الفصل السادس

Start from the beginning
                                    

نفت برأسها دون أن تتكلم او ان تفهم غايته
من سؤاله هذا... كانت ستسأله لكن قاطعها صوت الطيار و هو يعلن عن بدأ الرحلة ثم قدوم إحدى المضيفات لتسألهم إذا كانوا يريدون شيئا....

زفر سيف بضيق من نظراتها الوقحة
التي كانت تخترقه قبل أن يشير لها بالانصراف
كم يكره النساء امثالها اللواتي يحدقن في الرجال
دون خجل أو حياء.... يحاولن بكل أسلحتهن
الرخيصة جذب إنتباهم و لا يترددن في بيع
اجسادهن مقابل حفنة من النقود....

أعاد نظره نحو سيلين التي كانت تنظر امامها
تتفحص الطائرة باعجاب لم تستطع إخفاءه
في عينيها اللامعتين...أسند رأسه على ذراع
الكرسي و افكار كثيرة بدأت تتسرب ببطئ
نحو مخيلته.. هل صغيرته الجميلة تشبه
أولئك النساء... هل قبلت في يوم ما أن تبيع
جسدها مقابل المال بسبب ظروفهم الصعبة
التي كانت تعيشها مع والدتها؟

كيف عاشت حياتها في بلد منفتح كألمانيا
هل كانت تتبع اسلوب حياتهم هل كان لديها
صديقات... ربما كان لديها أصدقاء اولاد أيضا
الشباب في البلدان الغربية يفعلون كلما يحلو
لهم دون قيود من الأهل او الدين...

لا يهتمون سوى بمتعتهم يجربون كل شيئ
يرونه جديد كالخمر و المخدرات و يذهبون
للحفلات في الملاهي...يمارسون ال.... في سن
مبكرة جدا من النادر اصلا ان تجد فتاة في
سن الثامنة عشر تحتفظ بعذريتها...

راسه يكاد ينفجر و هو يتخيل أن ذلك حصل
معها.. قبض بعنف على ذراع الكرسي يكاد
يقتلعه من مكانه محاولا السيطرة على شيطانه
الذي يهدد بالخروج و تدمير كل شيئ في تلك
اللحظة...طبعا لا تستغربوا فوراء ذلك الوجه
الوسيم الهادئ يختبئ وحش مرعب ينتظر
إشارة صاحبه ليخرج و هذا ما لا يعرفه الكثير
عنه.

هب من مكانه ليتجه نحو الداخل فتح باب الحمام
ليقف أمام المرآة محدقا بانعكاس وجهه الذي
إحمر بشدة من الغضب ..
نفخ الهواء عدة مرات ليحاول تهدأة
نفسه لايدري مالذي حصل له حتى ينقلب حاله
هكذا من مجرد فرضيات لا وجود لها سوى
في عقله....لكن ماذا لو كان ما فكر فيه صحيحا
فهي في الاخير ليست سوى فتاة صغيرة
و تعيش في مجتمع منحل أخلاقيا ليس من
المستبعد ان تكون فعلت أشياء كثيرة
عندما كانت في المدرسة ربما قلدت صديقاتها
او ربما كانت بحاجة للنقود خاصة بعد رحيل
والدها.. لكن هي كانت تعمل في ذلك المطعم
عندما رآها لأول مرة.....

صرخ و هو يضرب زجاج المرآة ليتناثر
أشلاء على الأرضية محدثا صوتا مزعجا
إلتفت للباب الذي فتح فجأة لتدخل تلك
المضيفة و هي تشهق بخوف مزيف لتمسك
يده التي كانت تنزف بغزارة رفعتها بين
يديها بحرص هامسة بغنج مقزز :"سيف باشا
إيدك بتنزف....

جذب يده بعنف و هو يرمقها بنظرات مميتة
قبل أن يحاوط عنقها بيده و يرفعها إلى الأعلى
قليلا مسندا جسدها على الحائط
تكلم بصوت هادئ مرعب اشبه بالموت :" أكثر
حاجة بكرهها في حياتي هي الناس الزبالة اللي
زيك...

هوس من اول نظرة (الجزء الأول و الثاني) On viuen les histories. Descobreix ara