الفصل الواحد والثلاثون (وعينك لو تجي بعيني اداري دمعتي ما ادري)

398 18 27
                                    


«ربما الأشياء ليست بهذا السوء،
                              ربما عيناك مرهقتان ليس إلا»

_فان جوخ

__♡__

"جيتِ لوحدك ولا الهوا رماكِ"
ابتسمت بأتساع بعدما سمعت هذه الجملة فهي اشتاقت اليها بحق، لاحظ سكونها ليردف مرة اخرى بنبرة صادقة الى اقصى درجة
"وحشتيني"
وانت ايضاً، ارادت ان تقولها بشدة ولكن هيهات لن تدعه يعتقد. انها مازالت تحبه... تشتاق له... تريد وبشدة ان يعودوا
"امجد قالي انه هيستقر ف دبي هو ومريم ف هيبيع نصيبه وسمعت انكوا نزلتو اعلان وفي ناس عرضت انها تشاركنا"
ابتسم فكما هي تفهمه هو ايضاً يستطيع قرأتها بوضوح ويعلم انها تخفي مشاعر كثيرة، اردف بجدية وهو يقترب منها بهدوء
"مش هرد عليكِ طالما مردتيش عليا"
تأففت بحنق من حيله
"ايه شغل العيال دا بقى"
ضحك بتهكم وهو يردف
"والله انا وانتِ عارفين مين اللي بيعمل شغل عيال"
تأففت مرة اخرى، ثم سألت
"انت عايز ايه"
رفع كفيه ببساطة وهو يردف
"قلتلك وحشتيني ردي عليا"

"وحشك قطر.. حلو كدا"
قالتها ببسمة صفراء وهي تعقد يديها امام صدرها، ابتسم وهو يحرك رأسه بعلامة لا فائدة
"اقعدي الناس اللي قدمت معلوماتها اهيه"
اشار الى حاسوبه النقال لتجلس بجانبه على الأريكة الموجودة بالمكتب، مرت ساعة كاملة وهم يرون جميع من ارادوا مشاركتهم ولكن ليروا ان اغلبهم لا يصلحون ولم يشعر كلٌ من "ليلى" و "كريم" بالأرتياح لأيً منهم، فمنهم المستهتر وهذا اول عمل له، ومنهم من كان يسأل "كريم" معارفه عنه ويشهدون بالسوء بحقه

توصلوا بالنهاية الى ان يصبروا الى ان يجدوا شخص مناسب، نزلت "ليلى" للطابق السفلي... لاجد ففااة تأتي نحوها بأبتسامة وهي تردف
"ليلى، انا بحبك اوي وبحب صوتك انا كنت كل اسبوع باجي اسمعك مخصوص بس بقالك شهرين مش موجودة"
ابتسمت بفرحة عارمة وهي تبادل الفتاة البسمة وتردف بحب
"شكراً بجد، بس هو كان عندي مشاكل بس اهو انا رجعت"
صفقت الفتاة بيديها بفرحة وهي تطلب منها برجاء
"طب ممكن اقترح عليكِ فكرة تعمليها"
اومأت ليلى برأسها بفرحة وهي تستمع الى اقتراح الفتاة

_____________________

كانت "نور" تقف امام خزانة ملابسها وهي تبكي بحزن شديد، اما "آدم" كان يخرج لتوه من المرحاض ليجدها تبكي فأسرع نحوها بقلق وهو يسألها بقلق
"مالك يانور في ايه"
نظرت له ثم احتضنته تشهق بعنف وهي تبكي، اما هو فكان خائف بشدة عليها ولا يعرف سبب بكائها
"طب قوليلي مالك"
توقفت عن البكاء وهي تنظر له بحزن
"انت كنت بتحب قبلي ليه"
نظر لها بدهشة شديدة، ليجدها تكمل بجدية
"چيلان ماتت وهي بتحميك وانت دخلت غيبوبة بسببها، يعني كنت بتحبها وزعلت انها سابتك"
كان ينظر لها بصدمة شديدة فهذا الأمر قد مر عليه قُرب السنتان لما تذكرته الآن، وجدها هدأت فجأةً وبدأت بكفكفة دموعها وكأن شيئاً لم يكن واستقامت تنظر بخزانتها الى ان اخرجت فستانين وارته اياهم
"انهي احلى"
نظر بغرابة نحوها، لم يفكر ان مكوثها مع المرضى النفسيين لفترات كبيرة يمكن ان يجعلها تجن هكذا
"انتِ كويسة يا حبيبتي"
اومأت له ببسمة عادية وهي تأكد ان يختار لها رداء منهم
"ها انهي"
اشار بيده الى الأبيض منهم، اومأت له برأسها وهي تذهب لترتديه... اما "آدم" فكان مازال على صدمته وهو يشعر بالريبة من "نور"

بعد النهاية (مكتملة) Where stories live. Discover now