الفصل التاسع (بعد الغياب)

401 22 1
                                    


جَاءَتْ مُعَذَّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ

                 كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ

فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زائِرَةً

                     أمَا خَشِيتِ مِنَ  الحُرُّاسِ فِي الطُّرُقِ

_لسان الدين بن الخطيب

_________________

كان "كريم" يجلس بمكتبه دخان سيجارته يعبق الأجواء يريح برأسه الى الوراء وهو يسبح في حزنه فهو لم يراها منذ شهر منذ ان عرض عليها الزواج اليوم التالي قد اختفت لم يترك مكان الا وذهب له لكن لم يجدها في هذا السهر حدث تغيرات كثيرة به وكل هذا لأجلها؛ لأجل ان تعود

_____________________

"تتجوزيني"
ما ان سمعت "ليلى" عرضه وهي لا تستطيع الحديث الا ان هزها وهو يحدثها سائلاً
"ليلى.. ايه رأيك"
لم تقوى على الرد فهو مازال يريد وقت ليتعالج ولتتقبل هي فكرة الزواج، وان تقنعه بالعلاج، لم تستطيع ان تتكلم حتى لينقذها هو وهو يبرر
"مش لازم تردي دلوقتي. بس اديني اي اشارة انت عايشة ولا ميتة"
كان اخر كلماته بها بعض المزاح التي اعتادت عليه، لتضحك بخفوت وهي تعتدل وتنتصب في وقفتها
"انا لازم امشي"
ابتسم على توترها وهو يقف بجانبها ليأخذها الى سيارته
"تعالي اوصلك"
وافقت ولكن تذكر انه قد اتى الى هنا ركضاً فهذا المكان لا يبعد عن مقهاهم ولم يأخذ عربته، لتتفهم هي لماذا وقف هكذا يضرب رأسه
"تعالى.. تعالى اوصلك"
ليتجهوا نحو سيارتها وهي توصله الى المقهى فلم يوافق ان توصله الى منزله، ليودعوا بعضهم وتذهب هي الى منزلها

_________________

فاق "كريم" من شروده فهي منذ ان هذا البوم لم تظهر لقد تركته لقد وعدته انعا لن تتركه ولكنها ذهبت مر شهر لم يقابلها، لم يرى ابتسامتها، لم يشاكسها، يشتاق وبشدة لها لم يخف الا تأتي مرة اخرى لأول مرة يكون متأكد ان احد سيذهب ولكن سيعود مرة اخرى  اهذا لأنه بدأ بالذهاب الى "انچي" فهو قرر ان يبقى موضوع اضطاربه سر بينهما لم يرد ان يتعالج مع شقيقته، كان لديه يقين انه اذا تعالج سيحسن علاقتهما معاً وستعود له و اخبرته "انچي" بعد ان انتظم معها ان اضطرابه ليس خطير الا اذا لحقناه ولكن هو الآن بعد ان اخبرته اعراضه والذي وجد انها به مئة بالمئة و لكنه كان يكابر و لكن الآن فهو بمرحلة التقبل لمىصه وهذا ما قالته "أنچي" وان هذه المرخلة تعتبر نصف رحلة العلاج، و لكن اخرجه من تفكيره هو سماع موسيقى تصدح بالأسفل ان الفرقة لن تعزف اليوم و لكن شعر انه يجب ان يرى ما يحدث، وفعلاً خرج من مكتبه ليرى من فوق فوجد ان الستار مغلق و ماذا "انچي" و "سليم" و ايضاً "نور" وبجانبها "آدم" حتى "أمجد" وزوجته "مريم" قد اتوا وجميعهم يجلسون والمقهى ممتلئ وما فاجئه هو صوتها الذي يستطيع تفرقته بين الف صوت وهي تطل من خارج الستار بفستانها البنفسجي و خصلاتها المنسابة بحرية وهي تبدأ بالتغريد بصوتها الهادئ العذب

بعد النهاية (مكتملة) Où les histoires vivent. Découvrez maintenant