ملحمة أنداريا

٢٠. مكتبة من زجاج

مر أسبوع كان جميع التلاميذ في رعب، وقد تم وضع حظر تجول مؤقت؛ بسبب جثة الطالب التي تم اكتشافها في قاعة سكن الطلاب، كان سكن الطلاب الذي يعيش فيه أوجس، وقد بدى أنه منذ ذلك الوقت وهو لم يسمع منه أي شيء، بل لم يره أبدا.

بالنسبة لآدم فتلك أول مرة يدخل فيها إلى المكتبة، وذلك كان أجمل شيء رآه في حياته إلى الآن، بدت تلك المكتبة التي كانت الأكاديمية تفخر بأن عمرها مائة عام، وتحوي علوم سبعة مائة عام من العلوم، مكتبة ليست كأي مكتبة حول العالم. بالنسبة له تلك المكتبة التي كانت تشغل ثلاثة طوابق وتشغل مبنى خاص بها كانت مكتبة خارجة من كتب الخيال، مكتبة صنعت من الزجاج.

لولهة نسي لماذا أتى إلى هنا، لكن الطالب الذي هو من الطلبة المتطوعين لإرشاد الطلبة الآخرين والذي يشغلون أميني مكتبة متطوعين قد قاطع تأمله قائلا "كيف يمكنني أن أساعدك؟" قالها الطالب ذو الشعر البني الأشعث والذي يرتدي نظارة دائرية الشكل.

اقترب آدم حيث كان الطالب جالسا خلف الحاسب في مكتب مخصص لأمين المكتبة. كان آدم محتارا فعليا ماذا يقول، أو بالأحرى كيف يصيغها بدون أن يبدو جاهلا، ولم يسأل أوجس ماذا يسمى الأمر، لذلك ترجل وقال "أبحث عن كتب تتحدث عن أول شخص يمتلك قوة خارقة"

"تقصد هايان؟"

فغر فاهه لبرهة"هاه؟" ثم هز كتفيه موازيا مع ابتسامته "حسنا، نعم إذا كان هو"

هل اسمه هايان؟ لا يعلم أبدا، بدا وكأن أمين المكتبة مدهوش بأنه لا يعلم شيئا، حسنا كان آدم منغلقا في القصر وفي الحي الذي عاش فيه منذ أن خرج من الحصن، وجميع الكتب التي قرأها لماذا لم تذكر الأمر، وحين يتم التفكير في الأمر، بالنسبة لشخص كان محبوس طيلة حياته تحت الأرض، لم يفكر يوما في اكتشاف العالم الخارجي.

لماذا؟ هل بسبب تحذيرات أمه له، يذكر الآن أنه قال أنه سيكتشف العالم حين يصبح مستعدا، هل يا ترى هو مستعد الآن؟ هل يستطيع حماية نفسه؟ يعتقد أوجس أنه يحتاج الإنضمام لمنظمة، لكنه لا يريد ذلك، لكنه سيصبح وحيدا ضد جيش قوي قد يجهز نفسه الآن كما قال أوجس.

"الطابق الأرضي الداخلي القسم سي 55"

"شكرا"

القسم سي 55 لوحده مكتبة مستقلة، ظن أنها مجرد خزانة كتب، لكنه مكتبة بحجم مكتبة بيت جدته، وتلك ليست مكتبة صغيرة كمكتبة الحي. لا يعلم الآن من أين يبدأ.

"أنت الغريب الذي لا يعرف بشأن هايان"

التفت لمصدر الصوت من الخلف، كان طالبا يوحي منظره بأنه واثق من نفسه وإجتماعي، حاملا كتابا بيده في حين كان يرتدي ملابسه الأكاديمية بدون المعطف الذي قام بوضعه على يده الأخرى متدليا خلف كتفه، وكان شخصا باسما من الأشخاص الذين لا تفارق الإبتسامة وجههم، إنه يذكره الآن، إنه ميلوت زميله في الفصل، ومساعد رئيس مجلس الطلبة، إنه يبدو شعبيا ومحبوبا أكثر من رئيس الطلبة الذي يدعي الإبتسامة التي تخفي وراءها الكثير، ذلك كان رأي آدم.

اقترب منه وهو لا يزال يبتسم " اعذرني على التطفل، لقد كنت ورآك حين كنت تكلم أمين المكتبة وقد كان بدت الغرابة على وجهه"

أصيب آدم بالحرج وقال "يبدو أنني الجاهل الوحيد الذي لا يعلم عن الأمر"

حاول أن ينسيه الموضوع قائلا "أبدا ليس غريبا، أنت الطالب المنقول في فصلنا؟ سمعت أنك تلقيت تعليما منزليا"

"نعم ولم أتعب نفسي بمعرفة العالم، وكل الكتب التي كنت أقرأها كانت مواضيع العلوم"

جال أرجاء الرفوف قبل أن يلتقط كتابا "بالنسبة لشخص لا يعرف هايان هذا الكتاب يبدو كبداية فهو يحكي عن مولده ونشأته وحياته قبل كل شيء، الشيء الرائع في الأمر أن الكتاب كتب بصيغة المتكلم، الكثيرون قالوا بأنه تم نقله عن لسانه وهو على فراش الموت وكتبه صديقه الذي هو من الهابريان"

ناوله الكتاب مردفا بابتسامة "أريد بشدة أن أعرف رأيك بعد أن تقرأ الكتاب"

"شكرا، سأفعل"

 
كانت تلك ليلة باردة الرياح، رياح باردة خفيفة كانت تحرك أغصان الأشجار من حول ميلوت وهو يتجه صوب مكتب المعلم إنجيز، طرق الباب فاتحا بعد أن سمح له بالدخول  "استدعيتني أيها المعلم"

أنزل إنجيز النظارة من على وجهه متنهدا بعمق واضعا إحدى يديه على جبهته وهو يقلب أحد الأوراق باليد الأخرى، تحدث بالصوت الأجش الرخيم "اليوم وبعد العديد من الجهود وجدنا أحد الرجال الذين نقبوا عن عيني هايان، لقد كان جيدا بالإختباء، لكنه أيضا لم يكن ذو أهمية كبيرة بالنسبة لهم سوى كمنقب مدفوع الأجر أرادوا قتله لكنه هرب"

"وهل قال شيئا ذو أهمية؟"

"قال أنه مما فهم منهم أن رجل أعمال عجوز دفع لعالم حتى يزرع العينين في أحدهم، العالم مفقود ورجل الأعمال مجهول وجميع المنقبين قتلوا بعد أن تم العثور على العينين أما هو فتمكن من الهرب"

"عمن نبحث إذا؟"

"مما فهمته من وصفه ومن كلامه، وأن أيا من نقلت إليه العينين فشعره يتحول للأشقر الباهت نتيجة فقدان الميلانين الموجود في الشعر أثناء العملية ووصفهم للمنقول إليه فإننا نبحث عن شاب في السابعة أو الثامنة عشر من عمره ولد أعمى. طلبت من جميع الأشخاص في المنظمة البحث عنه في جميع المدارس"

"وتعتقد أنه هنا؟"

"احتمال، لذلك علينا البحث في خلفية جميع الطلاب الذين يتطابقون مع الأوصاف، إن كان الطالب هنا، فسيفضحه الماضي المختلف عن الجميع"