الفصل الثاني عشر (نجمة)

377 23 1
                                    


لا السيفُ يفعل بي ما انتِ فاعلةٌ

ولا لقاءُ عدويِ مثلَ لقياكِ

ل

و بات سهمَ من الأعداءِ في كَبدي

ما نالَ مُني ما نالتهُ عيناكِ

_المتنبي

_____________________

"متسبينيش"
كانت بالفعل راحلة لتعاقبه على طريقته ولكن بعد ان سمعت نبرة صوته كانت مزيج بين الغضب و الحزن ولم تستطع لتلتفت له وهي تقترب منه ولكنه اسرع بالذهاب الى الشرفة، ولم تجد سوا ان تذهب لتغيير ردائها ف صعدت الى الأعلى وكانت تتنقل بين الغرف بحثاً عن غرفتهم وما ان وجدت غرفة كبيرة نسبياً لونها مزيج بين اللون الأسود و الأزرق الداكن، كان يتوسط الغرفة فراش ليس بالصغير، يوجد ايضاً تسريحة متوسطة الحجم بجانب الشرفة الواسعة ولكن ما على التسريحة جعلها تنظر بدهشة يوجد. بجانب عطره و ساعاته ادوات تجميلية كانت ستقول انها غرفة "نور" ولكنها وجدت ان عطره يعبق الغرفة فبالتأكيد غرفته و رأت ايضاً غرفة ملابس مقسومة الى شقين شق به ملابسه و شق اخر ملئ بملابس نسائية سواء كانت منزلية او لا و حقائب و احذية مما جعلها تستعجب و لكن لا تدري اهذه الملابس لها ام ماذا... فقررت ان تأخذ اي شيئ منهم لترتديه.. لتذهب به الى المرحاض الملحق ب الغرفة

وعندما انتهت ترجلت الى اسفل لتجده كما هو يقف بالشرفة ينظر الى السماء فذهبت لتقف بجانبه ولكنه لم يحدثها... فكانت ستبادر بالحديث ولكن وجدته يسبقها بقوله
"انا بحبك"
واقع الكلمة على اذنيها منه يجعلها تشرد به ولكن استجمعت نفسها وهي تجاوبه
"وانا كمان"
كان يتخيل انها ستبادله القول ولكنها استكملت جملتها ساخرة
"بحبني... وانا كمان بحبني"
لينظر لها شزراً وهو يعود بنظره للسماء... بقوا ايضاً وقت طويل صامتين يسمعها تدندن بكلمات لم يفهمها و لا يسمعها جيداً لتخرج منه تلقائيا وهو يقول
"علي صوتك"
لتنظر له بغرابة وهي تعلي صوتها بالفعل وهي تغني بصوت اوضح

"ولما تلاقينا على سفح رامة"
"وجدت بنان العامرية احمراً"
"فقلت" خضبت الكف على فراقنا؟! " "
"قالت" معاذ الله ما جرى" "

"ولكنني لما وجدتك راحلاً"
"بكيت دماً حتى بللت به الثرى"
"مسحت بأطراف البنان مدامعي"
"فصار خضاباً ف اليدين كما ترى"

كان يستمع لها وهو تائه بنبرتها الهادئة ونظراتها كان شارد بها كأنه يحفر ملامحها برأسه، ليخرج ويغيب عدة دقائق ويحضر شيئ بيده لم تلاحظه هي عندما جاء ولكن عاد بنظره الى السماء، لتتأفف بضجر
"هو انت خير باصص ف السما.. مستني حاجة انا زهقت"

بعد النهاية (مكتملة) Where stories live. Discover now