الفصل الثالث (تغزل بها)

775 32 4
                                    


أَشْكُوكِ أَمْ أَشْكُو إِلَيْكِ صَبَبَاتِي 
                                أَنْتِ الدَّوَاءُ وَ مِنْكِ كَانَ الدَّاءُ

_لسان بن الخطيب

_____________

خرجت من مكتبه وعلى ملامحها معالم الصدمة كيف تكلم معها هكذا فمنذ اقل من ساعة كان يتحدث معها بلطف ويعتذر منها، نزلت من على الدرج مسرعة وخطواتها تسابق الرياح وعلى ملامحها امارات الغضب فعندما رأتها "نور" تيقنت ان ما تخاف منه قد حدث ف تركت "آدم" دون حديث وركضت تصعد الدرج الى ان وصلت الى مكتبه، وقفت تلتقط انفاسها وهي تدق الباب لتسمع صوته الجهوري من الداخل
"انا مش قلتلك غوري مش طايقك"
علمت ماذا قد اسمع هذه المسكينة ف تقلباته المزاجية قد جاءت عليها هي فعزمت ان تخبرها بعض الأشياء لتجنب الوقوع في المشاكل، لتفتح الباب وتدخل ل "كريم" لتجده قد القى اشياء كثيرة وهو الآن جالس امام اريكته على الأرضيه يضم ركبتيه ويضع رأسه بينهم، لتنظر له بشفقة وحنو معتاد لتغلق الباب ثم تذهب اليه تجلس بجانبه، شعر بها وايضاً عندما وجدها تضع رأسها على كتفه وهي تتحدث بصوتها الخفيض
"انت كويس"
لم يعطي اي اشارة ليس لأنه لا يريد الحديث بل لأنه لا يعلم لماذا يفعل مل هذا لما مزاجه دائماً متقلب حتى مع اقرب الناس اليه لما ينفعل هكذا بشكل جنوني لماذا يخشى ان يهجروه حتى هذه "ليلى" التي لم يعرفها سوى من يومين جائت تخيلات ف رأسه انها ستتركه و تهجره لماذا تأثر لمجرد فكرة انها ستذهب
"مش عارف انا مالي"
لم تكن تريد ان تفتح معه اي مواضيع لذلك قررت ان تدخل من طريقة اخرى
"طيب انت زعلت ليلى اوي، لازم تعتذرلها هي كانت ماشية مضايقة اوي ومن خبرتي يعني هي مش هتعتب المكان دا تاني عشان تعتذرلها بكرة ولا حاجة"
لم يستطع منع ضحكاته على كلماتها
"طب ايه تخليكي جدعة وتعرفيلي عنوان بيتها و نشوفلنا بوكيه ورد حلو كدا"
نظرت له بعدم تصديق وهي تعقب
"من امتى الحنيه دي بقى وبوكيه ورد و تعتذر"
لم يجيبها لأنه يعرف انه لن يستطيع الكذب عليها لذلك فضل ان ينظر لها نظرات ذات مغزة لتفهم هي وتقف مسرعة ولكن وجدته قد خرج من مكتبه ليذهب لأسفل ف يجد "آدم" جالس ليذهب نحوه وهو يجلس معه وتتبعه "نور"
"انا اسف يا آدم على اللي حصل معرفناش نتكلم كلمتين على بعض"
ابتسم "آدم" نحوه وهو يردف
"لا عادي، انت بتفكرني بناس اعرفهم كدا و ليلى بردو بتفكرني بواحدة بردو.. ومتقلقش نور حكيتلي على عصبيتك عادي"
نظر له بأستغراب
"ونور قالتلك ايه تاني بقى"
نظرت "نور" بتوتر نحو اخيها فهو دائماً كان يحذرها من انها تقص كل شيئ يخصها لأي احد ولكنها لم تأبه له
"لا عادي شوية مواقف عادية"
وبدأ بسرد ما قالته له "نور" تحت نظرات "كريم" المستعجبة من كم الأشياء التي قالتها له ليسأل بسخرية
"و ياترى نور قالتلك احنا ساكنين فين ولا لسه"
كان يسأل بغرض السخرية ولكن صدمه قول "آدم"
"اه، دا انتو حتى قريب مني جداً جداً"
اومئ بأبتسامة صفراء ليجده يستأذن للذهاب ليسمح له و ايضاً ليذهب هو وشقيقته الى منزلهم فالساعة قد تخطت الثامنة مساءً

بعد النهاية (مكتملة) Όπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα