الفصل الثامن عشر (يكمم فمها)

343 20 2
                                    

"surprise"
ما ان  فتح "علي" عينه بعد لكمة "كريم" له وجد نظراته قاتمة مغلفة بسخرية كبيرة
ولكن لم يجد له رد سوى انه نظر مرة اخرى نحو "ليلى" يسألها بأصرار
"حبيبتي متخافيش منه لو بيأذيكِ محدش هيقفله غيري"
"يا اخي حبك برص"
كان هذا رد "ليلى"  الساخر ولكن شهقت بصدمة عندما وجدت "كريم" يمسكه من مؤخرة عنقه وهو يديره قبالته ليرجع رأسه للوراء ثم ترتد للأمام لتصتدم بجبهته تؤدي الى نزيف بسيط من رأسه؛ وبرغم من المه فهو كان متأكد ان "ليلى" ستردع المسمى بزوجها او ستخاف عليه، ولكن حدث العكس عنما حاولت الوقوف وهي تستند بيديها على الفراش لتصل نحو "كريم" وهي تطمئن عليه هو
"انت كويس"
لم يراهن مرة عليها إلا وكان الفائز.... نعم فهو راهن ان كانت ستخاف على هذا الوغد وتغضب منه لضربه اما ستقف بصفه و لكنها نصفته كما اعتاد،
ولكن وسط فرحته سمع صوت هذا البغيض وهو يردف بغضب
"انا اللي اضربت"
لم تستطع تمالك نفسها امثر من هذا لتنفجر به غاضبة وهي تحدثه بعنف
"انت ايه اللي جابك هنا اصلاً.. انت اللي بتحب تقلل من نفسك وبعدين مين دا اللي يأذيني الحاجات دي ميعملهاش الا واحد زيك... وانت لو اخر واحد ف الدنيا مش هختار اتحامى فيك"
كلامها جارح و ألمه بشدة ف من وجهة نظره هي عديمة المشاعر فهو يحاول بكل جهده ان يُصلح ما بينهم ولكنها تهدمه
"ليلى انتِ امتى بقى قلبك اسود كدا، انتِ بتقفي قدامي ف صفه"
اهو غبي، هذا ما حدثت به "ليلى" نفسه.. وضعت يدها على رأسها من التعب وترنحت لتتمسك ب "كريم" بقوة، ليحملها نحو الفراش مرة اخرى تحت نظرات "علي" الحانقة لتردف له بتعب
"اتعامل معاه انت بقى دا غبي"
يحاول جاهداً ان يبقي ملامحه الجامدة، ليتجه نحوه بنفاذ صبر وهو يمسكه من كتفه وهو يجره معه الى الخارج ليقف به عند مكتب هذا الطبيب "محمد" وهو يلقيه بالداخل
"حركات عيال اوي يا.. يا دكتور"
ليأخذ منه "علي" برعب وهو يومأ له، وبعد ان رحل وكان "محمد" يضمد جرحه وهو ينهره
"جوزها دا مرعب لما قلتلي خده عطله قالي انه عارف اني اعرفك و سمعني وانا بكلمك و قالي اعرفه انت هنا ولا لا ولما عرف لقيته قالي اوصلك رسالة"
نظر له الآخر بأستفهام، ليجيبه
"بيقولك للمرة التانية لو قربت منها متزعلش عشان هو بيحذر مرة وهو رأف بيك ودي المرة التانية التالتة انت الخسران"
لم يلقي بالاً لتهديده رغم انه دب الرعب بقلبه، ولكن هو مازال عازم على اعادة "ليلى" له

