الفصل الرابع والعشرون (لا تقوى المجابهة)

321 19 2
                                    


"ليذهُب كلٌّ منّا في طريقه،
                      أنا نحوك وأنتَ نحوي"

_جبران خليل جبران

__♡__

مرت ساعتان منذ شجارهم ولكن "ليلى" مازالت على صدمتها فهي لم تتأخر سوى خمس دقائق فقط، اسئلة كثيرة تدور برأسها ولن تجد لها اجابة سوى عنده هو، او يمكن ان تذهب لطبيبه لن يفيدها غيره

و بالفعل لملمت اشيائها سريعاً وخرجت من مكتبها، ولكن ما ان فتحت الباب وجدت "كريم" يقف امامها وهذه النظرات.... انها تعرفها جيداً،سيعتذر لأنه ندم

ولكن هل ندم؟، لا بل ارتعب من فكرة ان تكون ذاهبة، ليست ذاهبة من المقهى بل من حياته،
آه من هذا الأضطراب انه يجعله دائماً خائف من فكرة تركها له
"انتِ ماشية"
كانت تدلك رقبتها بخفة وهي تحدثه بتوتر بان في صوتها
"هو... يعني انا رايحة"

"في ايه يا ليلى راحية فين"
توترت، اتخبره ام لا... هي لا تريد ان تكذب عليه وايضاً لا تتوقع ردة فعله، لذا وبدون خوف اجابتها
دفعة واحدة
"كريم انا رايحة لدكتور هادي"
عقد حاجبيه بأندهاش وهو يسألها
"ومكونتيش هتقوليلي ليه"

"بسمع كلامك... انت مش قلت منحتكش ببعض ومش عايز تشوفني"
خرج صوتها حزين و غاضب، اشار لها ب يده وهو يفسح لها مجال لتعبر
نفخت بغضب وهي تعبر لتخرج خارج المقهى

__________________

خرجت وكانت تمد يدها لتفتح باب سيارتها، لكنها وجدت يد تمسك بيدها ولم تكن سواه "كريم" و يدون اي حرف امسكها من يدها ليتوجه نحو سيارته
تحت استغرابها من فعلته

لتجده فَتح لها باب سيارته و هو يشير لها بالدخول
"دا اسمه ايه دا"

"اسمه اركبي يا ليلى"
تعجبت من بساطة رده، احقاً يمثل وكأن شيئاً لم يكن
"تمام وانا مش هركب"
اخذ نفسً عميق وهو يبتسم بأزدراء ويردف بنفاذ صبر
"اركبي يا ليلى"
نظرت له بأستفزاز وهي تعقد يديها امام صدرها
"مش راكبة ودا اخر كلام عندي"

__________________

كانت تجلس بجانبه بالسيارة وهي تزفر بغضب على عكسه فكان يصفر بهدوء وهو منتبه للطريق، لتسأله بنفاذ صبر
"هو انت ازاي كدا"
نظر لها بعدم فهم، لتكمل
"بتتاعمل على اساس انك معملتش حاجة الصبح"

"عملت ايه الصبح، انا كنت هادي جداً وتمام وانتِ اللي اتأخرتِ"
نظرت له بعدم تصديق
"دول خمس دقايق"

"عشرة"
هو لا يمزح فنبرته بالفعل غاضبة
"كريم دا بجد... اتأخرت ف الزحمة عادي زي اي بني آدم طبيعي"
هو معترف انه بالغ ولكن هذا ليس بيده فهو اعتقد انها ستتركه.. لهذا غضب عليها
"انا آسف"
اصبحت لا تفهمه اهو لطيف و يعتذر عندما يخطأ، ام وقح لا يهمه شيء
ما اخرجها من افكارها هو توقف السيارة فجأة، وعندما نظرت بجانبها وجدت يافطة تدل على انهم وصلوا، لا تعلم لما توترت... تشعر ان ما ستسمعه سيحزنها... هي تعرف عن اضطرابه ولكن هي كل يوم تكتشف شيء جديد به

بعد النهاية (مكتملة) Where stories live. Discover now