فِراقْ

2.3K 205 14
                                    

" مرحباً لينار ، إنه يوم عطلتي
أتودين أن نذهب لمكان ما معاً ؟
إن كنتِ متفرغة طبعاً ؟ "

تأملُ رسالة الضابط حالَ إستيقاظها بوقتٍ متأخر من النهار
كانَ أول ما قامت به في يومها
وحسناً ، هي لم تتوقع ذلك أبداً

أغمضت عيناها بشدة تحاول إستيعاب ما يحصل حولها
لتقتحم والدتها غرفتها بقلق بادٍ على ملامحها
كون إبنتها نادراً ما تستيقظ في وقت متأخر

« يا إلهي ، صغيرتي أنتِ شاحبةٌ بشدة
هل أنتِ مريضة ؟ »

قامت والدتها بتلمس وجهها بلطف لترى بأن حرارتها مرتفعةٌ بالفعل
والهالات الداكنة التي تحيط بعينيها تؤكد ذلك

« لا بأس أمي ، أنا بخير مجردُ إرهاق بسيط »

عبست والدتها بشدة لتتحدث بصرامة

« أنتِ لن تتحركي من هنا أيتها المهملة الصغيرة »

قامت بأخذ هاتفها من يدها وإغلاقه ، ومن ثم أجبرتها على الإستلقاء لتتنهد غرابية الخصلات بعمق
نفذت أمر والدتها لتستلقي وتأخذ الأدوية التي تكرهها إجباراً
ثم تذهب والدتها لإعداد بعض الحساء لأجلها

من حسن حظها بأن اليوم عطلة ، وأنها لن تتغيب عن عملها
لقد مضى أسبوعانِ حقاً منذ آخر مرة قابلت بها الضابط والغرابي ..

وكلاهما إختفيا عن حياتها فجأة !!
لتعود لروتينها الممل وحياتها المعتادة ، سوى أنها بالأمس خرجت إلى السطح رغم برودة الأجواء التي تزداد يوماً بعد يوم

لتمطر في ذات الوقت الذي كانت تجلس فيه هناك
مما أدى إلى إبتلال ثيابها وإلتقاطها البرد ، لتصاب بالحمى اليوم

فكرت بماذا قد تجيب الأشقر على طلبه
هي متعبة بشدة وتشعر بمزاجها المعكر منذ إستيقاظها دون سبب

لذا قررت أن تأخذ غفوة قصيرة ، علها تستطيع تعديل مزاجها وإراحة جسدها المحموم

•••••

« هيي أيتها الصغيرة ، إستيقظي »

عقدت الحنطية حاجبيها بخفة
لا تعلم إن كانت تهلوس بسبب الحمى ، أم أنها تستمع لصوت الغرابي حقاً

فتحت عينيها ببطء لتتوضح لها الرؤية
وترى حنطي البشرة وحاد العيون يحدق بها عن قرب
رمشت عدة مرات حتى إستطاعت إستيعاب ما يحصل

وحينما إستوعبت هي شهقت بشدة
حاولت الإعتدال بجلوسها ، إلا أنها حصلت على ألم شديد في عظامها ، لتأن بشدة مع إغماض عينيها

الـهَـوَسْ | K.THWhere stories live. Discover now