٢٢. منظمة هايان

69 7 4
                                    

"انتظر أوجس ما بك؟" قالها آدم الذي توقف ليلتقط أنفاسه.

توقف أوجس هو الآخر قائلا بإنفعال بعد أن التفت ناحية آدم "لا تتحدث معه مجددا"

استغرب آدم من كلامه وقال هازا كتفيه حيرانا "لماذا؟ إنه ليس شخصا سيئا "

"إنه مع المعلم إنجيز، تلك المنظمة من المنظمات الخطيرة يا آدم"

اقترب آدم من أوجس مضيقا حاجبيه قائلا "يبدو أنك عاصرت أمرا شخصيا يا أوجس، فهلا تتفضل وتخبرني"

كان مترددا ليخبره، هل هو يضع آدم في ضغط، أعني لم يمر شهر بعد له هنا، وعرف كثيرا ليستوعبه، أم أنه يستهين بقوة آدم العقلية؟ إنه هادئ، لكن هل يستطيع أن يصمد حين يسمع هذه القصة؟ لا يهم سيخبره.

قبل سنة

لا يدري لما كان متوترا وهو يتبع ميلوت إلى غرفة المعلم إنجيز، لقد أخبره أن المعلم يريده، المعلم الغامض بالنسبة له، وحضوره الذي يسبب الحيرة  بالنسبة له، لماذا يريده؟ ولماذا أرسل ميلوت؟ يعرف أن لا أحد سيستدعيك في العاشرة ليلا لأمور المدرسة ويرسل مبعوثا في مكتبٍ الطريق حوله مظلم.

لحسن الحظ المكتب كان مضيئا، كان المعلم واقفا أمام النافذة متأملا للمنظر أمامه معطيا ظهره لأوجس، ثم التفت باسما في حين أغلق ميلوت الباب خلفه ثم أخذ موقعا له عن يسار أوجس باسما له هو الآخر مما جعله يستغرب منهما، الإثنان يتصرفان بنوع من الغرابة.

"اجلس يا بني" قالها المعلم إنجيز مشيرا إلى الكرسي أمامه.

جلس أوجس بتوجس على الكرسي، في حين أخذ المعلم مقعده هو الآخر ثم أطلق تنهيدة عميقة قائلا "سأدخل في صلب الموضوع، اليوم طلبتك لأنني أريد أن أضمك إلى منظمتي"

صريح ولا يدخل في مقدمات. 

"ماذا؟"

"سمعت بمنظمة هايان من قبل؟" سأله ميلوت.

"المنظمة التي تدعم مشروع وارث عيني هايان، وتعتقد أنه من الأفضل أن يرثها أحد كفئ"

"نعم"

''ولكن أليست جميع المنظمات تدعي نفس الشيء؟ لا تريد أن يرث العينين إلا شخص كفئ وكل منظمة كما قرأت لديها معايرها الخاصة''

''لكننا مختلفون، نحن بالفعل نهتم ألا يكون خائنا ذو طباع سيئة وكفئ، لكننا نلتزم بمعايير هايان، بينما معايير الآخرين إعجازية''

هنا فكر أوجس في آدم، من المعلوم للعامة أن منظمة المعلم إنجيز هي من كانت تمتلك العينين لكنها سرقت منها.

''وماذا ستفعلون لو أن العينين كانتا في شخص لا يتطلب معاييركم؟ أعلم أن العينين سرقتا، تلك كانت أخبار زمانها وإلى الآن الفاعل مجهول''

لم يستطيعوا إجابته، بل اكتفوا بالصمت قبل أن يقول المعلم''سرق ذلك الشخص ما ليس له، العينين كانتا في مخبئ لا يعرفه إلا أنا ومع ذلك استطاعوا فعلها، لا أعتقد أنها داخل شخص جيد، ولا أعتقد أنهم وضعوها في أحدهم بعد''

نبرة انفعال طفيفة علت كلام أوجس قائلا ''وماذا لو فعلوا؟ أنتم تهتمون أكثر، كما تفعل كل منظمة أخرى أن يكون ذلك الشخص من منتميها، أتريدون التحكم بذلك الشخص مثلا؟''

أجابه ميلوت مدافعا عن معلمه ''بالتفكير في الأمر أليس ذلك الشخص سيكون في منظمة بالفعل؟ من المستحيل أن تم إعطاؤه العينين مجانا وقيل له احفظها جيدا وكن طيبا، العالم لا يسير هكذا إلا إذا أعطاه العينين أمه أو أبوه''

نعم إنها هذه المعضلة التي لن يصدقها أحد، آدم الذي يخبئ عينيه كما طلبت أمنا، آدم الذي أعطوه شيئا ثمينا وتركوه هكذا، آدم ليس شخصا سيئا بالطبع، وآدم في مرحلة ما سيكتشف كل شيء، نجاته الآن بابتعاده عن أمثال هؤلاء.

''شكرا على العرض، لكن لا أظنني أفكر بالإنضمام إلى أية منظمة حاليا''

قال المعلم لأوجس الذي كان يهم بالانصراف "أبوابنا دائما مفتوحة لك في حين غيرت رأيك'' 

“شكرا لك"

آدم الذي كان في لحظة صمت بعد سماعه للقصة نطق أخيرا "إذا، إذا وجدوا أنني غير كفئ "

"سينتزعون هاتين العينين منك بلا تردد، وبعضهم قد يفعل ذلك حتى من غير أن ينظر إلى كفائتك أخي العزيز"

هذه المرة صمت آدم لفترة من الزمن مفكرا بينه وبين نفسه قبل أن ينطق بنبرة هادئة "ما قلته أنت، وما قاله ميلوت متوافقان، إنني أضع عينين مسروقتين إذا؟"

وها هو ما كان يخشاه

مردفا سأله آدم باسما بحزن "ماذا تظن الحل في قضيتي يا أوجس؟"

ملحمة أندارياWhere stories live. Discover now