٧. حزن إيز

105 16 9
                                    

كان هناك بالفعل شيء تخفيه العمة إيز، سر كبير عن أولئك الشباب الصغار، شيء يحزنها كثيرا وتريد بشدة إفصاحه لكنها لا تستطيع.

تلك الأعين عليها!

وضعهم يحزنها كثيرا، لم يروا في حياتهم شمسا لأجل قضيتهم، تم تخبئة وجودهم أملا حين هم يصبحون يوما أمل البشرية الوحيد.

يومهم طويل ومليئ بالأعمال الشاقة، والمرهقة ، يستيقظون ليخضعوا لتمارين قاسية جدا عليهم، وإن فشلوا النتيجة تصبح توبيخا شديدا وعقابا صارما يحرمهم الطعام لأيام ويضعهم في غرفة الحجز حيث هناك عقاب نفسي ينتظرهم.

لذلك وكتخفيف عنهم أرادت أن تخبرهم عن بعض قصصها عن العالم الخارجي وما فيه كل ليلة بعد العشاء.

''الأرض في الخارج رائعة كمكان عيش، توجد الجبال الرائعة التي غالبا ما قمة بعضها باردة رغم قربها من الشمس. أليست تلك أعجوبة؟

توجد تلك المباني العالية الشاهقة التي يعيش المئات داخلها.

ذلك البحر العذب الذي لا يختلط بالمالح رغم قربهما من بعض والتقائهما.

تلك الأمواج التي يحب البعض ركوبها، الثلج الذي يحب البعض أن يتزلج عليه.''

***

كانت كل ليلة تحكي قصة عن شيء من العالم الخارجي، وذلك كان تخفيفا عنهم وتسلية لهم.

لكن الأمر لم يعجبها، أخبرت زوجها لكنه قال بكل برود

''دعيها تفعل ذلك، إن أدائهم بدأ بالإرتفاع، دعيها تسرحههم بخيالهم قبل أن تحبسهم هذه الجدران''

''وماذا لو أرادوا الخروج والاستطلاع؟''

''لن يحدث ذلك، نحن نراقب كل شيء''

لكنها لم ترتح، دائما ما يريد الإنسان تطبيق ما في مخيلته، ذلك كان سر البشرية الأبدي، ولذلك انتظرت بفارغ الصبر اليوم الذي تعلن فيه ذلك.

كان أوجِس سمعها وبصرها، وكان دوما مراقبها السري لكل كلمة يقولونها.

***

سأل آدم ''وهل سنتمكن من رؤية ذلك كله؟''

''نعم حين تخرجون أخيرا''

''أتمنى أن أرى كل هذا قريبا''

أجفلتها تلك الجملة، لقد أرادت وبشدة لو تحقق ذلك لهم، لكنها لن تستطيع؛ لأن تلك العينين تراقبانها، تقصد أخت زوجها.

ولقد أدركت إيز، أن تلك العينان قادرة على فعل ما هو أكثر من إرسال التهديدات.

لكنها في يوم أرادت تحدي تلك العينان، حين سألها أحدهم

''ألا تستطيعين أن تخرجينا ولو لبرهة؟''

في تلك اللحظة ردت ب ''لا أستطيع''

''أرجوكِ''

لكن تلك الأعين المتوسلة قد أضعفتها، وجعلتها لا تستطيع تحمل الأمر من الآن وصاعدا، إنها تعلم أن كل ذلك خطأ، خطأ كبير ما يفعلونه وإنها تعتبر كشريكتهم.

لذلك أرادت تصحيح ذلك، لقد قررت أن تجعلهم يهربون، ذلك كان الصواب بالنسبة لها.

''سنفعل ذلك، لكن عليكم أن لا تتركوا بعضكم البعض، مفهوم؟''

لقد فرحوا كثيرا بالأمر، يظنونها نزهة، لكنهم لا يعرفون أبدا أنه هناك خطة هروب هنا، هي وحدها من قررت الأمر، وستخبرهم بذلك حين يخرجون.

''ومتى ذلك؟''

''حين يغادران مجددا، إنه بعد غد'' قالتها هامسة.

قفزوا في أماكنهم من الفرحة وعانقوا بعضهم البعض، لكنهم نظروا إلى أوجِس وقالت سو

'' لن تشي بنا أليس كذلك؟''

رد عليها بابتسامة 

''أنا أيضا أريد أن أرى الخارج''

''إذا اتفقنا بعد غد أليس كذلك؟''

''وكيف سنفعلها؟''

''دعو ذلك لي''

***

اقترب أوجِس من أذن أمه وأخبرها بكل شيء، نظرت حولها وقالت ''لا تخبر أحدا ولا والدك، اذهب إلى الخارج كما هو مخطط، ولا تدعهم يشكون بك''

هز رأسه إيجابا وانصرف.

كان في داخلها مائة تفكير وتفكير، تنهدت في تعب 

''الأمر مبكر جدا، هكذا سيعرفون قبل أن يجهز كل شيء''

ملحمة أندارياWhere stories live. Discover now