١٦. جريمة قتل

74 13 1
                                    


كل ما كان يفكر فيه وهو يرى كادر الإطفاء يستخرجون تلك الجثة الشاحبة الصامتة عن كيف كانت تنبض بالحياة والأحلام، كان لديه حلم، حلم سينفع عائلته والعالم، جراح عالمي يجري عمليات مجانية للفقراء، أراد إيجاد علاجات لأمراض العصر، كانت تلك الجثة ذات هدف نبيل، ما الذي حدث؟

''عذرا'' 

التفت للخلف، وعيناه فارغتان للمحقق ''أنت اكتشفت الجثة؟ كيف علمت؟''

حينها تدخل أوجس قائلا ''أنا فعلت، ظننت أن هناك شيئا غير مألوف داخل البحيرة، لذلك ذهبت للبحث وهو كان يساعدني''

ابتسم آدم بلا طاقة وشحوب وبعينين فارغتين ''كما قال، كنت أساعده في البحث، أسييف صديقي المقرب''

اقترب ياردن وقال ''إذا ما تقرير التحقيق الأولي؟''

''نعتقد أن قدمه زلت، وارتطم رأسه بإحدى الصخور مما تسبب بفقدانه الوعي وغرقه''

سمع المدير قول المحقق وقال مقتربا منهم والحزن في ملامحه  ''ولفقدانه حزينون، لقد كان طالبا متفوقا نجيبا''

مر شهران على موته، والد أسييف بستاني العائلة تقاعد حين أصيب بنوبة قلبية، وانتقل للعيش هو وبقية عائلته إلى مسقط رأسه. وقبل أن يذهب طلب من آدم أن يرسل له أغراض ابنه من الأكاديمية إلى العنوان الجديد.

لم يرد الذهاب حيث مات ابنه، ذلك كان صعبا للغاية عليه، حيث وأن بعضا من أصدقائه أفرغوا رأسه بنظريات مثل أن الأغنياء يتنمرون على طلاب المنح وقد يكون قد قتل. لكن لم يكن لديه دليل. لقد خاف أن يفقد أعصابه ويقدم على شيء لا تحمد عقباه.

وافق آدم، رغم أنه نفسه لم يرد الذهاب، لكن هذا والد صديقه يطلب المعروف منه.

كان ذلك في اليوم الأخير من السنة الدراسية، كان معظم المكان فارغا إذ أن الإمتحانات النهاية قد انتهت وخرجت النتائج وذهب معظم الطلاب لمنازلهم، لذلك كان معظم سكن الطلاب فارغا.

أرشده حارس السكن إلى غرفة أسييف، أخبره الحارس بأنه كان لديه شريك غرفة لكنه انتقل من الغرفة.

فتح الحارس الغرفة وقال بأنه سيتركه لوحده. كانت الغرفة هادئة للغاية، متوسطة الحجم، سريرين متقابلين لكل منهما مكتب وخزانة ملابس وطاولة صغيرة بجوار كل سرير.

كانت أغراض أسييف قد سبق وتم تنظيمها وترتيبها في حين طلب العائلة للأغراض. كاد أن يأخذ الأغراض ويغادر لكن قلم دفتر الملاحظات سقط وتدحرج أسفل السرير.

مد يده لأخذ القلم، لكن استوقفه دماء داخل شقوق السرير الخشبي، ليست سهلة الملاحظة، لكن الموضوع ليس صعبا على شخص ذي عينين حادتين.

كان هناك بعدها آثار تبدو لشيء قد تم جره، امتدت من السرير إلى الأرض ثم الرواق مرورا من البوابة ثم إلى البحيرة عندها توقف من الصدمة حين استوعب.

لقد تم جره من الغرفة إلى البحيرة، أحدهم فعلها، لكن من؟ ولم؟

لكن ماذا لو لم يحدث ذلك؟ ماذا لو استبق الأحداث؟ هناك شيء واحد عليه فعله، أخذ تلك الدماء من السرير؛ لمعرفة إن كانت تنتمي له.

تأكيد الأمر كان سهلا للغاية عليه، كان هناك منديل مخبئ في احدى الزوايا في بستان عائلة آدم، خبأه أسييف حين نزف من أنفه حين سقط ذات مرة ولم يرد أن يقلق والديه، أخذ آدم المنديل وشظايا الخشب وعرضه على شخص تعرف عليه من ابن عم أسييف يعمل في التحليل المختبري.

لم يستغرق الأمر طويلا قبل أن يقول ما كان يقلقه

''كلتا العينتين من نفس الشخص''

إذا؟ من أين يبدأ؟ هل قُتِل؟ لماذا قُتِل؟ ما الذي فعله ليتسحق القتل؟ ما الذي حدث خلال تلك الشهرين التي كان موجودا فيها في الأكاديمية؟

بدأ يستذكر ويحلل مكالماته مع أسييف. الآن وحين يتذكر، كانت السعادة والحماسة تتلاشان من صوته مكالمة تلو المكالمة، وهو لم يدرك هذا الآن.

خاف، ماذا لو كان ضحية تنمر؟ هو طالب منحة، من الطبقة العاملة، ماذا لو كان كلام الجميع صحيحا؟

الكثير من الأسئلة، لن تحل الأسئلة نفسها ولن يستطيع حلها بالوقوف هنا بعيدا، عليه أن ينخرط في مجتمع تلك الأكاديمية، ولن يحدث ذلك إلا لو أصبح طالبا فيها.

دراسته المنزلية انتهت بالفعل، كان لزاما عليه من الجامعة أن يكمل سنته الأخيرة في أية مدرسة، المهم أن ينخرط في نشاط طلابي ورياضي، ويحصل على مجموع عال.

أراد الذهاب إلى مدرسة بعيدة عن أوجس، لكن الآن ليس لديه أي خيار آخر. سيذهب إلى هناك ليحصل على سنته الأخيرة، ويحل لغز موت صديقه.

وها هو الآن يقف أمام مبنى الأكاديمية في السنة الجديدة، مرتديا زي الأكاديمية الموحد: بنطال أسود اللون، قميص أبيض، وسترة ذات لون بني اللون طبع عليها شعار المدرسة هو عبارة عن كلمة هيوبرا مزخرفة.

اقتربت منه جدته في قلق ''هل أنت متأكد بني؟ مدرسة داخلية ربما صعبة عليك، أردت لك مدرسة عادية''

ربت على كتف جدته باسما ''لا تقلقي يا جدتي، أنا متأكد تمام التأكد، وواع تماما لخياري بالدراسة في هذه المدرسة، إنها الخيار الأفضل لمستقبلي'' كان محقا في السبب الأول.

وبالطبع لن يخبر أحدا بالسبب الثاني، وأنه هنا ليحقق في جريمة قتل.

ملحمة أندارياHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin