٢١. ميلوت

80 10 1
                                    

الإبتسامة التي لا تفارق محياه، الوجه البشوش وصديق جميع الطلبة، ذلك هو الوصف الذي يطلق على نائب رئيس مجلس الطلبة ميلوت.

كان هدفه هو أن يصبح رئيس مجلس الطلبة لكن ذلك أصبح مستحيلا بعد أن أصبح جاد الرئيس بفضل صلاته وخصوصا مع من يشكون أنه منهم.

كان ذلك ليكون سهلا للغاية عليه الوصول لجميع ملفات الطلبة حين يصبح الرئيس، لكن الأمر أسهل حين أصبح المساعد.

فجاد شخص حصل على اللقب فقط، أما المدير الحقيقي فهو، هو من يقوم بجميع مهام الطلبة ولذلك أصبح وصوله لجميع الملفات أمرا سهلا بل وأنه قد لا تتم مراقبته لكون جاد أكسل من أن يفعل ذلك.

أمضى كثيرا من الوقت في البحث في تلك الملفات، استغرقه الأمر أسبوعا ولم يتحصل على نتيجة من البحث عنهم، كان جميع الطلبة الذين يتطابقون مع الصفات الجسدية لا يملكون ماضيا غريبا بل إن معظمهم كان معهم منذ المدرسة الإبتدائية فطلاب مدارس معينة هم الأكثرية في هذه الأكاديمية، وتلك كانت أعينهم منذ الصغر.

تنهد في تعب والملفات أمامه "لا يوجد أي شيء هنا" وضع الملفات في خزانة الملفات، وفي هدوء رتب المكتب أمامه حين لمح من النافذة آدم جالسا تحت ظل شجرة يقرأ كتابا من نفس نوع الكتاب الذي رشحه له عن هايان وكتب أخرى بدت له وكأنهم جميعا من نفس النوع.

عجيب أمر هذا الزميل بالنسبة له، إنه لا يعرف شيئا بشأن هايان، الإسم الذي يتكرر كثيرا في كتب التاريخ، فمع ظهور الهابريان لأول منذ ثلاثة قرون واسمه هو المعروف عندهم كأول بشري تواصل معهم، مع عينيه النادرتين اللابؤبؤيتين.

تفحص ذلك الطالب النحيل ذو الشعر الأشقر الباهت، ما إحتمالية أن يكون هو صاحب العينين؟

نفض الفكرة سريعا من رأسه، من المستحيل أن يكون هو، هو من يقرأ بفضول المعرفة الأولى، كيف له أن يمتلك عينين شخص لا يعرف عنه شيئا؟ أومأ برأسه ساخرا من السؤال الذي طرأ على رأسه، كما ذكر، من المستحيل أن يكون آدم. ماضيه عادي أيضا، فقد هو وأخوه كلا والديه في حادث سيارة ثم انتقلا للعيش مع جدتهما أم والدتهما وخالهما.

اقترب من آدم الذي كان في آخر الكتاب، من المدهش أنه أنهى قراءة أكثر من خمسة آلاف صفحة ثم آخر من نفس الحجم في أسبوع، إن هذا الشاب مذهل، ابتسم حين رفع رأسه ورآه "مرحبا، كان كتابا مذهلا، الذي رشحته لي،  لقد كان شخصا مميزا ومذهلا قبل حتى أن يقابل الهابريان"

أومأ ميلوت برأسه "نعم، لقد كان ملكا عادلا لمملكة قديمة"

ثم بدى عليه توتر لم يفهمه وتردد قبل أن يسأله "لماذا برأيك أرادوا بشدة عينيه؟"

"المصدر الأكيد هو بسبب أن أكبر القبائل والعريقة من الهابريان والتي معظمها لم تنخرط مع عالم البشر وتعيش في عزلة لا يهمهم سوى الأصالة والقدامة والوراثة، لذلك كان عليهم أن يرثوا العينين لأن الوريث هو الوحيد الذين سيتحدثون معه فهو كالوسيط بين عالم البشر والهابريان الحقيقون إن له قوة وسيط  ذلك الشخص الذي هو وارث العينين"

"وهل كان هايان راضيا بذلك؟"

"نعم، لقد عهد بتلك المهمة لصديقه من الهابريان، كان من أحد الشروط أن يحتاج المتلقي العينين، وأن يكون شخصا يستحق من ناحية الشخصية كأن لا يكون حقودا أو شريرا"

"وهل هناك من ورث عينين هايان؟"

"لا، لقد كان صارما من تلك الناحية، لقد مهتما بأن لا تقع العينين في الشخص الخطأ"

"وأين العينين الآن؟"
أجابه بلا وعي وهو ينظر إلى العشب أمامه "سرقت"

لم يفق إلا من نبرة الآخر المتفاجئة "ماذا؟"

"هاه؟"

"كيف علمت أنها سرقت؟"

كان سيجيب لكن أوجس وبنظرة عدائية تجاه ميلوت التفت إلى آدم بعد أن نظر إلى الكتب حولهما "لنذهب يا آدم، الآن وبسرعة"

أوجس ما زال عدائيا منذ ما حدث السنة الماضية، لم يعجبه بتاتا ما حدث، لقد أثار حوله الشكوك فعلا، مدافعا عن حق وارث العينين، هل أوجس وارث العينين؟ أم هو يعرف وارث العينين؟

ملحمة أندارياOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz