« 25 : فُـخـوخ الـقـصـر »

Start from the beginning
                                    

نظر لي وكأنه يسألني فوافقته برأسي بسرعه، خرجنا بعدها من القصـر، فقال: تستطيعيـن ركـوب الخيـل ؟

نفيت، فقال يركبه: حسنا، سأعلمك لاحقا، هيا تعالي.

اقتربت، فساعدني على الركوب أمامه: أيـن المتجـر ؟

قالها بصوت هادئ، فوصفت له الطريق بدقة، ضحـك، ووضع ذقنه على كتفي، وقال: أوو، حبيبتي أصبحت تعرف مملكتي أكثر مني وهي لم تخرج سوى مرتين

ضحكت، وعندما وصلنا، وجدت الرجل يقفل المتجـر، فنزلت بسرعة؛ لأذهب: أرجوك، أريد شيئا من عنـدك.

أدار لينظر لي، ثم فجأة تغيرت ملامحه للصدمة، نظـر لي بكثرة، واقترب؛ ليضع يديه على وجهي: هارلي !!

ثم سمعت صوت تقدم أوليڤر، لكنه بدل من أن يبعده، وقف مصدوم، وحضنه بشوق، فبكى الرجـل: عمي !!

ثم قال، يربت على ظهره: منذ متى وأنت هنا عمـي ؟

: منذ ثماني سنوات، استطعت الإفـلات قبـل إقفـال القصر، أردت أن أخرجهم معي، ولكـن لـم أستطيـع.

: للأسف القصر قفل، لم أستطيع فتحه أيضا، الحمد لله أنك لم تكن بالداخل، كنت أظنك مت معهم هناك

فسألته عن ذلك القصر، لكنه لم يجبنـي، وقـال لاحقـا: أوليڤر إذا قصدت قصر هارلي فأنا استطعت فتحـه.

قلت، فصدمـا، فقلـت: مـاذا ؟ أستطيـع أخذكمـا الآن.

تعجبا أكثر فضحكت وقلت: لكن بعدما أخذ ما أريده.

فتح الرجل متجره، فدخلت، وبحثت بجميـع العقـارب التي أحضرها لي: أجهل أي العقارب تريدين لذلك لم أكن أبيعها لأي شخص؛ لكي تجديها عندما تأتيـن يـا هارلي ...... كنت أعرف أنك ستأتي يوما ما؛ لتنقذي الملك والأمير من اللعنة، ولكن لا أحد كان يصدقني.

كنت أستمع لكلماته، وأنا أبحث عن العقارب فـي ذات الوقت، كما قال هو، لا بد من أن العقرب هنا، ربما هـو لا يعلم فائدة العقارب بعد، ولكن كيف علم أنـه معـه ؟

لا أعلم السبب الذي لم يجعل الرجل يذهب لأوليڤر، لا بد أنه أمر مهم، فمن الغباء ألا يذهب له؛ ليخبره مكان العقارب، وإنها بحوزته، أو ربما هو يعلم أن أوليڤـر لـن يستطيع فتحه أيضا، فكما قال، سآتي؛ لأنقـذه، هارلـي ستنقذ الملك والأمير، لسبب مجهول، لا يعـرف أحـدا.

ليس الشفرة فيمكن لأوليڤر معرفتها، الوقت المقصود في القسم السفلي، والذي رأيته فـي ساعـة كابوسـي، والوقت الذي تحول فيه أوليڤر وهيراكليس لمصاصي دماء، يمكنه فتحه، ولست أنا فقط، لكن، لا أحد يمكنه الخروج، يدي، والبصمة الوحيدة لحل اللغز، أنا فقـط، ويجب أن أثبت لهم، لن أخيب ظنهم فيّ، وسأنقذهـم جميعا من تلك اللعنة، ظللت أبحث عن العقـرب، حتى وجدت نقش جوهرة صغير جدا فابتسمت وأخبرتهما، لكن عند بحثي، لم أجد عقربا غيره، ثم تذكرت عنوان الكتاب، كان اسمه عقـرب بنهايـة الطريقـة، أي عقـرب واحد فقط في نهاية الطريقة، وما زال هناك اثنان في مكان آخر، خرجنا من المتجر، لكن قبل ذهابنـا للقصـر نظر أوليڤر للرجل وقال له: عمي ما بك ؟ اركب معنا.

قال الرجل: آسف -جلالة الملك- لكني أحببت حياتـي الجديدة وسأذهب لعائلتي، حظا طيبـا لك ولهارلـي.

فقال أوليڤر، يطمئنه إنه لن يعمل كخادم، مما جعلنـي أستنتج عمل هذا الرجل في قصر هارلي، لكنه ضحـك وقال: لا، جلالتك، يشرفني أن أخـدم جلالتك، ولكـن ليس هذا السبـب؛ فأنـا أريـد العيـش حيـاة بسيطـة.

ابتسم أوليڤر ثم ركب الحصان وقال: حسنا كما تريد، تعال في أي وقت، والقصر أبوابه كلها مفتوحـة لك.

ركبت أمامه فذهب أوليڤر للقصر، وعندما وصلنا، بطء حركته قليلا: هل تمزحين آرينا ؟ إذا، كيـف دخلـت ؟

ابتسمت ثم نزلت من الحصان ودخلت بنفس الطريقة بين القضبان، ضحكت، وعندما نظرت له وجدته ينزل جاء تجاهي وهو بنظر بدهشة: حقا ! كيف سأدخل ؟

فضحكت بخفة وقلت: وما شأني أنا، أنت ضخم هه.

ثم نقل بصره؛ لينظر خلفـي، وتغيـرت تعابيـره لأخـرى مصدومة، قبل أن يصرخ بصوت عـال: آرينا، ابتعـدي.

اقشعر جسدي برعب، ونظرت خلفي بسرعة وأنا أضع يدي على صدري تجاه قلبـي، استنـدت على القضبـان الحديدية وجلست على الأرض، أحاول تنظيم تنفسي وضربات قلبي، تحت ضحكاته المستمرة التي تتعالى.

أغمضت عيني، وشعرت بدموعي تنهمر، وشعرت بيده على كتفي، قبل قوله بصوت هادئ: آرينا، كنت أمزح.

فأبعدت يده عني، ووضعت رأسـي بيـن يـدي؛ لأبكـي: انهضي آرينا، بسرعة قبل مجيء شبح حقيقي؛ فـإن هذا القصر ملء بالجثث الميتة منذ ثمـاني سنـوات.

فنهضت بسرعة، وصرخت عليه وأنا أبكي: أوليڤر لقد أخفتني، أتعلم إنني شعرت وكأني سأموت ؟ ظننت.

لم أكمل كلامي، ووضعت يدي على فمي، مبتعدة عنه قليلا، فقال: أنا آسف حبي، أخبريني كيف سأدخـل ؟

قلت: لا أعلم، سأفتحه، وأحضر الكتب، ثم أعود لك.

أدرت؛ لأذهب متجهة لبوابة القصر، فظل يصرخ علي: لا، آرينا، تعالي، توقفي، آرينا، هناك فخـوخ توقفـي.

لم أهتم لكلامه إنه يكذب عليّ لكيلا أذهب لكن عندما تقدمت خطوة أخرى شعرت بصخرة قد هبطت عندما وقفت عليها، وعندما ابتعدت بسرعـة للأمـام، فتحـت حفرة فوقعت بداخلها، شعرت بالألم، ورأيت الظلام »

.
°
.
°
.
°
.
°
.
°

« مَا وَرَاءَ اَلسَّاعَةِ »Where stories live. Discover now