١. قصة عالم

375 27 14
                                    

صوت الصافرات الصادرة من كل مكان في تلك الغرفتين والتي تشع بضوء أحمر أيقتظهم ''قيام، قيام، أنتم متأخرون بعشرة دقائق!''

خمسة أسرة في إحدى الغرف استيقظ منها أربعة صبيان، تاركين الخامس نائما، في حين استيقظت ثلاث صبيات في الغرفة المجاورة لهم.

دخلوا لا إراديا إلى دورة المياه والتي كانت لكل واحد منهم مغسلة باسمه وبجانبها فرشاة، ومرآة دائرية فوق الحوض، غسلوا وجوههم، رجعوا إلى غرفهم ارتدوا ملابسهم وخرجوا إلى القاعة حيث تنتظرهم.

استيقظ على الصوت لكنه لم يقم أبدا قبل الجميع، بل انتظرهم جميعا إلى أن انتهوا وخرجوا، بعدها قام بهدوء من فراشه، وتحسس بهدوء المكان أمامه إلى أن وصل إلى عصاه التي استدل بها للطريق أمامه إلى أن وصل إلى الحمام.

وضع يده على المغسلة ومرر يده عادا ''واحد، اثنين ..'' إلى أن وصل إلى الخامس. أخذ فرشاة أسنانه وفرش أسنانه وتحسس وجهه بحثا عن بقايا معجون متأكدا من نظافة أسنانه بلسانه.

عاد إلى غرفته، ولمس خزانة الملابس وعد مجددا إلى أن وصل إلى قسم ملابسه، كان ليدار قد أخبره أنه قد قام بوضع كل قطعة أمام التي تناسبها لها في اللون، لذلك تحسس مجددا بهدوء وارتدى ملابسه وتوجه حيث قاعة الطعام.

حين وصل إلى القاعة كان بإمكانه معرفة أنهم قد أنهوا طعامهم، شعر بإحباط شديد، لقد حاول أن ينتهي سريعا لكنه مع ذلك قد تأخر ولم يستطع أن يكون على الأقل في منتصف أكل طعامهم.

سمع صوت ليدار قائلا وقد بدا أنه يهتف له ''أنت متقدم عن الأمس بدقيقتين''

أتاه صوت حاد نسائي من الخلف بارد ''بل متأخر كعادته، لكن ما الذي أتوقعه من أعمى؟''

لم يستطع حتى أن يفرح لثانية فقد أتاه الصوت سريعا مبددا كل ما فيه من سعادة.

''أمي لقد تحسن'' قال ليدار.

''لن يتحسن أبدا، فهو ذو إعاقة، لكنه ابني في النهاية كما أنتم أبنائي وبناتي، وأحبكم جميعا''

طأطأ رأسه وجلس على الكرسي متحسسا طعاما، همس ليدار قائلا ''لا تقلق يا آدم ستصل يوما ما في الموعد وستفرح أمي كثيرا''

هز رأسه وابتسم، في حين بدأ في أكل طعامه، تحدثت المرأة وهي واقفة في منتصف طاولة الطعام والأطفال الثمانية حولها قائلة ''اليوم أتعلمون ما هو؟''

هزوا رؤوسهم بالنفي، فقالت ''اليوم بلغتم من العمر ثمانية أعوام جميعكم الثمانية''

ابتسموا جميعهم، قالت إحدى الفتيات ''حقا يا أمي؟''

أومأت برأسها قائلة ''نعم، لقد اقتربت من كونكِ امرأة، وكذلك أنتم اقتربتم من كونكم رجالا ونساء''

ثم أردفت سائلة '' ماذا يعني ذلك؟''

أجاب أحد الصبيان ''يعني أننا اقتربنا حتى نصبح أشداء قادرين حتى نستطيع أن نحمي عالمنا''

''ومن سيخبرنا بالقصة اليوم؟''

رفع آدم يده وقال ''أنا يا أمي''

''أخبرنا يا آدم''

فسمع ضحكة من أحدهم يقول ''الإستماع فقط ما يجيده''

''هدوء يا أوجِس، إنه أخوك، لا تسخر من إعاقته، احك يا آدم''

لم يهتم آدم لكلامه ولا لسخريته بل تحدث ''لم يعد للبشر أي أرض هنا، الهابريان سيطروا على الأرض، أتونا أولا في سلام، حين أدخلناهم أرضنا كراع أدخل ذئبا بين خرافه قاموا بنهشنا وخيانتنا وقتل الكثير منا، ثم قاموا وأخذوا الباقي واستعبدوهم.

الحصن حيث نحن الآن هو أمل البشرية الأخير ضد الهابريان، إنهم لا يعلمون بوجوده لكونه تحت الأرض في أرض باردة مقفرة، حيث لا يستطيعون إيجادنا.

السير فوق الحصن ممنوع ومحظور وخطر، كون الهابريان يسيرون في كل نقطة على الأرض واحتمال تعرض الحصن للخطر كبير.

الوحيدون القادرون على فعل ذلك هما أبي وأمي، لكونهما البالغين الوحيدين ولأنهما جيدان في التخفي، أبي الآن في مهمة لإحضار المؤن من الأرض المسلوبة من البشر''

''أحسنت يا آدم، لديك قوة حفظ عوضتك يا بني'' قالت المرأة.

فرح كثيرا لثنائها عليه وابتسم، ثم قالت المرأة ''إلى قاعة التدريب الآن، اليوم الإختبار البدني قبل عملياتكم''

ملحمة أندارياWhere stories live. Discover now