مَوعِد

1.9K 180 27
                                    

تصنمت غرابية الخصلات في مكانها للحظة
لتستدير حتى ترى الهيئة المتربعة على سريرها
ببدلة سوداء مذهبة ينظر إليها بإبتسامته المائلة المعتادة

« تـ..تاي ؟! »

إزدادت إبتسامته إتساعاً ليومئ لها عدة مرات متتالية
ثم يتحدث بينما يستقيم ناحيتها

« أجل أيتها الجميلة ، هل كنتِ تنتظرين شخصاً آخر ؟ »

حينما وصل قربها إستطاع ملاحظة شعرها الذي لا يزال يقطر مياهاً بسبب عدم تجفيفها له
لتخفض أنظارها إلى ما ترتدي ثم تتحدث بخجل طفيف

« كلا ، لـ..لكن لم أتوقع قدومَك أيضاً
كـ..كيف حال إصابتك ؟ »

هي شهقت بخفة حينما أحضر الغرابي إحدى المناشف المعلقة خلفها ووضعها على رأسها
وقبل أن تتحدث بدأ بتحريكها بلطف على شعرها من منبت الشعر حتى أطرافه لتمتص المنشفة من المياه التي فيه

« أنا بخير ، لكنك تبدين متعطشة للمرض صحيح ؟ ، لن أدعكِ تكرري ما فعلتِه بي المرة الماضية بحجة الحمى »

قامت غزالية العيون بحبس شفاهها السفلية بين صفّي أسنانها دون أن تجيب ، فهي لا تزال نادمة على ذلك

« هيي أيتها الصغيرة ، كُنت أمزح
لا تعبسي »

كوب الغرابي وجهها بين كفيه
المنشفة هي ما تفصل بين يديه ووجهها
لتنظر الحنطية في عينيه اللامعة التي تنظر إليها
وإبتسامته اللينة تلك ، لترتفع أطراف شفتيها تباعاً بإبتسامة طفيفة لا تكاد تُرى 

إلا أنه لم يغفل عنها لتتسع إبتسامته ثم يدنو طابعاً قبلة طفيفة على أنفها الصغير
ولأنفاسه الدافئة القريبة من وجهها هي أغمضت عينيها
ثم تنهدت بخفة دون سبب

إبتعد الغرابي بإبتسامة واسعة
ينظر في ملامحها الهادئة ، ليكمل تجفيف شعرها
وحينما فتحت هي عينيها وجدت بأنه مركز في ما يفعل
بعقدة حاجبيه الطفيفة وحركة يديه السلسة على شعرها

لترفع يدها بهدوء إلى كفه حتى توقفه
ينظر هو إليها بإستهجان لفعلتها تلك حتى إبتسمت بخجل ثم نطقت

« سأكمل تجفيفه أنا »

أومأ لها بخفة لتخرج مجفف الشعر تكمل ما بدأ به
بينما عاد الغرابي للجلوس في مكانه على قبل قليل على سريرها ، يرى هاتفها بقربه

ودون أي تفكير هو قام بإلتقاطه
بينما كانت هي مشغولة في تجفيف شعرها وبعض البقع المبلولة في فستانها بمجفف الشعر

الـهَـوَسْ | K.THWhere stories live. Discover now