عقد الغرابي حاجبيه بشدة لحديث الرجل البارد
ليقترب منه بهدوء يقف مقابلاً له
ولها رفع الرجل عينيه حتى ينظر في ملامح الغرابي المرهقة« مالذي تقصده ؟!! »
عبس الرجُل بحزنِ مصطنع ثم تأتأ بأسف
لينطق بينما يستقيم ويسير ناحية الغرابي ثم يقف مقابلاً له يربت على كتفهليأخذ نفساً عميقاً ثم ينظر في عيني الغرابي الحادة
حينما نطق بكل برود
والغرابي سمع تلكَ الكلمات وكأنها أبطأ شيء حصل في العالم ..« لَم أعد بحاجة للمنزل وجدت آخراً أفضل لمشروعي
ووالدك يستحيل أن يعود لَك ..
فقد أقدَم على الإنتحار في زنزانته بعد سماعهِ بموتِ زوجته وأنك قد إختفيت فجأة من السجن
تعازيَ الحارة لك »أنهى حديثه السام بتربيتة هادئة على كتف الغرابي المتصنم مكانه بصدمة
ليبتسم بجانبية جالساً في مكانه يضع ساقاً فوق الأخرى لينطق ببرود« يمكنك الذهاب الآن وتفقد جثة والدك
إنتهى الحديث بيننا ، وقد أعطيتك أكثر من وقتك »شعر الغرابي بأنه محطم تماماً
بالكاد إستطاع السير حتى خرج من المكان
كأن أحدهم أمسك بعظام جسده وقام بتحطيمها واحدة تلو الأخرىوالحقيقة بأن ما تحطم في جسده كان قلبه
وهو الأمر الوحيد الذي لا يكسر إنما ينبض بألم يبثه ناحية بقية أعضائه الأخرىحتى عينيه أبت البكاء
لم يعد يمتلك حتى القدرة على ذلك
لم يعد هنالك ما يعيش لأجله ، لقد فقد كل شيءلذا هو بهدوء قد سار ناحية النهر !!
وحينما قابل مياهه النقية هو إستمر في السير خلالها
غمرت المياه ساقيه ، ثم غطت نصف جسدهوهو يستمر بالسير دون توقف ، حتى بدأ يشعر بالتيار يدفع جسده ليغمض عينيه
يرخي جسده مستسلماً للمياه تماماًفي هذه اللحظة التي بدأت رئتيه تضيق بها
تدفقت دموعه من مقلتيه مختلطة مع مياه النهر العميق التي تغمر جسدهوحينما شهق تسبب هذا بأخذه مقداراً من المياه إلى صدره
حتى إسودت الرؤية في عينيه تدريجياً ..لكنه إستطاع رؤية جسد ما يقترب منه
ولكن قبل أن يستطيع تمييز ذلك الشخص ، هو فقد وعيه تماماً•••••
« أيها الحقير الأخرق الغبي »
شهق الغرابي بشدة يفتح عينه على وسعها
ليبدأ بالسعال بشدة يرى بأنه في المطعم الموجود بقرب النهر على الأرضية الخشبية بجسد مبتل بالكامل
أنت تقرأ
الـهَـوَسْ | K.TH
غموض / الإثارةفي إحدى المدن التي شاع فيها الفساد وفي هذا الزمن الذي يسير للتطور هناك أماكن لا تسير على ذات المنوال ، إنما تسير للأسوأ عصابات تسفك الدماء ، شعب فاسد وبين كل تلك العصابات ، كان هناك شاب يافع رغم صغر سنه ، إلا أنه يقود إحدى أكبر العصابات شاب أقل ما...