١٠. تائهان وسط الثلوج

99 16 9
                                    


كلاهما في صمت طيلة اليوم، كان الأمر واضحا للغاية، هناك خطب في آدم وسو، كان الأمر أشبه بتلقيهما خبر موت أقرب الناس إليهما، لم يكونا حزينين، لكنهما ظلا معلقان في الصدمة حيث الدقائق الأولى التي تسمع فيها الخبر.

وقف آدم وحيدا في أعلى نقطة ينظر حوله في صمت، لا أحد يعلم ما الذي كان يفكر فيه، فقط صامت ومحدق.

في حين أصبحت سو ولأول مرة يستطيع أحدهم أن يقول بثقة أين هي: في سريرها صامتة، وهي الأخرى لا أحد يستطيع استنباط ما في رأسها.

لكن الأمر كان بسيطا رغم صعوبة تحزيره من قبل الجميع: غسيل المخ.

لا يعلمان الكثير عن الأمر؛ كون التعليم الذي تلقياه محددا لهم بالضبط حتى لا يفكروا خارج الصندوق أكثر من اللازم ومع ذلك تلقوا تعليما كافيا.

ولم تكن تلك الكلمة كثيرة الألفة لهم، لكنها مع ذلك لم تكن ذات وقع جميل على الآذان، عقولهم ذات الثالثة عشر ربيعا فهمت المعنى بأن يصبحوا مثل الآلات عن طريق أحد أجهزة والديهما.

اقتربت سو حيث كان آدم ينظر، صمتت لفترة تحدق فيه وهو ينظر إلى نفس بقعته: الجميع.

أخذت نفسا عميقا وخطت بضع كلمات على الكراسة التي كانت معها

''ماذا سنفعل الآن؟''

أخذ الكراسة والقلم مجيبا عليها ''علينا بالطبع الخروج من هنا''

''كيف؟''

''علينا أن نجد مخرجا ولو يسيرا لم ينتبه إليه أحد ونهرب''

''وماذا نفعل حين نجد المخرج ونهرب؟''

''نذهب إلى الشرطة، هناك خطب ما في هذا المكان وهناك كذبة أرادوا منا تصديقها، والدانا ارتكبا خطأ؟''

''وكيف سنجد الشرطة؟''

''لنركض فقط بالطبع سنصادف بشرا''

''وماذا عن تلك المخلوقات؟''

''لا أظن أن لها وجود''

''لكن ما الجريمة برأيك؟''

كانت محادثتهما السابقة عن طريق الكراسة، لكن بعد ذلك السؤال التفت آدم إلى المكان حوله وقال ''ألم تقرأي كتب الأحياء والعلوم والأجناس؟ من المستحيل أننا جميعا من نفس الأم والأب! جميعنا مختلفون ولا نشبه بعضنا البعض. ربما جريمتهما أنهما اختطفانا من والدينا الحقيقين''

''إذا هي جريمة اخت.. ''

ولم تستطع إنهاء كلامها إذ سمعت ضوضاء عالية شديدة من الأسفل كان سببها ليدار الذي أخذ توبيخا شديدا لفعلته.

مرت ساعات على الحدث قبل أن تجمعهم أمهم في غرفة الإجتماعات. وحين اجتمع الجميع قالت

''أنا ووالدكم منشغلون للغاية هذه الأيام، لكنني أردت إعلان شيء بسيط: لا تقربوا الجهة الغربية من الحصن، انكسر جزء بسيط من الجدار والأمر أصبح خطيرا لا تقتربوا منها أبدا، فهمتم؟''

ملحمة أندارياWhere stories live. Discover now