١١. مراهقان غريبان

80 13 3
                                    

''هل أنتما تائهان؟''

أعاد عليهما السؤال مجددا لكنهما لم يجيبا بل اكتفيا بالصمت المطبق وبأعين متسعة على مصراعيها حدقا فيه بحدة خلفها رعب.

نظر الرجل حوله حين لم يجد إجابة منهما وقال ''هناك عاصفة قادمة، ولا أرى أي شخص كبير معكما، أين والديكما؟''

''ما الأمر سامر؟''

أتى صوت رجل من خلف الرجل الدب سامر، التفت سامر وقال ''لابد أنهما تائهان؟''

نظر الرجل إليهما وقال لصاحبه ''إنهما قطعا ليسا من هنا، إنها المرة الأولى التي أراهما فيها من أين أنتما؟''

لم يستطيعا الإجابة أبدا، فصاحب الرجل الدب كان بشريا! 

عقلهما يحاول التحليل والتحليل، كيف لبشري أن يصادق أمثالهم؟ هل هو خائن لعشيرة البشر؟

لكنهما في الأخير تذكرا أن والديهما قد كذبوا عليهما، وأنه قد تكون هناك قصة أخرى لا يعرفوها، فلطالما أخبروهما بنفسيهما أن لا يستمعا من جانب واحد فقط من القصة بل الإثنين ثم كل الحقائق ستظهر جليا لصاحب العقل.

لكن أولا عليهم الإبتعاد من هنا، ماذا لو رأى والديهما هذان الرجلان وقتلوهما كما حدث مع العمة إيز، فهما لا يبدوان شريران.

''إنهما خائفان'' قال وأردف ''لنذهب بهما إلى القسم''

نطق آدم أخيرا حين سمع كلمة القسم وقال بنبرة متفاجئة ''قسم الشرطة؟''

''نعم، هل هناك خطب ما؟''

هز رأسه قائلا ''لا، لقد كنا نريد الذهاب إلى هناك من الأساس، لكننا لا نعرف الطريق''

تبسم الرجل وقال ''لا بأس، أنتما محظوظان لأننا وجدناكما قبل اندلاع العاصفة الثلجية''

''أنتما شرطيان؟'' سألت سو.

''نعم''

ابتسما لبعضهما البعض في سعادة، أخيرا وجدا الشرطة! من الواضح أنهما مراهقان غريبان للغاية ولا يبدوان وكأنهما عاشا في نفس العالم معهما.

ما زاد الأمر غرابة حين حدقا في دهشة على أسفلت الطريق السريع ''اسفلت سو!'' قال آدم في دهشة.

نظر إليهما الشرطي نظرات استغراب، وبدأ الشك يتغلغل داخلهما ''ما بال هذين الإثنين؟'' أليس الأمر غريبا بالفعل أن يتم إيجادهما في منتصف الثلج بعد إعلان العاصفة الثلجية؟ والآن متفاجئان من كل ما حولهما، الأمر أشبه وكأنهما عاشا في كهف طيلة حياتهما، ولكنهما أنيقان بالنسبة لساكني كهف.

لم يتوقف الانبهار عند ذلك الحد، لقد كانا متفاجئين ومبهورين بقسم الشرطة الصغير الذي كان بسيطا ومكونا من طابقين وقد كان المبنى كله مصنوعا من الخشب.

أدخلاهما القسم، وأحضرا لهما بطانيات للتدفئة ومشروبا ساخنا، لكن لم بدا للشرطيين أن أجساد الشابين اليافعين مصنوعة من حديد، إنهما يرتديان ملابس لا تناسب الأجواء الشتوية ومع ذلك لا يرتجفان!'

وبعد أن مرت دقائق استراح فيها الجميع، سألهما الشرطي سامر ''إذا أين والديكما؟''

''لا نعلم من هما والدينا، لكننا نعلم من بقينا عندهما طيلة السنين''

جلس سامر خلف مكتبه مستغربا من حديث آدم، لكنه ومما رآه فيهما طيلة الطريق، أراد وبشدة سماع قصتهما، فقال 

''تحدث، أنا أسمعك''

ملحمة أندارياWo Geschichten leben. Entdecke jetzt