الفصـل الـخامس عشـر

227 16 9
                                    

كـانت تجلس فى غرفـتها حيـنما أعلن هاتفها عن أتصـال منـه ، وضـعت الهاتف بجانبـها ولـم تجيبـه ، كـانت تعتقد بانـه هـكذا سيغلق ولـن يحادثها مره أخرى

ولكنـه خيب توقعاتـها وظل هاتفها يعلن عن رنينه المسـتمر ، مـا أن نفد صبرها حـتى أمسـكت هاتفها وقـالـت بضيق شـديـد

:ـ ماذا ؟؟..

هـدر بـها وبقـوة :ـ هل يمكننى فهم ما يحدث مـعك ؟؟..

تسائـلت ببرود :ـ ومـاذا يحدث مـعى ؟؟..

عض جسـام شفته بغل ، ثم قال بجديـه :ـ منة ما بك ؟؟.. ، منذ أن سافرت وتصرفاتك أصبحت لا تطاق

هتفت بحـده :ـ وما بها تصرفاتى سيد جسـام ؟؟..

صمت للحظـات ثم قال بهدوء غريب :ـ لما تتصرفين هكذا ؟؟.. ، بماذا أخـطأت بحقك لكى تبتعدى هـكذا ؟؟..

دمـعت عينيها وصمتت هى الأخرى ، ليتنهد جسام بحزن ويقول بلوعـه

:ـ فقط أخبريـنى بماذا أخطأت ؟؟..

أجـابته بنبرة متحشرجـه :ـ لم تخطأ بشىء ، الخطأ منى أنـا وليس أنت

تسائـل بدهشـه :ـ ومـا هـو خطأك يا منة ؟؟.. ، ما الشىء الذى فعلـته جعلك تبتعدين هكذا ؟؟..

هزت ساقهـا بقوة وتوتر ، قبل أن تقول بحزن :ـ ما فعلـته لا يمكن حدوثه بالنسبـه لـى ، أنـا أشعر بالأختناق كلـما فكرت بأننى وصلت الى الحد الذى لا رجعه بـه

بالرغم من أنـها لم تتحدث بما يعتمله قلبـها ولكـنه فهم ، فهم ما بها بدون أن تتحدث ، فـ هو أيضـاً فى ذات المشكلـه ، منة الله وقعت فى حبه كما يفعل هـو

وكـلاهـما يشعر بأنـه خائـن ، عديـم المشـاعر ، هو يعلم بأنـها ليست كذلـك ، منة الله الصغيره ، البريئـه ، ذات الأبتسامه الرقيقـه ، لا يمكنها أن تكون خائـنه ، أو أنانيـه

هى أعظـم وأجمل من ذلـك ، ولكنه أيضـاً لا يـمكنه وعدها بأى شىء ، فـ هو يمتلك عائـلة ، حتى ولو كـانت هذه العائـله منكسره ، وتحتاج الى الكثير من الجهـد للأصلاح

ولكنها ستظل عائـلته ، وسيظل هناك طفل قادم الى هـذه الحيـاه يحتاج الرعايـه من كلا والديـه ، طال الصـمت بيـنهم للكثير من الوقـت ، قبل أن يتحدث بحزم وثقه

:ـ أنـا سأرجـع خلال يوميـن ، ووقتها سنتحدث ونضـع النقاط فى مـكانها الصحيـح ، وأنصحك أن لا تعترضى لأننى بالفعل وصلت الى نهاية صبرى مـنك

حركت عينيها بغيظ ، ثم قالـت بعدم مبالاه مزيفه :ـ وداعاً جسام

ودعـها بضـحك خفيفه وهـو يتخيل وجـهها المغتاظ ، لتغلق هى المكالـمه بدون أن تسمع شىء مـنه ، ثم تلقى الهاتف على الفراش بأهـمال شديـد

سـلســــــلة { عشق وخــداع } { مكتمله }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن