S.P (يا ليلة العيد آنستينا... مش اوي)

167 11 1
                                    

نسمات هواء رقيقة تداعب بعض الأشجار المحيطة بهذا المنزل متوسط الحجم لتبدأ بالتمايل بشكل رائع مع ضوء القمر الذي بات مكتملاً، طاولة مستطيلة تزين منتصف تلك الحديقة المزهرة التي يزينها ايضاً مسبح دائري الشكل ذو مياه زرقاء صافية... لوحة جميلة مكتملة الأركان... ولكن هناك ما ينقصها وما سيجعلها حقاً مثالية... الهدوء وبذكره فهو العنصر الوحيد الذي سنفتقده بتلك الجلسة التي تجمع كلٌ من "كريم" و "ليلى" ذات البطن المنتفخ أثر شهورها الأخيرة بالحمل، وايضاً ابنتهم "هيلدا"،" آدم" و "نور" وابنهم "زين"...." هادي" و زوجته"زينة"

ولكن كانت الأجواء بين الجميع مشحونة قليلاً... بل كثيراً، حسناً هي كانت مشتعلة بين الجميع فكان "كريم" يصرخ بشقيقته متهماً اياها بسوء تربية ولدها ذا السبعة اعوام الذي كان يغازل ابنته
"بقولك ايه لمي ابنك بدل ما ارميهولك برا البيت"
ولكن هل المعنية بالأمر كانت تبالي... ابداً فهي كانت تضحك بصخب
"متأڤورش يا كريم عادي دول اطفال يا حبيبي وهيلدا بنت خاله يعني"
وهنا كان دور "ليلى" بالتدخل فهي تغار على ابنتها اكثر من زوجها تقريباً
"لا معلش انا مش يوم ما بنتي هتتجوز يبقى ان آدم... مقدرش"
وهُنا تحديداً "ليلى" قد. تخطت احد الخطوط الحمراء لدى "نور"... زوجها
"ثانية معلش ماله ابن آدم وثم ماله آدم اصلاً ومين قال اني عايزة اجوز ابني ل هيلدا... ايه اسم هيلدا دا اصلاً"
ومن تلك النقطة فالشجار احتدم اكثر واكثر... ف "ليلى" اكثر ما تكره هو ان يعيب احد على اسم عزيزتها "هيلدا" وبالطبع لم يتركها زوجها بل ساندها بكل حرف تفوهت به

اما على مقعدين قريبين جداً كان "هادي" يجلس وهو بيده بعض من حلوى العيد وبجانبه "زينة" التي كانت تتابع ما يحدث بدهشة
"هما بجد بيتخانقوا عشان زين قال لهيلدا انها زي القمر بفستان العيد"
قهقه زوجها وهو يحرك رأسه علامة ألا فائدة...

اما امام المسبح الذي كان يبعد عنهم بعده امتار... كانت تجلس فتاة جميلة ذات ملامح هادئة شعر بني ناعم قصير عينان بنية ايضاً... كانت تجلس بفستانها الوردي القصير وهي تضع قدميها بالمسبح رغم انها لا تصل للماء حتى ولكن هي فقط تشارك أبن عمتها الجالس بجانبها
"زين هما بيتخانقوا ليه"
سألته بنبرة قلقة من ان يكون شجارهم حقيقي ولكن التفت "زين" ليرى والدته وخاله الذين يتشاجرون بطفولية
"عادي يا هيلدا ما انتي عرفاهم يعني دول فضلوا رمضان كله بالطريقة دي شوية وهيهدوا وهيضحكوا سوا كأن مفيش حاجة"
رغم صغر سن "زين" إلا انه رزين بكلماته ويتحدث كشاب كبير وليس طفل ذو سبعة اعوام فقط
"طب انا زهقت يلا نخش جوا"
وافقها الرأي واخرج قدميه من المسبح ثم مد لها يده كي تمسك بها وبالفعل ابتعدوا عن شجارهم المزعج الغير مبرر حتى

وفي حين انهم كانوا مستمرين بالشجار قد وصل "داليدا" و "عاصي"،" عزيز" و "اريچ" ولكن تزامناً مع وصولهم كان هناك طبق قد رمي بأتجاههم، ليشد "عاصي" زوجته سريعاً للوراء وهو يتمتم بهلع
"يا نهار اسود انتو بتعملوا ايه"
بالطبع لم يكن هناك رد فشجارهم الآن تطور وبدأوا بتذكر أشياء قديمة ومقتطفات من شهر رمضان كانوا قد نسوا الشجار عليها... يأس "عاصي" حقاً من محاولته لفهم سبب الشجار ولكن صبر "عزيز" قد نفذ بحق وما يسمع الآن هو صوت الطلقتان اللذان ضربوا من سلاح "عزيز'' الخاص
"ايه ما تهدوا شوية في ايه لكل دا"
هل تعتقدون حقاً ان بصراخ "عزيز" هذا او حتى ضربه للنار جعلهم يتوقفون... هيهات ف "كريم" قد حول بصره نحوهم وهو يخرج ما بجعبته
"انت ايه اللي انت عملته دا يا بني آدم... حد. يضرب نار الساعة ستة المغرب مش في جيران... وبعدين استنوا ، أهلاً بست داليدا اللي كل اربع دقايق الأقيها ف بيتنا"
كان "عزيز" يطبق كفه بغضب وما يمنعه هي يد "اريچ" التي تمسك به، اما "داليدا" فشهقت بصدمة وبدأت بالحديث بدرامية
"بتعايرني... بتعايرني عشان معنديش حد اروحله لما اتخنق وبجيلكوا مكنش العشم دا انا كنت دايماً واخدة صفك في خنقاتكوا..."
كان ينظر لها ويحاول تذكر شجار واحد بينه وبين "ليلى" كانت تأخذ صفه
"دا انتِ"
قالها بتهكم لتميل هي على زوجها تسأله بفخر
"قوله يا عاصي"
حمحم "عاصي" بأحراج وهو يحدثها بهمس
"اسكتي عشان انتِ مفيش خناقة إلا و ولعتيهم ف بعض اكتر"
ابتلعت الغصة بحلقها وهي تبتسم لهم بأحراج... لتقرر تغيير الموضوع وسألت عن "آدم"
"صحيح فين آدم"
تزامناً مع ذكره اشتموا جميعاً رائحة شوي قريب منهم وصوت غناء يعرفونه جيداً

بعد النهاية (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن