الفصل السابع عشر(اهو يأذيك)

322 20 1
                                    


ضيق الأنفاس.. الشعور بأن من تحب يتألم ولكن ما باليد حيلة.. شعور العجز.. الأحساس بالذنب.. شعور ان تألم من تحب سببه انت
هذا ما كان يشعر به "كريم" وهو يرى خيال "ليلى" ملقى على الأرض... رؤيته لدماء حتى الآن يجهل مصدرها... انتحرت..  لا مستحيل ان تتركه

لم يجد سوا ان يذهب ناحيتها، ليرى الدماء تتدفق من رأسها وهي فاقدة للوعي؛ حملها مسرعاً وهو يتجه ناحية سيارته

في نفس التوقيت

كانت "نور" تقف بالشرفة وهي تستمتع بنسمات الهواء الباردة، لتستمع الى صوته المحبب للقلبها وهو يغني بهدوء اثناء احتضانه لها من الخلف
"الجو هادي خالص والدنيا هس هس.. وانا وانت يا حبيبي.. يا حبيبي.. و نجوم الي.."
توقف عن الغناء وهو ينظر بهلع
"ينهار اسود اخوكِ شكله قتل مراته"
اما هي فكانت بحالة تأني وهي تستمع لصوته ولكن ما ان سمعته نظرت بصدمة الى الأسفل لتجد "كريم" يحمل "ليلى" الواضح انها تنزف لأن كنزتها البيضاء ملطخة بالدماء

لتهرع هي و "آدم" للداخل ليلحقوا بهم

____________________

كان يركض نحو المشفى الذي وصل لها فهو حتى لا يعلم كيف وصل بهذه السرعة، وكان يحملها وهو يطلب ناقلة لتأخذها وقد كان و اتى معهم طبيب ليفحصها سريعاً، وكان يطمئنه وهو يرى حالته
"اهدا يا استاذ احنا هنعمل اللي علينا"
ولكن ما ان رأى الطبيب النائمة اعلى الناقلة ف أردف بدهشة
"ليلى"
لم يخفي "كريم" دشت من معرفة هذا الطبيب بها ولكن تغاضى عنه الآن ف ما يهمه فقط هو ان يراها تفتح عيناها

__________________

كان يجلس وهو يضع رأسه بين كفيه و رفع رأسه ليرى "آدم" يقترب منه بصحبة "نور" وهي تسأل بقلق
"كريم. ايه اللي حصل ليلى مالها"
اثناء سؤالها خرج "محمد" الطبيب.. وهو يردف
"هبوط حاد في الدورة الدموية والحمدلله لحقناها ف الوقت المناسب و في جرح ف راسها ودلوقتي احنا نقلناها اوضة عادية "

"اقدر ادخلها"
اومأ "محمد" برأسه وهو ينظر نحوه نظرات مبهمة
وما ان اختفوا ثلاثتهم من امامه اخرج هاتفه وهو يهاتف "علي"، وما ان اجابه
" علي ليلى عندي هنا ف المستشفى "
اجابه بخوف شديد
"مالها ليلى"
"عندها هبوط حاد... بس بردو في جرح ف راسها ممكن يكون جوزها دا اذاها"
لم ينتظر اكثر من هذا ليغلق في وجهه وهو يسرع ليذهب لها

__________________

كانت جالسة على فراش المشفى البارد وهي تتذكر ما حدث لها

منذ اربع ساعات

كانت مترددة فهو تأخر كثيراً، لا تريد ان تفكر فقط ف انه يمكن ان يكون قد مل المحاولة معها فقررت الذهاب ل " نور" ولكن ما ان وقفت لتذهب، شعرت بدوار غريب لم تتحمله لتقع على الأرضية لتشعر بسن حاد قد ارتطم برأسها و حاولت جاهدة ان تضع يدها على و ما ان وضعت يدها موضع اللألم لتشعر بسائل دافئ علي يدها فعلمت انها دمائها ولكن شعرت بعدها بأنها لا تقوى على فتح عيناها اكثر لتستسلم لظلام دامس

__________________

قطع تفكيرها دخول كلٌ من "آدم" و"نور" وتبعهم "كريم"
ذهبت "نور" نحوها بركض وهي تحتضنها
"حمدالله على السلامة يا ليلى"
"حمدالله على السلامة يا ليلى"
كانت هذا كلمات "نور"  و"آدم" لتومأ لهم ببسمة هادئة
"الله يسلمكوا"

نظرت نحوه فهو لا يظهر على ملامحه سوى البرود عكس ما كان عليه منذ دقائق
لاحظ "آدم" نظراتهم فرجح ان يتركوا لهم مساحتهم ف اردف بسرعة ل "نور"
"نور تعالي نروح نجيب اكل"
جاوبته بعدم فهم
"مش جعانة"
"تعالي نجيب طيب حاجة تتشرب"
"مش عطشانة"
"تعالي خشي الحمام"
"ايه دا ليه"
نظرت له ببلاهة مرة اخرى، فبادلها بنفاذ صبر وهو يشير بعينه نحو "كريم" و "ليلى"؛ لتفهم بعد وقت كثير
" اااه قصدك نمشي عشان ت.... "
سارع بوضع يده على فمها ليمنعها من التفوه بكلام غبي اكثر من هذا، وما ان ترك يده عنها.. اردفت ببسمة بلهاء
"تمام انا هروح اشرب ف الحمام وهاجي"
لم يستطع "آدم" تحمل غباءها اكثر من هذا ليمسكها من يدها يجرها خلفه للخارج

لم  تستطع "ليلى" ان تمنع ضحكاتها على بطئ استيعاب "نور"  لتجده يتقدم منها بنفس بروده وهو يضع يده خلف رأسها ليتقدم وهو يقبلها على جبهتها؛ وهي كانت تبتسم بسعادة هي تكاد تجزم انه كان يموت قلقاً عليها... ليجلس بجانبها وهو يسألها بنبرة خرجت حانية
"انتِ كويسة دلوقتي"
اومأت له برأسها ليعاود سؤالها مرة اخرى
"ايه اللي حصل"
"لا اتأخرت كنت هروح ل نور بس لقيتني دوخت جامد اوي ووقعت و حسيت بوجع اوي ف دماغي لأني اتخبطت ف سن الطرابيزة و بعدها محستش بحاجة تاني"
امسك يدها وهو يعقب بهدوء
"ليلى.. انا آسف"
ابتسمت له وهي تردف
"انا مش مضايقة اصلاً"
نظر نحوها بعدم فهم لتكمل
"يعني كنت بحسسك بالذنب شوية"
تفاجئ اهي عذبته طيلة الأسبوعان الماضيين لتجعله يشعر بالذنب فقط
ولكن قبل ان يتحدث وجد هذا الطبيب الذي لم يطمئن له ابداً
"استاذ كريم محتاجين حضرتك ف الحسابات"
اومأ له وهو يذهب معه

وما ان خرج "كريم" لتجد "ليلى" ان الباب فُتح كرة اخرى ولكن هذه المرة كان "علي" الذي عندما رآها تربط رأسها وهناك بقعة دماء
"ليلى انتِ كويسة مين اللي عمل فيكِ كدا"
نظرت له بكره شديد وتفاجئ فهو كيف اتى الى هنا ولكن تذكرت ان هذا الطبيب التي كانت تشعر انها رأته مسبقاً هو صديقه
"انت مالك"
تفاجئ من ردها البارد
"ليلى لو هو بيأذيكِ اوعي تخافي انا معاكِ و هخليه يطلقك"
نظرت اه بعدم فهم، اهو ترجم اصابتها ان "كريم" قد اذاها.. كانت سترد بغضب شديد و لكن توقفت وتغيرت تعبيراتها الى بسمة خبيثة وهي تردف بسخرية
"هو اساساً شكله شايط... ف يارب يولع فيك"
لم يفهم كلماته الى عندما شعر بيد توضع على كتفه، وما ان التفت لتلاقيه لكمة هوت على وجهه و كان مصدرها "كريم" الذي اردف بأبتسامة صفراء
"surprise"

___________________

بعد النهاية (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن