نقش - ١٢ نيسان ٢٠٢٣

29 0 0
                                    

لم أكن أعرف كم هو سهل على الإنسان أن يعلق في دوامة مهما كانت بشعة، ولكن وبعد توقيعي للعقد، فهمت كل شيء. عرفت لم بقيت جارتنا مع زوجها الذي كان يعنفها، عرفت لم بقيت مقربة من صديقة طفولتي التي لم تكن تكترث لمشاعري، عرفت لم حاولت الحفاظ على كل علاقاتي الإجتماعية. كانت الإجابة بسيطة. التعوّد. لقد اعتدت وجود صديقتي في حياتي، كما اعتادت جارتنا على زوجها السكير، كما اعتدت على العمل تحت إدارة الوحش (رعاع). لم يكن الأمر مازوشية، لم يكن خوفاً من المجهول، ولكنه كان منطقة راحة صغيرة، ومنطقة راحتي الصغيرة كانت بهيئة شاب أصبح يدعى (عاجل).
لم أكن أعلم لماذا، ولكن هذا الشاب أصبح جزءاً مهماً في حياتي منذ بدء فترة عبوديتي هنا، أي من ٣ أشهر. لربما كانت ابتسامته هي السبب، لربما كانت طريقته الرجولية في المشي، أو لربما كانت الطريقة التي ينظر بها في عيني، والتي كانت تشعرني أنه ينظر داخلي. نظراته كانت تشعرني بعدم الإرتياح في بعض الأحيان، خصوصاً عندما ينظر إلي بدون أن انتبه، ولكن حتى هذه اللحظات التي كانت تنذر بعدم الإرتياح كانت جميلة بالنسبة إلي. كان كل ما يتعلق ب(عاجل) جميل، إلا إنه لم يقل لي شيئاً بعد. لم يكن (عاجل) من الأشخاص الذين يوصفون بكثرة الكلام، بل على العكس تماماً، وربما كان هذا ما جذبني إليه، كونه مستمعاً جيداً، وفكرة أنه لا يتكلم عن نفسه طوال الوقت كباقي جنسه، ولكنني لم أتوقع أن يستمر صمته عن علاقتنا حتى هذا الوقت. هل كان يخاف من آراء العمال في المجمّع التجاري؟ هل كان يخاف ما قد يفعل (رعاع) إن علم؟ أسئلة كثيرة تختفي أجاباتها المبهمة خلف عيني (عاجل) السوداوين.

أبطال بينناWhere stories live. Discover now