ضَوءُ القَمر

2.3K 180 23
                                    

عادت ذات الخصلات السوداء الداكنة إلى المنزل في وقت متأخر تلك الليلة

ذلك الضابط شخص لطيف جداً ومراعٍ
كما أن الحديث معه ممتع حينما تناقشا في العديد من الأمور حول الهوايات وعلمت بحبهِ لعزف الجيتار

ومعرفتها بأن شخصاً بمظهره الصلب ذاك ، لديه هذا الجانب الفني والرقيق جعلها تشعرُ بأنه شخص 'مثالي' إن صح القول

لدرجة مخيفة ..

تنهدت بعمق لقد ودعت صديقتها قبل قليل وجلست على سريرها بعد أن بدلت ثيابها لشيء مريح
والدتها نائمة في غرفتها والجو هادئ كما هو مطلوب لأجل راحتها

حينما شردت في الفراغ للحظة
فكرت في حياتها وما تعيشه ، هل سعيدة بهذه الحياة ؟؟

إنها تعمل عملاً جيداً أخيراً ، حالة والدتها تتحسنُ كثيراً فهي لم تصب بأي نوبة منذ أشهر وهذا مطمئن ، فقط ..

هذه هي حياتها ؟!!

« الرحمة ، حياتي مملة أكثر من حياة طفلٍ رضيع »

نطقت ذلك بإنتحاب ترمي بذاتها على السرير الناعم لتلفت نظرها تلك الهدية التي تركها ذلك المجرم ، وعلى ذكراه هي إرتجفت بخفية

لربما حياتها ليست مملة
حينما تذكرت الرعب الذي حصلت عليه في المصرف ذالك اليوم ، لقد أحست بقيمة حياتها حينما شعرت بأنها على وشك الموت في ذلك الوقت

إستعدلت بجلوسها تسحبُ تلك العلبة ذات الغلاف الأحمر البراق والأشرطة الأرجوانية من فوق المنضدة في ذات المكان الذي تركتها به

تأملتها للحظة لديها بعض الفضول حول ما قد يحضره شخص مختل مثله لها كهدية ، وما سببها أساساً
إزدردت ريقها بتوتر تقوم بحل العقد عنها بهدوء

أزالت الغلاف البراق وقامت برفع الغطاء عن العلبة
لتتوسع عينيها بخفة

كان ضوء صغيراً على شكل القمر الواقعي
وكأن القمر حقاً بينَ يديها
إبتسمت بوسع تلمع عينيها بشدة ثم تضغط على شفتيها بقواطعها

أخرجت القاعدة الصغيرة الخشبية ووضعتها على المنضدة ثم قامت بتثبيت الضوء المستدير عليها
لتضع العلبة والغلاف بإهمال في أحد الأدراج تهرول بحماس طفلة بالعاشرة لتجربته

اغلقت جميع الأضواء ثم عادت إلى مكانها تبحث عن أي زر لتشغيله
وحينما وجدته قامت بالضغط عليه فوراً ليسطع نوره في المكان
فغرت فاهها تنظر إلى جماله وكأنه قمر ترك السماء لينير غرفتها

الـهَـوَسْ | K.THWhere stories live. Discover now