صَدّ ؟

1.1K 121 60
                                    

« لينار صغيرتي تعالي لتناول طعامك معنا »

تحدثت والدة الحنطية بهدوء بينما تجلس قربها على سريرها
كانت الحنطية تتمسك بخاتم الغرابي الفضي الذي كانت تعقده مع حلق أذنها طوال الوقت
تتأمله بصمت دون أن ترد على أي حديث موجه إليها

تنهدت والدتها بعمق تضع كف يدها على كتف إبنتها
تحرك جسدها بخفة لترفع غزالية العيون أنظارها حتى تحدق في ملامح والدتها بنظرات فارغة

« إبنتي عليكِ تناول طعامكِ ستمرضين هكذا
هل ستأتين لتناول الطعام معنا ؟ من أجلي »

إستمرت الحنطية بالنظر إلى والدتها بصمت
ملامحها باهتة وعينيها منطفئة
إلا أنها أومأت لها بخفة لتبتسم والدتها مقبلة جبينها ثم تخرج من الغرفة

حال خروجها وإغلاقها لباب الغرفة ، إستطاعت رؤية الأبيض متجهاً إليها
ليبتسم لها بخفة ثم يتحدث

« كيف حال لينار عمتي ؟ »

إبتسمت بإنكسار لتتحدث بصوت منخفض حتى لا تستطيع سماعهما

« لا تزال على حالها بني
لا تتحدث أبداً وبالكاد تعطي أي رد فعل
لقد وافقت على الخروج لتناول الطعام معنا
لكنني لا زلت خائفة عليها ، ما رأيك بأن نأخذها لأحد الأطباء ؟ »

تنهد الأدعج بخفة ينظر لباب الغرفة التي تقطن بها صديقته
ليجيب المرأة الأكبر بهدوء يمسح على كتفها بلطف

« لا تقلقي ستكون بخير
هي تحتاج إلى القليل من الوقت لتتعافى فقط
لن يفيدها الطبيب بأي شيء فحالتها هذه بسبب الصدمة التي تعرضت لها ، لذا علينا محاولة إخراجها من هذه الحالة بأي ثمن »

أومأت السيدة الأكبر لترفع يدها مربتة على كتفه بخفة
ثم تبتسم له بخفة وتتحدث

« أثق بك بُني ، هيا لتتناول غداءك معنا »

أومأ لها بإبتسامة هادئة ثم نبست

« سوف أرى لينار وأتحدث معها قليلاً ثم آتي »

همهمت له ثم سارت مبتعدة عنه بعد حديثه
ليتجه هو ناحية غرفة الحنطية يطرق الباب بخفة
ثم يفتحه دون إنتظار رد منها لأنه يعلم أنها لن تجيب

« لقد عاد أكثر الرجال وسامة إلى المنزل
ألن تستقبلي صديقك الرائع والوسيم »

تحدث الأبيض بصخب يرسم إبتسامة واسعة على وجهه
بينما يسير بطريقة مضحكة يحاول لفت أنظارها
إلا أنها نظرت إليه بصمت لعدة ثوان
ثم عادت لتأمل الخاتم الفضي بين أصابعها فحسب

الـهَـوَسْ | K.THWhere stories live. Discover now