_______________________

كان "كريم" عاد الى غرفتها مرة اخرى ليجدها نائمة، ليجلس بجانبها مرة اخرى وهو يربت على خصلاتها وهو ينظر نحوها بحب ظاهر
"انا لو لفيت الدنيا مش هلاقي زيك"
وجدها تبتسم خلسة وهي تفتح عيناها وهي تنظر نحوه... وهي تعقب بمرح
"هو في واحدة هتستحملك زيي"
ضحك عقب كلماتها، لتسأله وهي تضيق عيناها
"كنت فين امبارح يا كريم"
لم يجاوبها بسبب طرقات الباب تبعه ولوج ممرضة الى الداخل وهي تترك الطعام وتذهب مرة اخرى
لم تآبه بها واستمرت بسؤاله
"كنت فين"
كان هو يحضر الطعام بدأ يكشف اغطية العلب وهو ينظمها امامها غير ملقي بالاً بالتي تستمر في اسئلتها دون ملل
"ليلى حبيبتي انتِ مش تعبانة"
اومأت برأسها، ليردف بأبتسامة باردة
"يبقى اهدي شوية واقفلي بقك"
ها هو "كريم" يصمم على ان يكون وقح دائماً
"طب مش واكلة"
اجابها بأبتسامة صفراء
"براحتك... انا هاكل"
حاولت التنفس بهدوء لتجنب ان تلكمه بوجهه
كان مظهرها مضحك جداً بالنسبة له، ولكن بعدها لم يتحمل اغاظتها اكثر ليشرع بأطعامها بنفسه

___________________

بعد اربعة ايام

كان "كريم" جالس بملل على اريكة منزله وهو يتصفح حاسوبه المتنقل، بينما "ليلى" لم تظهر منذ الصباح، ليقرر الصعود لها؛ و بالفعل صعد بغضب فهي تتركه وحده منذ الصباح... ولج الى غرفتهم ليجدها ملقية لجميع فساتينها على الفراش وهي تقف امامهم بملل
"ليلى انتِ سيباني من الصبح وبتعملي ايه"
نظرت نحوه وعادت بنظرها مرة اخرى نحو الملابس وكانت تنظر بتدقيق شديد، وبعد برهة اشارت له بالأقتراب ليمتثل لها بعدم فهم، ليجدها تحيط كتفه بيدها وهي تضع الأخرى اسفل ذقنها
"البس انهي"
نظر نحوها بعدم فهم
"ليه"
"جاوب وخلاص يا كريم"

"طب ل ايه طيب"
نظرت له بتوتر وهي تجيبه
"فرح معتز بعد شهر"
اتمزح معه، هل ستذهب لزفاف هذا البغيض
"انتِ بتهزري... انتِ عايزة تروحِ فرح البارد دا"
تابع وهو يكمل بخبث ليتأكد من شيء
"دا رفع عليا قضية"
"استهبل بقى... يعني مش اللي لعبت معاه ماتش المصارعة"
نظر اها وقد تأكدت شكوكه من ان "آدم" قد اخبرها
"عموماً مفيش مرواح فرح حد"
قررت استخدام سلاح المرأة وهو الأصرار
"يا كريم عشان خاطري"
تابع هو بثبات كبير
"قلت لا يعني لا مفيش مرواح ف حتة"

"عشان خاطري يا كوكي"
هذا الأسم الذي اطلقته عليه لا تدري انها  جعلته يصر اكثر على عدم الذهاب
"كوكك... وبعد كوكي دي مش هتخرجي من البيت اصلاً"

___________________

"بجد. مبسوط انك جيتِ يا ليلى"
كانت هذه كلمات "معتز" الشاكرة لقدومها فهو قد. دعاها لتعرف انه عكس والدته و والده الطامعان فهو يكره طمعهم حنى عندما يعرف نفسه يستخدم كنية اهل والدته و اصبح يعرف اسم والده بأسم عمه والد "ليلى"

"اللهي ما توعى تتبسط تاني"
كتمت "ليلى" ضحكاتها بصعوبة على كلمات "كريم" الحانقة  فهو قادم معها قصراً بعد ان استخدمت اساليبها الملتوية لجعله يرضخ لها بالنهاية
"مبروك يا معتز"
جاهدت لتخرج نبرتها طبيعية فهي تكتم ضحكاتها بصعوبة

وبمجرد ان خرجوا الى الخراج فأطلقت العنان لضحكاتها وهي تنظر نحوه لتقابل نظراته الحانقة
"اضحكِ اضحكِ"
وكانت مستمرة بضحاكاتها حتى وصلوا الى المنزل وترجلوا من السيارة
"ليلى ادخلي انتِ وانا هجيب حاجة من آدم"
اومأت له وهي تذهب نحو المنزل وما ان دخلت وكانت تغلق الباب لتجد يد تكمم فمها سريعاً

_________________

م

تنسوش ال vote

بعد النهاية (مكتملة) Kde žijí příběhy. Začni objevovat