الفصل الخامس (جانب مظلم)

518 24 2
                                    


والرُّوحُ لِلرُّوحِ تَدرِي مَن يُنَاغمُهَا

                     كَالطَّيِرِ لِلطَّيرِ فِي الإنشادِ مَيَّالُ.

_____________

صرخت بصدمة بعد ان صدمت السيارة ولكن زفرت براحة عندما وجدت انها صُدمت من الخلف بسيارة اخرى ولكنها ليست بمشكلة عويصة لتكمل بسرعة اشد الى ان وصلوا الى المشفى لتترجل راكضة نحو الداخل لتأتي بممرضان يحملونه ليذهبوا به الى الطوارئ، لتجلس بالخارج ووجدت دموعها تنهمر وهي تنتظره لم تجد شيئ تفعله سوى الأنتظار و ان تتصل بأحد ولكن لا تعرف بمن تتصل لا يمكن "امجد" فهو خارج الأسكندرية مع زوجته وايضاً لا يمكن "نور" لا تريد ان تقلقها فلم تجد سوى "آدم" لتتصل به مسرعاً عسى ان يأتي لها لأنها لا تطمئن لهذا الغريب

في نفس الوقت
كان "آدم" يجلس هو و "نور"  ليجد اتصال من "ليلى" لا ينكر انه قلق من مكالمتها ليرد واستغل انشغال "نور" ليرد هو ف يسمع صوتها المتقطع اثر البكاء
"آدم لو انت مع نور متقولهاش حاجة وتعالالي على المستشفى وهبعتلك لوكيشن"
لم ينتظر اكثر ليخبر "نور" مسرعاً
"نور انا في مشكلة ف الشركة لازم اروح اشوفها"
قلقت من تعجله فأردفت
"طب روح وانا كدا كدا هرجع العيادة.. ابقى طمني"
لم ينتظر اكثر ليضع الحساب وهو يهرول الى سيارته يذهب الى الموقع التي بعثته "ليلى"، ليصل بعد اربعون دقيقة ليذهب ويراها تجلس امام غرف الطوارئ تبكي وهي تضع رأسها بين كفيها ولاحظ رجل غريب بجانبها وكان سيهم بوضع يده على كتفها الى ان "آدم" امسك به وهو ينظر نحو "ليلى" التي اسرعت باللجوء اليه فهي كانت خائفة من هذا الرجل
"ايه اللي حصل يا ليلى"
لم ترد اخباره بالحقيقة فهو نبهها الا تخبر احد فاضطرت للكذب
"كنا مع بعض طلعو علينا ناس اتخانق معاهم و حد منهم ضربوا بسكينة ف بطنوا وهربوا"
لاحظ "آدم"  تلجلجها بالكلام و ايضاً نظرات الرجل المستنكرة فعلم انها تكذب ولكن اوقفهم خروج الممرضة
"هو كويس دلوقتي احنا نقلناه اوضة فوق  تقدروا تطلعوله"
هرولت "ليلى" تعرف رقم الغرفة لتذهب لها مسرعة ولكن "آدم" احكم امساك هذا الرجل وهو ينظر نحوه ببسمة اخافته
"تقولي انتوا كنتوا فين وجبتهم منين"
نظر له بخوف فهيئته تدل انه ليس بالشخص الذي سيصدق اي شيئ سيقوله فلم يجد سوى الحقيقة
"هو كان ف رهان على مصارعة بس هو اللي لعب و هي كانت معاه واتضرب والجرح اللي ف بطنه اتفتح ووقع بينزف واغمى عليه ساعدتها اني انقلوا العربية وبس والله"
نظر له بخبث وهو يعلم انه اكيد كان في ماتش مصارعة غير قانونية ليتركه ف فر هارباً من امامه وتابع "آدم" السير الى ان وصل الى غرفة "كريم" ولكن قرر ان ينتظر ليعرف اين هذا المكان الذي اقيم فيه هذا الماتش

__________

اما بالداخل كان هو جالس على الفراش الى ان رآها تلج الى غرفته وبقايا دموع عالقة بعينها لتجلس بجانبه وهي تستمع الى صوته الساخر
"اما انك بومة"
لتنظر له وقد تأكدت انه بصحة جيدة لتنظر له وهي تمد يده وتنظر الى الخاتم ذو السنون المدببة التي يلتف حول اصبعها بشكل حية
"شايف الخاتم دا، لو دبيت ايدي بيه ف بطنك هفتحلك الجرح تالت مرة"
ضحك اثر كلماتها الحانقة وهو يكمل وهو ينظر لعيناها المدمعة
"دا القط ميحبش الا خناقو بقى"
نظرت له بأستفهام ليكمل
"ايه اللي حصل"
قصت له كل شيئ بأستثناء انها خبطت سيراته
"وفالح تتشطر عليا وانت خدت بوكس من هنا وقعت مقومتش"
ضحك على كلماتها وهو ينظر نحوها بشكر
"شكرا يا ليلى انك كنتِ معايا وانك مقولتيش لحد والأهم من كل دا بعد اللي شوفتيه دا انتِ مش هتبقي عايزة تشوفي خلقتي صح"
ابتسمت على كلماته وهي تكمل بحب
"اولاً العفو، اما بالنسبة لخوفت ومش عايزة اشوف خلقتك دا محصلش و انا عايزة اجي معاك تاني بس ياريت تكسب بقى"
اكمل وهو يشعر بفرحة عارمة من تمسكها به
"بس انا مش دا سري الوحيد يعني"
جاوبته بثقة
"انا معاك للأخر واما نشوف"
عقب كلماتها كان دخول "آدم" ببسمته المرحة وهذا ما تعجبت منه "ليلى" فعندما جاء كانت نظراته مخيفة ولكن تغاضت عن هذا بقوله
"ليلى انزلي هاتيلي قهوة معلش او هاتي حاجة لكريم"
علمت انه يحاول التكلم مع "كريم" وحده لتمتثل لكلامه وتخرج بالفعل، ف يجلس هو بجانب فراش "كريم" وهو يتحدث بنظرات خبيثة
"مش لما تروح تلعب مصارعة تلعب ف مكان مضمون و نضيف"
نظر له ببرود كأنه لم يفعل اي شيئ
"وانت عرفت منين"
ضحك بسخرية
"متقلقش مش ليلى، دي الفت موقف تحفة هيخش على نور على فكرة، بس حظك اني عرفت عشان احذرك"
ابتسم ابتسامة جانبية وهو كان متيقن ان "آدم" ليس بالشخص الهين
"وانت بقى هتحذرني من ايه"
اكمل بنفس ابتسامته ذات المغزى
"يعني لما تحب تروح تلعب او تراهن تاني ابقى تعالى اسألني هدلك على اماكن نضيفة مش اللي انت كنت فيها دي عشان الأماكن زي دي بتبقى معرضة ف اي لحظة ان البوليس يجي يلمكوا كلكوا"
انتبه لكلامه وهو يتسأل
"وانت بقى كنت بتلعب ولا ايه، انا كنت فاكرك هادي وملكش ف الحوارات"
قهقه "آدم" عالياً
"بلعب.. انا عندي مكان ليا انا بتاعي واحب اقولك اني مش ابن امبارح انا اتعاملت مع ناس صدقني تخاف انك تشوفهم"
نظر له بصدمة ايملك مكان خاص بالمصراعات غير القانونية
"ليه مافيا مثلاً"
اكمل "آدم" بعبث
"لا نبيه و بتفهمها بسرعة وزود على مافيا تجار مخدرات، تجار اعضاء"
صدم اكثر فهو لم يتوقع كل هذا، ليجده يقف وهو يتجه ناحية الباب ولكن اكمل قبل ان يذهب
"واه متبقاش تلعب برهان عشان حرام يعني وانت مش صغير عشان متعرفش ابقى تعالى عندي مش ب رهان، وغير كدا لما تاخد ليلى معاك تاني ابقى امن انك متموتش عشان مجيش الاقي عيل ميسواش عايز يظبطها و مفهمها انه صاحبك"
انهى حديثة بغمزة عابثة وهو يخرج من الغرفة،
لم يمنع نفسه من الأبتسام فهو اعجبه طريقة تفكيره وانه ليس هين، هو لا يريد اللعب من الأساس ولكنها اشياء ليست بيده

______________

حل الليل وكانت "ليلى" تنام بغرفة " كريم" مرافق معه ليحاول النهوض بحرص وهو يأخذ ملابسه التي احضرتها "ليلى" لينظر نحوها هي لا تستحقه ولكنه يريدها بجانبه، مشاعر متضاربة لا يستطيع تحديد هوية مشاعرة حتى لا يستطيع تحديد هويته ليخرج مسرعاً كي لا يراه احد؛ ف يذهب نحو سيارته ولكن مهلاً ما هذا احدث صدام بسيارته ليضع يده على وجهة بقلة حيلة وهو يركبها و يتوجه مسرعاً الى مكان ما ليرى هذا الذي كان يلعب معه يجلس بعيداً لتحتد انظاره وهو يذهب نحوه بنظرات مرعبة الى ان وصل اليه ليرفع الأخر عيناه برعب فنظراته كانت ترمي بسهامها ليمسكه بغتاً من تلابيبه وهو يأخذه ورائه ليذهب به الى مكان شبه منقطع تحت محاولة الرجل للفرار ولكن كل مرة يحاول الفرار بها كان مصيره ضربة بقدمه من "كريم" الى ان القاه ارضاً وهو يضربه بأماكن متفرقة بجسده ولا يستطيع الرجل ان يدافع عن نفسه فذهب "كريم" الى سيلرته يُخرِج من حقيبتها سلسال غليظ ليلفه حول يده وكان سيهم بضربه ولكن اوقفه صوت جهوري ينطق خلفه
"كريم"

______________

بعد النهاية (مكتملة) Where stories live. Discover now