفان. لم أعد أقوى على النظر إليها، فنظرت بجانبها.
- بدي... بدي قلك شي.
- شو في (عاجل)؟ خوفتني.
نظرت إليها وقد عادت شجاعتي بعد أن قالت الفتاة التي أحبها أنها تشعر بالخوف.
- لا، لا تخافي. ما في شي. بس بدي قلك أنو...
وعدت إلى صمتي. ماذا سيحصل لو رآنا (رعاع) الآن؟ هل كان يملك كاميرات مخفية على سطح البناء؟ هل كان سيجعل (سعير) يحرقنا غداً؟
فجأة، تركت (نقش) يدي.
- عفكرة أنا كتير مليت من أنك تضل ساكت.
ومشت مبتعدة باتجاه غرفة السلالم.
- بحبك.
خرجت الكلمة من فمي دون أن أشعر، ووقفت (نقش) في مكانها تحت النجوم.

أبطال بينناWhere stories live. Discover now