١٣. توأمان.

94 15 16
                                    

حدقوا فيها من غير فهم وهي تكرر جملتها مجددا ''أنا إيريم، خاطفة الرضع قبل ثلاثة عشر عاما''

كل ما رأوه هو أمهم التي يتم إمساكها من قبل مخلوقات مختلفة الأشكال ويتم اقتيادها إلى احدى السيارات، في حين اقتربوا منهم وفي أيديهم ملاءات دافئة؛ نظرا لعدم ارتدائهم أي ملابس تقي من البرد، مع ذلك كان الأمر محيرا أنهم لم يشعروا بالبرد، لدرجة أن أحدهم هتف في تعجب قائلا ''ليس الغريب أنهم لا يرتدون ملابس شتوية، الغريب أنهم لا يشعرون بالبرد!"

كانوا متوجسين وخائفين من تلك المخلوقات، لكن أمهم صاحت حين رأت خوفهم من خلف زجاج النافذة ''لا بأس، لن يؤذونكم''

وتلك كانت الكلمات التي كانوا يحتاجونها قبل أن يذهبوا بهدوء معهم إلى قسم الشرطة، وبحيرة سألوا أنفسهم ''أين آدم وسو؟ ما الذي حدث لهما؟''

لكن تلك الحيرة تبددت حين رأوا آدم وسو قد سبقاهما إلى هناك، أمرهم الشرطي أن يبقوا في الغرفة في حين اقتادوا أمهم إلى غرفة أخرى.

نظر أوكتاف بعينين قلقتين إلى حيث اختفى الرجل وسأل تايلر ''إلى أين تظن اقتادوا أمنا؟''

''لماذا فعلوا ذلك؟''

''لأنها ليست أمنا الحقيقية'' قالتها سو.

سألوها بحيرة ''ماذا تقول؟''

فكررت الأمر على مسامعهم مجددا وبتعابير جادة حادة ''إنها ليست أمنا الحقيقية، لقد اختطفتنا''

لم يستوعبوا الأمر جيدا، بل لم يصدقوا أن المرأة التي ربتهم كل تلك السنوات لم تكن أمهم الحقيقية، كان الأمر صعبا ولم يقوموا بتصديقه في البداية، لكن وفي تلك اللحظة تذكروا ما قالته والدتهم أمام جمع الشرطة ''خاطفة الرضع قبل ثلاثة عشر عاما''

إنهم في الثالثة عشر، هل تم اختطافهم من قبل آبائهم الحقيقين؟!

كانت الصدمة تعلو وجههم ''لكن إذا لم تكن أمنا الحقيقية أين أمنا الحقيقية؟''

''ربما نكون جميعا من آباء وأمهات مختلفين؛ لأننا لا نشبه بعضنا البعض أبدا''

تلك الفكرة كانت نوعا ما مرعبة لأولئك المراهقين الصغار الذين اعتادوا على العيش كإخوة ذو أم وأب واحدين، فكرة أن لكل واحد منهم آباء وأمهات مختلفين تلك كانت مرعبة وصعبة التخيل ''إذا ماذا سيحدث لنا؟''

''قد نفترق''

مرعبة ومخيفة هي تلك الفكرة الأخرى التي خطرت في بالهم للتو، أن لا يقوموا بالعيش معا كما اعتادوا.

''وماذا لو عشنا معا؟''

''لا أظن بأنهم سيسمحون لنا بذلك''

''وماذا نفعل؟''

وبإحباط وحزن شديدين بدا على وجوههم ''لا نعلم''

ظهر بعدها الشرطي سامر ونظر في وجوههم متفحصا، ثم أمر بصرامة ''أدخلوها''

دخلت أمهم مخفضة رأسها، ورغم ذلك كانت ملامحها الصارمة الجادة تعلو وجهها، حتى وهي مخفضة رأسها ''أخبريهم'' قال الشرطي.

دقائق من التوتر قبل أن تنطق أمهم وبصوت خفيض قالت

''أنا لست أمكم البيولوجية''

استنتجوا ذلك، لكن ما جعلهم مترقبين ومتوترين لو أنها أنكرت استنتاجهم، كان لديهم أمل، أمل بأن يعودوا معا إلى المنزل، أمل أن تكون هذه مجرد رحلة تدريبية لهم، أن يكون مجرد تدريب وسيعودون في نهاية اليوم إلى الحصن الدافئ، وعلى حياة الإستعداد لخوض المعركة، لا المعرحة سريعا.

''لقد اختطفتكم وكذبت عليكم، لا يوجد معركة، لا يوجد أشرار والجميع يعيش في انسجام مع بعضهم. تلك هي حقيقة العالم في الخارج، تلك حقيقة عالم واجي''

نعم كانت كلماته التي ستخرجهم من ذلك الحصن الدافئ إلى تلك المعركة، لكن ماذا قال للتو؟!

عالم مسالم والجميع يعيش في تناغم؟ وماذا عن الثلاثة عشر عاما من حياتهم؟

حدقوا إلى أمهم في انتظار تفسير، إلا أنها اكتفت بالتوميئ برأسها فقط.

''أمكم تم تشخيصها بالذهان وجنون العظمة، هي ووالدكم يظنان أن هذا العالم سينتهي قريبا على يد الهابرايان لذلك عليهم أن يربوا أطفالا خارقين لا وجود لهم''

صدمة ...

''تم الكذب عليكم بشأن قواكم التي تمتلكونها، في الأصل وبعد الهابريان أصبح البشر يولدون بقدرات خارقة، تلك كذبة أخرى أضيفت في قائمة كذبهم''

صدمة أخرى...

''لستم جميعا إخوة بالدم، لم تنجب إيريم سوى إثنان فقط توأمان، أما الباقي فقد اختطفتكم بعد إنجابها للإثنين''

صدمة ثالثة، أكانت كل تلك الصدمات تنقصهم ليوم واحد؟!

لكن السؤال يبقى هنا: من هما التوأمان؟

نطقت إيريم مشيرة إلى أوجس ''أَوجس و ..''

وأشارت إلى الآخر قائلة

''آدم''

ملحمة أندارياWhere stories live. Discover now