مُفاجأةْ

1.8K 168 14
                                    

إزدردت الحنطية ريقها بتوتر
تنظر ما بين عيني الضابط والخاتم الفضي الذي بين أصابعه
كانت خائفة بشدة من أن يتعرف عليه

كونها إستطاعت ملاحظة أن الغرابي يرتدي العديد من هذه الخواتم الرفيعة في جميع أصابعه ، ما عدا إبهامه وبنصره ، وبما أنه يرتديها بشكل دائم فهي خائفة من أنه قد يتعرف عليها بما انه شخص شديد الملاحظة

« في الحقيقة ، هو لأحد أصدقائي القدامى »

هي نطقت ببعض التوتر ، وبسبب قلقها لم تستطع إختلاق أي عذر آخر
بينما قام هو بوضع الخاتم في إصبعه الخنصر
يتناسب معه بشكل غريب

لتقترب منه تحمل ثيابه التي قامت بتجفيفها بعد أن طوتها
تجلس بقربه ترى نظراته المكثفة ناحية هذا الخاتم
ليزيد هذا توترها ، وحينما أرادت الحديث هو قاطعها بسؤاله

« يا ترى كم هو مقرب منكِ حتى تحتفظي بخاتمه إلى الآن ؟ »

إزدردت ريقها بصعوبة حينما حطت عيناه على خاصتها
يتساءل بإبتسامة مائلة ويرفع حاجبه الأيمن
خلال تلك المسافة التي لا تكاد تذكر بينهما

خفضت أنظارها بخجل تبتعد قليلاً للخلف تخلق مسافةً بينهما

« كنا أصدقاء منذ عامي الخامس حتى الثامن عشر
بالتأكيد سأحتفظ بآخر ذكرى لي منه »

هي لم تكذب بشكل كامل فصديقها الذي تحدثت عنه حقيقي
لكن الخاتم ليس له ، وهي تعرف جيداً من صاحبه
ولم تعلم حتى لما إختلقت هذه الكذبة من بين جميع أعذار العالم

« ومالذي حصل له ؟ »

تساءل بهدوء بينما يخلع الخاتم من إصبعه
يمسك يدها برقة ليضعه في كفها ويغلق أصابعها عليه
ثم يغلف يدها بشكل كامل بكفه الدافئة
ثم ينظر إلى عينيها

« لقد إختفى فجأة ، عائلته أخبرونا بأنه قد خطف
ثم أتاهم خبر عن موته ، ليتركوا البلاد بشكل كامل »

تحدثت بعبوس تنظر في عينيه بعينيها الدامعة
قامت بمسح دموعها بطرف كمها لتبتسم إبتسامة باهتة وتردف بهدوء

« لهذا لم أعد أكون أي صداقات
ولم أعد أختلط بالعديد من البشر ، فإما أن يكونوا مستغلين أو يختفوا فجأة »

هو تأمل ملامحها بصمت
لوقت طويل حتى إبتسم بلطف يرفع يده اليمنى إلى وجنتها
يداعبها بلطف بينما يحافظ على كفه الأخرى ممسكة بيدها

« أعطني إسمه وسأبحث لكِ عنه إن أردتِ »

هي وسعت عينيها بخفة تنظر إلى عينيه للحظة
إلا أنها إبتسمت بخفة تنفي برأسها ثم تتحدث

الـهَـوَسْ | K.THOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz